فرق تطوعية باسم المحافظات

بقلم : عيسى المسعودي

يوم بعد يوم وسنة بعد سنة ندرك جميعنا أهمية العمل التطوعي في مجتمعنا ، وخلال السنوات الفائتة ازداد الوعي بأهمية التطوع والعمل التطوعي فأصبحنا نشاهد مجموعات كبيرة تتسابق للقيام بأعمال تطوعية في مختلف المجالات والمناسبات سواء على المستوى الفردي او على مستوى المؤسسات وبلاشك أن الأحداث والظروف المختلفة تساهم وبشكل كبير في إظهار أهمية العمل التطوعي وفوائده على كافة المستويات ولقد لاحظنا ذلك جلياً أثناء الحالة المدارية « شاهين « وكيف كان للعمل التطوعي والفرق التطوعية دور كبير في التقليل من آثار وتداعيات هذه الحالة المدارية فقد ساهمت هذه المبادرات في تعزيز الترابط بين أفراد المجتمع وإظهار المحبة والمودة إضافة إلى أن العمل التطوعي يسهم في كسب المتطوع للعديد من المهارات الجديدة من خلال هذه المشاركة المجتمعية من بينها تنمية مهارات الشخص المتطوع في مجال عمله وواجباته مثل التخطيط وفن القيادة وإدارة الوقت سواء باكتسابها أثناء العمل التطوعي أو تنميتها وتطويرها كذلك يسهم التطوع في زيادة الثقة بالنفس وتعزيز العلاقات مع الآخرين من خلال العمل كفريق واحد إضافة إلى أن العمل التطوعي يشعر الإنسان بالسعادة والراحة النفسية عند القيام بمثل هذه الأعمال وبلاشك أيضا أن العمل التطوعي يزيد من الولاء للمجتمع وحب الوطن وأيضا تستفيد الحكومة من الأعمال التطوعية فقد تابعنا جهود الفرق التطوعية التي جاءت من مختلف محافظات السلطنة لتقديم الدعم والمساعدة فكان لها دور كبير في إنجاز العديد من الأعمال لدرجة أن المؤسسات المعنية كانت دائما تناشد وتطالب أثناء الحالة المدارية « شاهين « بتعزيز المشاركة المجتمعية من قبل الجميع وأنها مستعدة لتوفير كافة الإمكانيات لإنجاح عملها وهذا دليل واضح وعملي على أهمية دور العمل التطوعي في حياتنا ومجتمعنا ليس فقط في حالات الطوارئ وإنما في كافة المناسبات والأحوال فالتطوع يمكن أن يكون على مستوى الاسرة على سبيل المثال أو لمساعدة الفقراء والمساكين أو التطوع في مجال البيئة أو في الأماكن العامة أو في المناسبات المجتمعية وغيرها فمجالات التطوع ليس لها حدود.

لكن العمل التطوعي حتى يحقق أهدافة السامية بشكل صحيح ويخدم المجتمع كما نريد له فإنه يحتاج إلى تنظيم كباقي الأعمال التي نقوم بها فطالما والحمدلله الوعي بالعمل التطوعي بدأ يزداد بينأفراد المجتمع والكل يبادر ليخدم وطنه ومجتمعه ولكي نعزز من هذا المفهوم خلال الفترة المقبلة بحيث يكون جزءاً مهماً في حياتنا فإننا علينا أن ندعم هذا التوجه الحميد من خلال غرس هذا المفهوم بين أطفالنا وشبابنا وذلك عبر خطوات متعددة سيكون لها مردود إيجابي على المجتمع ومن بينها تنظيم المحاضرات والندوات التوعوية في مدارسنا وكلياتنا وجامعاتنا، فالشباب هم أمل الأمة ومستقبلها والشباب هم من يبادرون ويتقدمون مسيرات الفرق التطوعية ونشر الرسائل التوعوية في الوسائل الإعلامية المختلفة للتعريف بأهمية وأهداف وإيجابيات العمل التطوعي لزيادة الوعي بهذا المفهوم الإنساني كما أنني اقترح على أصحاب السعادة المحافظين ولتنظيم العمل في هذا المجال المبادرة بانشاء أو تأسيس فرق للعمل التطوعي باسم كل محافظة تضم أعضاء أو فرقاً من كل ولاية بالمحافظة ويكون لهذه الفرق ادارة منظمة وكشوفات باسماء وارقام الاعضاء وبالتالي تكون هذه الفرق جاهزة في كل الأوقات ولكل الأعمال التطوعية سواء في الحالات الطارئة او الأعمال الأخرى التي يمكن أن تقوم بها سواء على مستوى الولايات أو المحافظات وكذلك يمكن تعزيز دور هذه الفرق من خلال تكثيف التوعية لأعضائها واشراكهم في دورات تخصصية للعمل التطوعي بحيث يتم تعريفهم بالاجراءات والخطوات التي يجب اتباعها في تنفيذ الحملات التطوعية وأيضا تعريفهم بالدور الذي يجب أن يقوموا به خلال الحالات الطارئة بشكل علمي وسليم وبلاشك أن هذه الخطوة إذا تم تنفيذها ستسهم في تعزيز دور العمل التطوعي وتنظيمه بالشكل الذي يخدم المجتمع والوطن وسيكون لهذه الفرق شأن كبير ودور فعال سواء على مستوى المحافظة أو على مستوى البلد بشكل عام وفي نفس الوقت ستحد هذه الخطوة من العشوائية التي قد تظهر في أعمال الفرق أو أعمال المتطوعين كذلك سيتعرف كل عضو في هذه الفرق على دوره ومايجب أن يقوم به في إنجاح الحملات التطوعية.

إن التطوع والعمل التطوعي من الأمور المهمة وتزدادأهميته في مجتمعنا وأعتقد أن الجميع يدرك ذلك فالتطوع هو منا ولأجلنا ونابع من عاداتنا وثقافتنا ويعتبر عملاً سامياً وانسانياً وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال : « أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس» لذلك علينا جميعاً مسؤولية المشاركة في تعزيز هذا المفهوم خلال الفترة المقبلة ونأمل أن يجد مقترحنا بتأسيس فرق تطوعية باسم كل محافظة الأهتمام والدعم من قبل المسؤولين حتى يساهم الجميع وبشكل منظم في خدمة مجتمعه ووطنه.