الشباب والثقة والثقافة

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٧/أكتوبر/٢٠٢١ ٠٩:٠٠ ص
الشباب والثقة والثقافة

بقلم : محمد الرواس

«هل تعيروني بأصحابي وتزعمون أنهم شباب ، نعم والله شباب، وهل كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - إلا شباباً ؟»

أبو حمزة الشاري

إن توفير الفرصة للشباب للتفاعل عبر التقدم بمنجزاتهم ومشاريعهم وبرامجهم يساعدهم بلا شك في تحقيق تطورهم وتميزهم نحو ريادة مجتمعية ، ويأتي تخصيص السادس والعشرين من أكتوبر من كل عام يوماً الشباب العُماني إنما يشكل حافزاً وطنياً للشباب لإيجاد وخلق الفرص التنافسية لهم في شتى مناحي الحياة كي يستطيعوا اثبات جدارتهم وزيادة مجالات خبراتهم ومداركهم وتفوقهم.

إن ثروات الأمم وقوتها يكمن في الشباب فهم الثروة التي لا تنضب والروح الوقادة التي تبنى بها الشعوب مستقبلها ووفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة عام 2020 هناك بليون و200مليون شاب حول العالم تتراوح أعمارهم بين 15 الي 24 عاما يمثلون ما يزيد عن 15 بالمئة من سكان العالم ، ومن الكياسة والفطنة للدول اغتنام الفرص لتكوين شخصيات الشباب باكراً والاهتمام والاحتفاء بهم والحوار معهم واعطائهم الفرص والمسؤولية متى ما كانوا مستعدين لذلك فهم الحاضر والمستقبل .

عوامل واولويات كثيرة تلك التي تؤثر على مستقبل الشباب في مجال حياتهم منها الصحة والعلم واستثمار الوقت بجانب الثقة بهم وزيادة ثقافتهم ، وتأتي الأسرة في مقدمة هذه الأولويات التي تحدد سقف طموحاتهم واحلامهم ، فالأسرة هي المحفز الأول الذي يرسم لهم ملامح تطلعاتهم نحو التفوق وتوفير ما يحتاجونه من أدوات النجاح من خلال العمل على وجود استقرار أسري مناسب يشجعهم ويساندهم كي يصلوا الى ما يصبون اليه من مستقبل واعد ، لكن اليوم دخل مؤثر محوري آخر لا يقل أهمية عن الأسرة الا وهو تأثير وسائل الإعلام خاصة (وسائل التواصل الاجتماعي بكافة انواعها) التي اصبحت تشارك الأسرة بشكل كبير في بلورة شخصيات الشباب المستقبلية وأصبحت هذه الأداة من الوسائل ذات شقين إيجابي وسلبــــي ، فمتى ما تحقق استخدامها بطريقة فعالــــــة في الجوانب الثقافية والمعرفية التي تفتـــــــح للشباب الآفاق الرحبة الواسعة في تنمية المهارات وتطوير القدرات أصبحت مثل الصديق المخلص الناصح ، والا فإنها تصبح في الجانب الآخر ذات تأثير معوق خاصة في الجوانب السلبية والنفسية والمحبطة والمتشائمة والتي -لا سمح الله- قد تصيب فئة من الشباب في ظل غياب أسري غير مستقر وغياب مظلة اجتماعية راعية.

إن وجود الموهبة والثقة بالنفس والثقافة العامة وزيادة المستوى العلمي من أساسيات احتياجات الشباب لزيادة المعرفة لديهم لأجل ان يحققوا توازناً داخلياً يستطيعوا من خلاله ان تكون لديهم روح تواقة للنجاح (فالنجاح حليف من يسعى اليه بجد واجتهاد ومثابرة ) وهو محطة وليس غاية والسير على دربه قد يحتاج من الشباب ان يربطوا فيه الصبر بالعمل مع خطواتهم في هذا الدرب من أجل أن يحصدوا ما يرجون من آمال، والحياة هي مجموعة من التحديات يجب ان تتوفر فيها أدوات مهمة للمضي في دروبها وعندما يفتقد الشباب للعلم والمهارات والتجربة لن يكونوا قادرين على حصد ما يسعون اليه.

أربعة أشياء على الشباب السير على نهجها واستثمارها خاصة في بداية مشوار حياتهم أولها العمل على تطوير المهارات الشخصية ، وتحديد مكامن النقص لديهم واستكشاف الذات ، وبعدها تأتي مرحلة البحث عن التجارب والعلم والبناء والتعرف على قصص الناجحين في الحياة وبناء القدرات الذاتية من أجل الوصول الى الأهداف المرجوة ، وفي الخطوة الثالثة التدريب والمراجعة للنواحي العملية والمهنية ، وختاماً يكون الاسترشاد والاستفادة من أدوات العمل المجربة سلفاً بغرض تحقيق نتائج إيجابية.

ختاماً إن إيمان الشباب وثقتهم بالله ثم بأوطانهم هي أساس كل ما طرح لأن الأرزاق والقناعة والنجاح والخسارة والفوز كلها أمور من تقديرات المولى عز وجل فهو المنعم والمعطي والمانع والضار، والوصول الى الأهداف مرهونة بتوفيقه وبعلمه سبحانه وتعالى ولا يتبقى على الشباب سوى المثابرة والسعي الحثيث نحو أفاق النجاح والمستقبل.