المرأة العمانية مُساهمة في تمكين 'ذوي الإعاقة'

بلادنا الأحد ١٧/أكتوبر/٢٠٢١ ٠٧:٥٨ ص
المرأة العمانية مُساهمة في تمكين 'ذوي الإعاقة'

مسقط - الشبيبة

تحتفي وزارة التنمية الاجتماعية اليوم بالذكرى ال 12 ليوم المرأة العمانية الذي يصادف 17 من أكتوبر من كل عام، وتقف المرأة العمانية بجانب الرجل في بناء نهضة عمان والارتقاء بها في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة، واعترافًا بجهودها الجبّارة في دفع مسيرة التطور والتقدم فقد خُصص يوم السابع عشر من أكتوبر يوما للاحتفال بها واستعراض منجزاتها بتوجيه من السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه -، وفي هذه السانحة نستعرض الجهود التي تبذلها المرأة العمانية بحكم عملها أو تطوعها في مجال خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة ؛ لإدراك أهمية هذا اليوم بالنسبة لهن، والاطلاع على النجاحات التي حققتها المرأة العمانية في هذا المجال، وما التحديات التي تواجهها.

بداية تؤكد الدكتورة نادية بنت علي العجمية « مديرة مركز التقييم والتأهيل المهني « بالمديرية العامة لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة بوزارة التنمية الاجتماعية بأن ما تحقق للمرأة العمانية بعد تخصيص يوم لها أصبح ظاهرًا وواقعًا يلتمسه الجميع، كما أنّ المرأة العمانية أصبحت قدوة ومحط أنظار العديد من النساء في العالم العربي اللواتي يتطلعن إلى بلوغ ما بلغته من تمكين في كل المجالات، وذلك نتيجة لعملها بجدارة للوصول إلى أعلى المراتب العلمية والبحثية وجهودها المتواصلة دون توقف لخلق مستقبل أفضل لها وللمجتمع، وترى أن المرأة العمانية العاملة في مجال ذوي الإعاقة من المميزات وأن هذا وسام شرف لها، فهي رغم التحديات والظروف التي تواجهها مستمرة في العطاء والمساهمة في نهضة الوطن.

تظافر الجهود

وتقول سعاد بنت حمود الصوافية « معلمة من ذوي الإعاقة البصرية « بمعهد عمر بن الخطاب للمكفوفين: أن تخصيص يوم للاحتفال بالمرأة العمانية له أهمية كبيرة في إبراز قيمة المرأة العمانية والأدوار الحيوية التي تقوم بها في مختلف المجالات، وذلك بجانب دورها الأساسي في المجتمع كأهم أعمدة قيام الأسرة وتشكيل قيمها، وهذا الاحتفال يبرز العديد من الشخصيات النسائية العمانية المنجزة، وبمثابة الحافز والمشجع لها للاستمرار والوصول لأعلى المراتب، كما يساهم في تشجيع غيرها من النساء السائرات على درب العطاء لهذا الوطن المعطاء.

وأضافت الصوافية : أن العمل في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة له خصوصيته المنبثقة من خصوصية واقعنا كفئة من ذوي الإعاقة البصرية ، وهذه الخصوصية جعلت المسؤولية الملقاة على عاتق العاملين في هذا المجال أكبر؛ لما تحتاجه من مهارات ووسائل بديلة، واحتياجات خاصة، كما أن للمرأة العمانية دور كبير في التوعية بواقع ذوي الإعاقة والإرشاد الأسري لأسرهم، وتقديم كل ما يتناسب معهم من تعليم وتأهيل وتدريب سواء على مستوى الوظيفة أو العمل التطوعي، وسواء منا ذوات الإعاقة أو من المتعاملات معنا وأقراننا؛ وذلك جعل الأشخاص ذوي الإعاقة يحصلون على قدر أكبر من الاهتمام والرعاية، ويأخذون مكانهم في مسيرة البناء لهذا الوطن الحبيب.

كما تحدثت سعاد الصوافية عن أبرز التحديات التي تعترض المرأة العاملة في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، وتكمن في احتياج المجتمع لمزيد من الوعي تجاه واقع ذوي الإعاقة؛ وذلك لضمان حصولهم على فرص متكافئة مع من سواهم في مختلف القطاعات، سواء في تعامل أفراد المجتمع معهم أو تهيئة المؤسسات لاستقبالهم وتقديم خدماتها لهم بما يتناسب والبدائل التي تفرضها عليهم طبيعة الإعاقة.

وترى سعاد أن مشوار حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على حقوقهم وتمكينهم في المجتمع لا يزال طويلًا، ولا غنى فيه عن المرأة العمانية المخلصة التي تضع نصب عينيها أن هذه الفئة لها كيانها المتميز بمهاراته وقدراته، والمتطلع لمستقبل أفضل يدرك أن الإشراق يكمن في تظافر جهود المجتمع أفرادًا ومؤسسات لهذا التغيير، وإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع القطاعات والمجالات.

إبراز النجاحات

وتقول المهندسة رحمة بنت حمد المشرفية « رئيسة مجلس إدارة جمعية التدخل المبكر»: أن تخصيص يوم للاحتفال بالمرأة العمانية من كل عام له أهمية كبيرة في إبراز النجاحات التي حققتها المرأة العمانية في كل المجالات، وإبراز التحديات التي تواجهها أيضا، ومن هنا يمكن لمؤسسات الدولة على اختلافها أن تضع الاستراتيجيات الممكنة لتعزيز النجاحات المتحققة من قبل المرأة، وإعداد الخطط المدروسة لتمكين المرأة ومساعدتها للتغلب على هذه التحديات.

ولفتت المشرفية إلى النجاحات التي حققتها المرأة العمانية في مجال الأشخاص ذوي الإعاقة، فقد ساهمت في نشر مستوى الوعي في المجتمع، والتغيير الإيجابي لمفهوم الإعاقة، وتبصير المجتمع عن حقوق ذوي الإعاقة واحتياجاتهم وإمكانياتهم وإسهاماتهم، وساعدت في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من الاندماج في المجتمع إلى أقصى درجة ممكنة، والحصول على كافة حقوقهم التعليمية والصحية والمهنية ليصبحوا مشاركين في مسيرة التنمية.

وأشارت المشرفية إلى منجزات المرأة العمانية العاملة في مجال ذوي الإعاقة، حيث ساهمت بشكل كبير في تدريب أسر ذوي الإعاقة على كيفية التعامل مع أبنائهم من ذوي الإعاقة وتطوير قدراتهم، كما أتاح لها الاختلاط مع هذه الفئة اكتساب الخبرة الجيدة لفهم احتياجات هذه الفئة لتكون بذلك حلقة وصل فاعلة بين ذوي الإعاقة والمجتمع بأسره لتسهيل اندماجهم فيه وتذليل العقبات، كما أصبحت مشاركة في صنع القرار ووضع الأنظمة المتعلقة بذوي الإعاقة بحكم خبرتها في هذا المجال.

أما التحديات التي تعترض المرأة العاملة في هذا المجال، فترى المشرفية أن أولها مشكلة التنسيق بين القطاعات الحكومية والخاصة والأهلية فيما يتعلق بالقوانين والتسهيلات الخاصة بذوي الإعاقة، فذلك يؤثر على دورها الذي تقوم به في مجال ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى التحديات المتعلقة بمدى وعي أسر ذوي الإعاقة وتعاونها ومدى إدراكها لحقوق أبنائها من ذوي الإعاقة، وأيضا التحديات المالية التي تواجه العاملين مع ذوي الإعاقة، فهناك ضعف في التمويل، والذي يؤثر بدوره على البرامج التي تلبي احتياجات ذوي الإعاقة من ناحية الجودة والاستمرارية، وأيضا ضعف التوعية الإعلامية حول الإعاقة وأثره على المجتمع، فذلك يزيد حجم التحديات التوعوية الملقاة على عاتق العاملات مع ذوي الإعاقة، وهناك نقص شديد في الكوادر المحلية المتخصصة بذوي الإعاقة، وهذا بدوره يشكل تحديًا كبيرًا لدى النساء العاملات في هذا المجال، إلى جانب ضعف وقلة البرامج الإنمائية المهنية، إلى جانب التحديات والضغوطات النفسية والاجتماعية التي تتعرض لها المرأة العاملة في هذا المجال.