مسقط - خالد عرابي
أكد خبراء أن هناك مواءمة وتوافقاً كبيرين بين «رؤية 2040» و»الخطة الخمسية العاشرة»، وأرجعوا ذلك إلى أن الخطة الخمسية العاشرة هي الخطوة الأولى لرؤية عمان 2040 ، كما أن الخطط الخمسية وتحديدا هنا الخطة الخمسية العاشرة تترجم الرؤية إلى خطط تنفيذية.
وقال العميد الركن جوي متقاعد ناصر بن جمعة الزدجالي، رئيس مجموعة أولوية سوق العمل والتشغيل إن هذه المواءمة ما بين «رؤية 2040» و«الخطة الخمسية العاشرة»، تمت في أكثر من مرحلة وبالتالي هناك توافق كبير جدا ما بين الرؤية وما بين الخطة الخمسية العاشرة، لأن الخطة الخمسية تترجم الرؤية إلى خطط تنفيذية، ومع أنه صار هناك تغيير في شكل الحكومة ومسميات بعض الوزارات مما تطلب منا تغييراً ومرحلة ثانية وثالثة من المواءمة ، وتم تعديل كثير البرامج ليتوافق، لأنه تم تعديل الكثير من المسميات وخلافه، ولكن ما أريد التأكيد عليه أن المواءمة والتوافق يتم خلال كل المراحل.
وأوضح الزدجالي في برنامج «مع الشبيبة»: نحن يجب أن نفهم أن البرامج عبارة عن موجهات استراتيجية وأن المبادرة التي تقوم بها الوزارة ليس بالضرورة أن تكون مطابقة حرفية ولكن هناك تغييرات في المرحلة القادمة وندرك أن هناك تغييرات خلال مرحلة الخطة وخاصة في سوق العمل ولذا فإن العمل على التوافق سيكون مستمراً، وهناك آلية لدى وزارة الاقتصاد لإجراء هذا التوافق.. أما الدور الذي تقوم به وحدة متابعة تنفيذ رؤية (عمان 2040) فهو دور كبير جدا لأن هدفها التأكد من أن هذه الخطط والبرامج تتوافق مع الرؤية، وبخاصة أن الرؤية وضعت الكثير من المؤشرات التي تقول هل نحن فعلا على الطريق الصحيح ؟ فالتوجه الاستراتيجي واحد، ولكن ربما هناك بعض الفروقات التي تقتضيها الظروف والمرحلة وهو طبيعي لأنه ليس هناك خطط تنفذ بشكل حرفي.
وأكد أن التوافق والتواؤم مطلب أساسي ما بين الرؤية والخطة، مضيفا بقوله: قبل الدخول في أولوية سوق العمل والتشغيل، فقد كنت في كلية الدفاع الوطني، وكنا إحدى الجهات التي كلفت بتقييم رؤية عمان 2020، كما كانت هناك جهات أخرى منها جامعة السلطان قابوس وجهات دولية أخرى قامت بعمل هذا التقييم، وأنا بشكل شخصي شاركت أيضا في الرؤية من البداية، كنت في فريق السيناريوهات وفي فريق إعداد الاستراتيجيات وشاركت في أكثر من استراتيجية منها الاستراتيجية العمرانية.
وأوضح قائلا: كان هناك نوع من التسليم والاستلام ما بين فريق عمل الرؤية، وفريق عمل الخطة ، فبدأنا العمل بإيجاز قدم لنا من فريق عمل الرؤية حول تحليل الواقع، والأولويات التي تخصنا، وما هي الأهداف، وبعد تسلم المهمة من فريق الرؤية قمنا بعمل التخطيط التنفيذي للرؤية وبتعاون ومتابعة مع فريق الرؤية ، وكان من ضمن أسلوب عملنا في الخطة أنه يجب أن تكون هناك آلية لمواءمة ما قمنا به مع أهداف الرؤية.
تطلعات المواطنين
وقال الزدجالي: إن تطلعات المواطنين هدف نسعى إلى تحقيقه وأعتقد أن الحكومة تعمل كفريق واحد لتنفيذ البرامج والرؤية والخطة طموحة جدا والبرامج كبيرة، ومع الرعاية السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وتضافر جهود الجميع وتكاتف الجميع سنصل لتحقيق الأهداف ومواءمة التشريعات نحقق النتائج.
وأشار رئيس مجموعة أولوية سوق العمل والتشغيل إلى أن العمل على الخطة الخمسية العاشرة بدأ مع العمل على رؤية 2040 وليس مع الخطة الخمسية العاشرة وحددت الرؤية الأهداف الاستراتيجية والمحاور هي التي تغطي فترة الـ 20 عاما من العام 2021 وحتى العام 2040، وكما جرت العادة في السلطنة فإنها تنتهج أسلوب الخطط الخمسية وبالتالي حرصت على أن تتوافق رؤية عمان 2040 مع الخطة الخمسية العاشرة، والعمل في الخطة الخمسية العاشرة بدأ في وقت مبكر من فهم الأهداف الاستراتيجية وإدراك الأهداف التي تأمل الرؤية أن تصل لها، وبالتالي كانت خطة الفريق وضع خطة عمل من خلال إيجاد برامج استراتيجية تلبي أهداف الرؤية خلال السنوات الخمس الأولى من تحقيق الرؤية ، وكان العمل بتشكيل الفريق المركزي ووضع خطط العمل والاطلاع على العديد من الرؤى ومراجعة الخطة الخمسية التاسعة وتقييمها ثم بدء العمل بتشكيل فرق عمل، وكانت هذه الخطة مميزة لأنها قامت على أسلوب الشراكة، ولأول مرة يشارك بالخطة الخمسية هذا العدد من أصحاب المصلحة والذين نعني بهم أفراد المجتمع من المواطنين والحكومة والمجتمع المدني، وفيما يتعلق بسوق العمل والتشغيل كانت هناك مشاركة كبيرة من القطاع الخاص.
وأشار الزدجالي إلى أن الرؤى وخطط التنمية دائما تكون شاملة لكل الجوانب المرتبطة بالتنمية، ورؤية عمان 2040 كانت كذلك وركزت على مجموعة من الأولويات تمثلت في 14 أولوية البرامج لها، ولكن لكل مرحلة ظروفها وهناك الكثير من الحالات التي تتطلب الجهد وخاصة فيما يتعلق بتوفير الاحتياجات المالية ، فهذه المرحلة تتطلب التركيز على العديد من الجوانب ومنها على سبيل المثال موضوع الحوكمة أفرد له محور واهتمام خاص، وكذلك جانب مثل البيئة كان في غاية الأهمية..نعم أن موضوع الخطة الخمسية العاشرة كان انطلاقا لرؤية 2040 وهي فترة تهيئة لكثير من الجوانب ولكن الخطط لذلك وهناك العديد من البرامج النوعية مع وجود أولوية حتى وإن كانت الخطط الخمسية ذات طبيعة شاملة.
وقال الزدجالي: الخطة الخمسية العاشرة هناك برامج يجب ألا نأخذها على أنها لابد أن تنفذ حرفيا ولكن يجب أن نعرف أنها تنفذ وفق ما يخدم الأهداف وهناك شراكة مجتمعية في ذلك وهناك جهات تعمل على التنفيذ ويمكن أن تتأثر بعض البرامج بالتشريعات أو التمويل ولكن وحدة تنفيذ الرؤية تعمل على حلحلة الأمور وتطبيق ذلك. وأضاف: هناك متابعة مستمرة وفي الخطة العاشرة وهناك لجنة شكلت للمراجعة مع الجهات المعنية، وجميعنا في الرؤية متطوعون ووزارة الاقتصاد ووحدة متابعة الرؤية معنية بالمتابعة وأنجزنا جدول البرامج ولكن العمل لم ينته بعد، وهناك سعي كبير للتنفيذ وهناك برامج معنية بسوق العمل وكما نسعى لتنفيذها قبل يناير 2022.
الهرم الاستراتيجي
وقال محمود بن حميد الوهيبي، عضو مجموعة أولوية تنمية المدن والمحافظات بالخطة الخمسية وخبير التخطيط الحضري والإقليمي: إن تواؤم الخطة الخمسية كان يأخذ بعين الاعتبار الخطة التنفيذية للاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية، وإذا ما نظرنا إلى الهرم الاستراتيجي لأي دولة يبدأ بخطة ماذا نريد نحن كبلد وهي بالطبع رؤية 2040 التي حددت الأهداف الاستراتيجية لمدة 20 سنة، بعدها تأتي خطة أين وهي التي أخذتها الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية وهي التي تعد بمثابة خارطة الطريق لرؤية عمان 2040، حيث أخذنا هذه الأهداف والعمل عليها، ثم خطة كيف والكيفية تختلف باختلاف السوق والماليات وحتى التقنيات. وأكد على أن الخطة الخمسية تشاركية وفي تنفيذ التنمية العمرانية للمحافظات تم أخذ الاستراتيجية العمرانية كمرجع من ناحية المشاريع والبرامج و لم تؤخذ حرفيا وتم عمل لقاءات وورش عمل مع ممثلي المجتمع و المحافظين و الولاة و تم التركيز على موضوع اللا مركزية، حيث أن بعض المحافظين والولاة ما زال يحتاج قوى بشرية ونظام حوكمة حتى تمكنهم في الوصول إلى هذا و أدوار أكبر للمحافظات والولايات.
وعن المجالس البلدية والأدوار المعول عليها والتي مكنها إلى التغيير قال الوهيبي: التوقعات في المجلس البلدي أن يكون المجلس يعين المحافظ في الشراكة المحلية مع المجتمع لأن أعضاء المجلس يمثلون المجتمع، كما أن البرنامج يسعى أن يكون البرنامج عنده من الممكنات والخبرة متابعين في تنفيذ العمل، وهناك سعي لأن يكون المجلس البلدي أقرب للمحافظ في التنفيذ وحلقة وصل بين المحافظ والمجتمع . وعن فكرة تدوير أعضاء المجالس البلدية على الدوائر قال خطة جديدة وهي مطبقة في بعض الدول والهدف منها أن يكون لدى الأعضاء من الدراية الكافية حول ذلك.