احذفوها من المواصفات لأنها زائدة!

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١٥/سبتمبر/٢٠٢١ ١٤:٤٩ م
احذفوها من المواصفات لأنها زائدة!

بقلم :حمد بن سالم العلوي

أنَّ العتب ليس على السائقين وحدهم، إن أعتبروا الإشارات الضوئية الجانبية للسيارات شيء زائد، لذلك أصبح إستخدامها نوع من التخلف ورجعية ممقوته، فإن أخطأ بعض السائقين وأستخدم الإشارة، فإنه يُعد ذلك إسرافاً غير مبرراً منه، وإن يفعل فإنه يفعل ذلك مع الإنحراف بالسيارة مباشرة، وهذه طريقة غير صحيحة، ولا تعط التنبيه الكافي للآخرين، إن هذا الإهمال يتم دون إعتراض من الشرطة عليه، برغم وجودهم المستمر في الشارع، ولو أن الشرطة أعتبرت عدم إعطاء الإشارات الجانبية خطأ مهم، وذلك قبل الشروع في التجاوز، أو عند الرغبة في تغيير المسار، لما تجاهل الناس إعطاء الإشارات الجانبية، وحسب الأصول التي تعلموها من قبل، لألزم كل سائق نفسه بإعطاء الإشارة وفي وقتها الصحيح.

لذلك؛ أرى أن ثلثي المسؤولية تقع على شرطة المرور، وذلك في إهمال إعطاء الإشارات الجانبية، والثلث الأخير من مسؤولية يتحمله السائقين، لأنهم تعلموا إعطاء الإشارات مع تعلم السياقة، ولكنهم اهملوها مع مرور الأيام، وقد يقول قائل؛ وما ذنب الشرطة في ذلك؟! فأقول لهم؛ لو أن رقابتهم على هذه المخالفات كانت صارمة، لما تجرأ الناس على ترك إعطاء الإشارات الجانبية، وهي على قدر كبير من الأهمية، لأن إهمالها يسبب مشاكل للسلامة المرورية، وقد أصبح السائق الجيد يعمل بالفراسة والحدس، لكي يعرف نوايا سائق السيارة التي تسير أمامه، حتى يتجنب أخطاءه.

طبعاً؛ هذه ليست المرة الأولى، ولا العاشرة التي أنبه فيها على خطورة عدم إستخدام الإشارات الجانبية، وحسب أصولها التي تعلمها السائق، ذلك يوم كان يتعلم السياقة ليضمن النجاح في الإختبار، وأنا حدود مسؤوليتي تتوقف عند حدود التنبيه والنقد، أما المحاسبة المسائلة بيد من يملك السلطة، والسائق عندما لم يجد يسأله لماذا لم تعط الإشارة؟ فإنه لم يشغل نفسه بها وتركها دون مساس، وبعضهم يتعمد عدم إعطاء الإشارة، حتى إذا أراد سرقة فرصة التجاوز من خط إلى آخر تم له ذلك، لأن هناك بعض السائقين يحسدون الآخر على التجاوز، فبدلاً من أن يخففوا السرعة يزيدونها ويغلقوا المساحة على غيرهم، وهذا الأمر بتخفيض السرعة ليس بخلقه وآدبه وتفضلاً منه، وأنما بأمر من قانون المرور، فأنه يلزم السائقين بتخفيف السرعة، وذلك للسماح للسائق الآخر من التجاوز، ما أجمل قانون المرور لمن يفهمه، وأجمل منه القاعدة الذهبية التي أوردها دوماً في فقرة (أعلم أخي السائق).

- أعلم أخي السائق:

{إن السياقة: "فن، وذوق، وأخلاق" وأنت تعلم أن المركبة لا عقل لها ولا إرادة، بل عقلها بيد سائقها، وعليك أخي السائق؛ أن تتجنب أخطاء الآخرين، فاخذ حاجتك من الطريق، وأتركه آمناً لغيرك كونه ملك الجميع}.

 (*) - خبير جدول معتمد في تخطيط حوادث المرور - مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.