قرية بني صبح.. بوابة الحمراء الشرقية

مزاج الخميس ١٤/يناير/٢٠١٦ ٠٠:٥٥ ص
قرية بني صبح.. بوابة الحمراء الشرقية

الحمراء - طالب بن علي الخياري
تتميز قرية بني صبح بآثار تاريخية مع وجود اعلام مشهود عليهم بالبنان من العلماء والشعراء والمفكرين والفنانين الذين سطروا تاريخها باحرف من نور اضاوا بها ولاية الحمراء، يتصدرهم العلامة الجليل أبو الحواري” الذي عاش في البلدة وتوفي فيها ولا يزال قبره ومنزله يقعان على الجانب الشمالي لحارة العالي، ويوجد مسجد سمي باسمه مسجد “أبو الحواري” في منطقة الشرح، وسميت بهذا الاسم لأنها كانت تشرح فيها علوم الدين والفقه ويعلم الناس تعاليم الإسلام، وتحول المسجد الان الى جامع تقام فيه صلاة الجمعة بعد اعادة ترميمه منذ اربع سنواتز
وبرز في قرية بني صبح العلامة سعيد بن البشير الصبحي الذي كان له الاثر الواضح في تعليم ابناء البلدة امور دينهم وحياتهم كما توفي فيها العلامة الجليل الامام نور الدين عبدالله بن حميد السالمي ونقل منها الى بلدة تنوف التابعة لولاية نزوى والتي دفن فيها.
ومن بين المساجد الأثرية التي تشتهر بها القرية مسجد الحارة وعمره أكثر من 300 عام، وتمت إعادة بنائه منذ خمسة عشر عاما، وهناك مساجد أخرى يصل عددها الى خمسة وعشرين مسجدا، من أهمها مسجد المحصنة والحويجرية والحقابة والغرب، الذي كان منصة للقادمين لهذه البلدة، ومسجد الجفرة ومسجد البستان ولا يزالا بحالتيهما السابقتين حيث لم تتم إعادة بنائهما حتى الآن، وهناك مسجد حارة الظاهر وتلحق به مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، ومن المساجد التي تمت إعادة بنائها بالقرية مسجد بستان بوسيحة ومسجد طوي الجمازة ومسجد شبع طير ومسجد طوي المصبخة، أما مسجد الميدان فلم تتم إعادة بنائه حتى الآن.
ويأخذ المواطن هنا على عاتقه الاهتمام بعمارة المساجد، حيث يوليها أهمية كبيرة لكونها تشكل الإرث التاريخي لهذه البلدة، وتمسك أهلها بالشريعة الإسلامية السمحة، والحفاظ على معالمها ودور العبادة بها.
أما البيوت الأثرية فتعتبر قرية بني صبح بما تمثله من الحارتين بيوت أثرية الى جانب بيت أبي الحواري، وهنا المجالس الاجتماعية التي تمثل جانبا من الروابط الاجتماعية، حيث تقام عليها الجلسات اليومية والبرزات المسائية والاجتماعات التشاورية واستقبال الضيوف الذين يأتون لهذه البلدة من كل مكان، وقد شرع المواطنون في إعادة بناء مجلسين رئيسين في القرية في حارة السافل وحارة العالي.
ومن بين الآثار الأبراج، حيث يوجد في القرية العديد من الأبراج منها ما صارع العوامل الطبيعية وبقي قائما حتى اليوم، ومنها ما غلبت عليه تلك العوامل واندثرت وبقيت أطلالها كما برز فيها الشاعر سعيد بن سليمان بن ناصر الصبحي وهو من الشعراء ومن المنظرين لفن العازي وفن المبازة بالسيف كم اشتهرت قرية بني صبح بقصة النساء القانتات

موقعها المميز
قرية بني صبح واحدة من قرى ولاية الحمراء الجميلة والممزوجة بعبق التراث والعلم وهي أهم القرى التي تشكل منظومة مناطق وقرى ولاية الحمراء، سميت قرية بني صبح نسبة الى قبيلة بني صبح التي تسكن هذه القرية منذ مئات السنون، ويتميز أهلها بطيب السريرة والكرم ومحبة الآخرين ومحبة العلم والثقافة، لذلك سكنت هذه القرية عدة قبائل كالنعب والهطاطلة في دعن القرية ومنطقة الغوج، كما تعتبر القرية البوابة الرئيسية للمناطق السياحية في الجبل الشرقي بجبل شمس، وهي نقطة الوصل بين مركز الولاية ومناطق في محافظة جنوب الباطنة القرى الجبلية لولاية الرستاق تعد قرية بني صبح أقدم قرية تقريبا موازية مع قدم بلدتي مسفاة العبريين وووادي غول حيث تحتضن من معالم التاريخ الشيء الكثير أغلبه اندثر وما يزال البعض باقيا، وكانت قرية بني صبح تنحصر سابقا في حارتين يحيط بهما سور ولهما بوابة رئيسية، وبعد البوابة الرئيسية هناك بوابتان بوابة لحارة السافل وبوابة للحارة العالي ، ولا تزال الحارتان قائمتين بمبانيهما الأثرية وتحملان الاسم نفسه إلا أن السور اندثر ولم يبق من معالمه إلا القليل، وتداخلت المباني مع البساتين الزراعية وهناك حارة ثالثة سميت بحارة الظاهرز

اقتصاد البلدة
تشتهر قرية بني صبح بزراعة المحاصيل الموسمية كالبصل والثوم والطماطم والخيارن اما شجرة النخيل تجدها في كل حدب وشبر في البلدة وبمختلف أنواعها، والى جانب زراعة الأعلاف الحيوانية كالبرسيم والذرة وهي ممول ومخزون كبير لسوق الحمراء، اما اعتمادها في الري عن طريق الأفلاج والآبار، حيث يوجد بالقرية ثلاثة أفلاج، من بينها فلج الكليبي، وهذا هو الفلج الرئيسي، حيث يستمد قوته من مصادر عدة بالجبل الشرقي وقت هطول الأمطار، ويرتبط مع منابع بمسفاة العبريين، فعندما يكون لدى أهالي المسفاة مياه زائدة عن حاجتهم يقومون بتوجيهها في منفذ يوصل الى فلج القرية، ويستفيد منه أبناء هذه البلدة في ري مزروعاتهم، والى جانب فلج الكليبي هناك فلج الحديث وهو متوقف، وساعد الغاف الذي نسعى الى شقه والاستفادة من مياهه في مساعدة الفلج، ومن أهم ما يميز توزيع الفلج هي المحاضرة التي لا تزال قائمة حتى اليوم، حيث تم وضع عمود في مكان المحاضرة منذ القدم، حيث توجد الخطوط أسفل العمود ويتم قياسها بواسطة ظل العمود منذ الصباح وحتى غروب الشمس، هذا بالنسبة في النهار ويتم توزيع مياه الفلج في المساء بعلم الفلك والنجوم، كما توجد بالقرية العديد من الآبار التي يعتمد عليها المزارعون في ري مزروعاتهم ولفلج الكليبي قصص يتداولها الجميع.
كما اشتهرت قرية بني صبح بتربية المواشي كالأغنام والماعز والأبقار، الى جانب ممارسة التجارة حيث اشتهر أبناء قرية بني صبح منذ القدم بالأسفار عن طريق القوافل والمتاجرة بمختلف أنواع السلع عبر جبل شمس ومن ثم لسواحل الباطنة، وهناك حرف تقليدية اعتاد المواطن على ممارستها ولا تزال حرفة صناعة السعفيات التي يجيدها الكثير من أبناء القرية كما ان المنجور موجود لحد الان كشاهد اخر لطريقة استخراج مياه الابار وبعد عام 70 المجيد من القرن الماضي حظيت قرية بني صبح بمعطيات النهضة المباركة فشملتها كافة الخدمات المقدمة للمواطنين، وذلك من خلال المؤسسات الحكومية الخدمية التي أوجدتها حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله ورعاه- والتي من بينها التعليم حيث التحق أبناؤنا بمدارس التعليم الحديث وحاليا تم الانتهاء من تشيد مدرسة فاطمة بنت الزبير التي تقع على حدودها تسهيلا لطلابها وطالباتها ولقد تسلح أبناؤنا بالعلم فتخرخ منهم الاطباء والمهدسين والضباط والمعلمون كما ان الحومة الرشيدة ممثلة في وزارة الصحة وقعت على مناقصة لبناء مركز صحي جديد ملاصقا لقرية بني صبح.
وتم ربط قرية بني صبح بشبكة من خدمات الطرق تصلها بمركز الولاية وأخرى تصلها بمختلف الولايات المجاورة الأخرى بسبب موقعها المتوسط، فقد تم افتتاح طريق العقبة الطويلة المودي لولاية بهلا وطريق عقبة المصلة، المؤدي لولاية نزوى وهناك أيضا طريق الجبل الشرقي المؤدي لولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة، مما كان له الاثر الايجابي والجذب في مجال العمراني والتجاري والسياحي للبلدة.
ومن الاهتمامات ايضا تعتبر قرية بني صبح من اكبر القرى تفعيلا للبيوت الزراعية فيوجد بها اكثر من 30 بيت زراعي في الميدان كما ان للبلدة صندوق خاصة لرعاية الفقراء والمحتاجين وذي الاعاقة ويتم فيه تجميع المبالغ سنويا ويتم توزيعها على اسس مدروسة ومتفق عليها كما ان للبلدة عدد من المواقيف خاصة بها وزعت على حسب المواقيف فمنها خاصة للمساجد ومنها خاص للمقبرة ومنها خاصة للمدارس القران الكريم كما ان للقرية فريق رياضي وثقافي واجتماعي وفني سمي بفريق التعاون وهو تابع لنادي الحمراء يشرف على استغلال المواهب وصقلها وتدريبها ومرتعا خصبا للممارسة الانشطة المختلفة.