منظومة العمل الأهلي بين مجلسي الشورى والبلدي

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٦/أبريل/٢٠١٦ ٠٥:٤٤ ص
منظومة العمل الأهلي بين مجلسي الشورى والبلدي

ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com

خلال الاجازة الاسبوعية المنصرمة كنت من ضمن الحاضرين في لقاء أهلي بالولاية، وجاء هذا اللقاء بمبادرة قلما تحدث بين اعضاء مجلسي الشورى والبلدي ولو على مستوى بعض الولايات بالاجتماع بالمواطنين وإجراء (آلية تفعيل لمنظومة العمل الاهلي) باشراف وتعاون بين اعضاء مجلس الشورى والبلدي من جهة والاهالي من جهة اخرى، ويتم من خلالها معرفة احتياجات الولاية في مختلف المشاريع التنموية ومعرفة مطالبات اهالي الولاية في كافة القطاعات الحكومية واخطارهم بما تم ويتم على مستوي المشاريع والزيارات المرتقبة لعدد من اصحاب المعالي وطلب رأيهم ومشورتهم فيما تم طرحه.
وهذه بحد ذاتها حقيقة خطوة تحسب لاصحاب هذه المبادرة تطبيقا لقول الله تعالي "وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ"، فهذه الاية الكريمة "فيها ثناء من الله سبحانه على المؤمنين المتصفين بصفاتٍ منها: أنهم يتشاورون بينهم في الأمور المهمة، التي يخفى فيها وجه الصواب، وذلك من أجل التعاون على الوصول إلى ما فيه الخير العام والخاص، ولما في ذلك من تآلف القلوب واجتماع الكلمة، ولما في ذلك من التواضع ولين الجانب للمؤمنين"، وهكذا يجب ان يكونوا من انتخبهم الناس وتوسموا فيهم الخير والصلاح.
ومن خلال ملاحظتي للمناقشات التي دارت في اللقاء تبين ان العديد من الاهالي يريدون تفعيل دور المجلس البلدي واعضائه على ارض الواقع ويطالبون بأن يكون لهم دور اكثر فعالية على الساحة المحلية بالولاية. وعندي تعليق بسيط هنا، وليسمح القائمون على المجلس البلدي على صراحتي التي استمديتها من أرض الواقع حين أفاد أحد أعضاء المجلس البلدي خلال اللقاء بأنهم لا يجدون التعاون والتجاوب من بعض اصحاب القرار إلا ما ندر، وهذا بدوره يعكس شعورا لدى المجتمع والرأي العام والاهالي أنهم لا حول لهم ولا قوة، وهذا أمر مغلوط فيه بالطبع لأنه حتى لو كان لدى عضو المجلس البلدي الحماسة النابعة من حبه لوطنه وغيرته على ولايته وأراد أن يعمل كذا وكذا من جهد جهيد أتراه يجد القبول والآذان الصاغية لدى أصحاب القرار؟
المجالس البلدية كما نعلم تكتسب أهميتها من طبيعة المهام والاختصاصات المناطة بها والتي ترتبط بشكل مباشر بخدمة ورفاهية المواطنين، باعتبارها حلقة الوصل الأكثر التصاقاً واحتكاكاً بالمواطنين، والأكثر قدرة على معرفة احتياجاتهم ومتطلباتهم من برامج ومشروعات التنمية في مناطقهم ورفعها إلى الحكومة لتضمينها في برامجها المختلفة. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل ثمة تجاوب من قبل الحكومة لاقتراحات عضو المجلس البلدي أم هو مجرد مجلس صوري لا أكثر ولا أقل؟
ومما لا شك فيه أن تكامل عمل السلطات بين الشورى والبلدي من شأنه ترسيخ النهج الديمقراطي ودفع المسيرة التنموية لتحقيق معدلات أعلى من التقدم والإنجاز، وتعزيز التعاون بين السلطة التشريعية والمجالس البلدية وتعزيز آليات التواصل فيما بينهما للاطلاع على المشاريع التنموية ومشاريع القوانين التي تقع ضمن اختصاصاتهم المنوطة بهم، ويمكنه أن يضاعف المخرجات الإيجابية للعمل التشريعي والبلدي معاً تحقيقاً لانجاح الاهداف والبرامج التنموية.
والمبادرة التي أتحدث عنها في هذا المقال هي خير دليل على التعاون والتكامل الذي يجب ان يكون بين اعضاء مجلسي الشورى والبلدي، فكل طرف يكمل الاخر، ومؤكد أن اتحادهم وتعاونهم سيعود بالنفع والخير على ولايتهم.
كل التحايا لهم على جهودهم المخلصة. فقط يجب أن نعلم شيئا واحدا هو أن كل ما سبق ذكره لم ولن ينجح الا بتعاون الاهالي بكافة اطيافهم والوقوف معهم في كل ما فيه الخير والصلاح للولاية والبلد على حد سواء.

********

عزيزي القارئ.. عمود نبض قلم ليس حكراً على كاتبه فهو صوتك ومرآتك، فإذا كان لديك ملاحظة أو وجهة نظر أو نقد بناء يخدم الصالح العام فلا تتردد في التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني حتى نوصل رأيك لمن يهمه الأمر، فخدمة الوطن هي غايتنا وهدفنا.