مسقط - خالد عرابي
أوضح المدير العام المساعد للبعثات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار حمد بن خلفان الحارثي أن تقليص عدد مقاعد الابتعاث الخارجي لا يعود لسبب أو تحدي مادي بل في إطار عملية إعادة ترتيب الأولويات والتشجيع على الابتعاث الداخلي في السلطنة ورفع الجودة في مؤسسات التعليم العمانية مضيفا أن هناك تقليل لعدد البعثات الخارجية ولكن في المقابل هناك نمو كبير في عدد البعثات الداخلية.وقال الحارثي بإن هناك انخفاض في عدد البعثات الخارجية من حيث العدد حيث يبلغ عدد البعثات الخارجية لهذا العام 400 بعثة ، بينما كانت في العام الفائت 750 بعثة خارجية ، وفي 2019 كان عددها 1500 بعثة ، ولكن علينا أن نعيد التأكيد على أن تقليل البعثات الخارجية قابلة للتوسع في عدد البعثات الداخلية .
وكشف الحارثي في تصريح لـ »الشبيبة» إن القطاع الخاص قدم هذا العام دعماً آخر يتمثل في توفير منح تعليمية متنوعة ما بين شاملة وجزئية، حيث وصل عدد البعثات من القطاع الخاص إلى 805 بعثات في مرحلة البكالوريوس في كل عام وفي جميع التخصصات وهذا بخلاف البعثات والمنح الجزئية الأخرى .وتحدث إلى التوسع في برامج الابتعاث الداخلي والتي أصبحت خمسة برامج متنوعة تتناسب واحتياجات جميع الطلاب وظروفهم، فبدلاً من ثلاثة برامج فقط أصبحت الآن أكثر من العام الفائت. وقال الحارثي إن تكلفة الطالب المبتعث للخارج تختلف من طالب لطالب ومن تخصص لتخصص ومن جامعة لأخرى ومن دولة لأخرى فلا يمكننا معرفة كم يكلف الطالب المبتعث للخارج الدولة بالتحديد.
وعن الاشتراطات التي وضعت لاختيار الطلاب في التخصصات أكد الحارثي أنها لم تتغير من البداية وهي موضحة في دليل الطالب وبنفس الاشتراطات السابقة، ومنها بالنسبة للمعدل العام مثلاً ألا يقل عن 90 بالمائة مع بقية الاشتراطات الأخرى وهي اشتراطات لم يتم المساس بها، وكذلك بالنسبة للتخصصات الطبية لم يطرأ عليها أي تغيير مشيراً بأنه عن حجب وجهات محددة ومنها أستراليا ونيوزلندا فقط وأعلنت عنها الوزارة بينما ما زالت الكثير من الدول منها الولايات المتحدة، المملكة المتحدة ، ماليزيا، أستراليا وغيرها كما هي .
وتطرق المدير العام المساعد للبعثات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكارإلى المقارنة بين مستوى الجامعات المحلية والجامعات الخارجية فقال:هناك جامعات خارجية عمرها مئات السنين بالإضافة إلى أن التصنيفات العالمية تبنى أيضاً على مراكز البحث العلمي وغيرها من المعايير داعياً إلى كما قال »بالصبر» على المؤسسات التعليمية المحلية وضرورة مساندتها والذي يتم عبر ضخ أعداد كبيرة من الطلاب والابتعاث الداخلي لها والمساهمة في بناء هذه المؤسسات.
وقال المدير العام المساعد للبعثات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار: إن ما تم الحديث عنه في وسائل التواصل الاجتماعي من حديث عن استبعاد لبعض التخصصات ليس دقيقا انما طرح بطريقة أسهل ففي هذا العام بدلاً من وجود عدد كثير من الرموز تم تقليل الرموز بينما كل التخصصات لازالت موجودة، وما على الطالب سوى الرجوع إلى دليل الطالب ،بعض الدول كانت لها رموز بذاتها لكنها الآن دمجت مع أخرى في رمز واحد وذلك لإعطاء مرونة أكبر للطالب بعيداً عن العدد.
من جانبه وصف سعادة ناصر بن راشد العبري ، نائب رئيس لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بمجلس الشورى تقليص عدد البعثات الخارجية بالمفاجأة مشيرا أن تقليص البعثات لنحو 400 بعثة خارجية فقط قد يعود إلى عوامل مادية ومالية.واضاف العبري لـ »الشبيبة»حسب رؤيتنا فإن الكثير من التخصصات أصبحت متوفرة في الجامعات الخاصة والحكومية في السلطنة مما يغني عن النفقات التي تصرف على طلاب الابتعاث والتي تنفقها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والتي قد تصل إلى نحو 100 ألف ريال عماني على الطالب الواحد وهو فرق شاسع بين تكلفة الدراسة في الداخل و الخارج. ويرى العبري أن البعثات الخارجية ذات أهمية كبيرة من حيث الاسفادة من نقل الخبرات وتعلم لغة أجنبية وغيرها من الفوائد ولا ننكر أن الذين يدرسون بالداخل يكتسبون تعليم جيد ولكن الدراسة بالخارج يكون عامل اللغة أقوى وتكون نتائجها غير.
ودعا العبري لضرورة إتاحة المجال للتعليم الجامعي من أجل التعليم وليس من للتوظيف فالطلاب الجامعيون يختلفون عن غير هم فهم أكثر دراية وخبرة و ممارسة مما يتطلب رفع العدد فهناك أكثر من 23 ألف طالب ربما لا يلتحقون بالجامعات ويتوقفون عند مرحلة الدبلوم العام ولا يلتحقون بكليات جامعية ولا مهنية مع أن تعليمهم كان الأفضل فمن المهم منحهم الفرصة بأن تحدد بنسبة 60% فما فوق ممايساعدهم مستقبلا في تأسيس مشروع وبل إن نظرته للحياة تتغير.
وعن الإجراءات التي اتخذها المجلس وتحديداً لجنة التعليم بالمجلس قال: نحن في تواصل دائم مع وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي ونستضيف مسؤولين ونجري لقاءات ومقابلات ونستخدم الأدوات المتاحة فكل لجنة في اختصاصها ونحن في لجنة التعليم والبحث العلمي قمنا بعدة استضافات واجتماعات ومتابعات ولم نتوقف أبداً عن القيام بدورنا واللجنة مستمرة في الاجتماع واستضافة ومناقشة المسؤولين ورفع المرئيات ونتناقش وبحسب وجهات النظر المعروضة فإن كانت وجهة نظرهم مختلفة يقدمون لنا الرد.
وأكد عن مشاورات فيما يتعلق بعدد البعثات الخارجية التي أعلن عنها من حيث توحيد الرؤى وتحديد الأداة التي ستستخدم في المجلس ومن خلال التواصل مع وزارة التعليم العالي، وهناك مناقشة سترفع للتعليم العالي كما أن مجلس الشورى يقوم بالتواصل مع الوزارة لرفع العدد لتلبية طموحات الطلاب.