سوزان سكوت-ترجمة: أحمد بدوي
يشير مصطلح «بكتيريا الجلد» skin microbiota إلى مستعمرة الكائنات الحية الدقيقة الموجودة على بشرتك، والحقيقة فإن بعضاً من هذه البكتيريا الحميدة تمثل فوائد كبيرة من خلال توفير خط الدفاع الأول ضد مسببات الأمراض الضارة.
ووجدت دراسة جديدة أن نوعاً واحداً من أنواع البكتيريا الجيدة يمنع نمو أنواع بكتيريا ضارة قادرة على التسبب في الإصابة بالتهابات الأذن الوسطى وكذلك الالتهاب الرئوي الذي يهدد الحياة.
وعادة توجد البكتيريا الوتدية Corynebacterium accolens - وهي من أنواع البكتيريا غير الضارة - في الأنف، كما تتكاثر في بيئات ايكولوجية مختلفة في جميع أنحاء الطبيعة بما في ذلك جلد الإنسان والتربة والخضراوات والجبن والصرف الصحي، ووفقاً لكتاب نشرته مؤسسة Horizon Press، في حين أن معظم فصائل هذه البكتيريا غير ضارة إلا أن البعض منها مثل البكتريا الخناقية الوتدية Corynebacterium diphtheriae تسبب الأمراض وأخطرها الدفتيريا، إلا أن هناك أنواعاً أخرى مثل الجلوتاميكم glutamicum تعد المفضلة في عالم التكنولوجيا الحيوية، حيث إنها من بين الأكثر فائدة من بين البكتيريا الصناعية.
وفي كل عام يساعد هذا النوع من البكتريا على إنتاج أكثر من مليوني طن من الأحماض الأمينية.
وفي إطار البحث عن أنواع أخرى من هذه الفصيلة مفيدة أيضاً للبشرية، تركز د.ليندسي بومار وزملاؤها في معهد فورسيث Forsyth Institute على تعلم المزيد عن بكتيريا C. accolens حيث بدأ الفريق من خلال النظر في صلات محتملة مع غيرها من البكتيريا المتعايشة مع الإنسان «microbiome».
وبعد فحص شامل اكتشفت بومار وزملاؤها الباحثون أن بكتريا C. accolens، تتواجد بصورة أكبر تركيزاً في أنف الأطفال التي تخلو من العقد الرئوية، المسبب الرئيسي للالتهاب الرئوي والتهاب السحايا والتهاب الأذن الوسطى والتهاب الجيوب الأنفية، كما تتسبب العقد الرئوية في أكثر من مليون حالة وفاة سنوياً وتقارير منظمة الصحة العالمية، وأكثر الذين يموتون نتيجة الالتهابات التي تسببها هذه البكتيريا من الأطفال الصغار في البلدان النامية. وفي حين أن معظم الأشخاص الذين توجد لديهم العقد الرئوية لا تتطور إلى عدوى، إلا أن حدوث استيطان من قبل تلك البكتريا يكون لازماً لحدوث الالتهاب كما يزيد إلى حد كبير من خطر العدوى والانتقال. وبعد تحليل C. accolens في المختبر، اكتشف الباحثون أن هذه البكتيريا غير الضارة قادر على تعديل الموائل الموضعية (ممرات الأنف البشري)، وعلى وجه التحديد يوجد انزيم معين يسمح لـC. accolens بإفراز أحماض دهنية حرة مضادة للجراثيم، وبهذه الخطوة تحبط هذه البكتريا الجيدة نمو البكتريا الضارة.
وتشير البيانات إلى أن بكتريا C. accolens قد تلعب دوراً مفيداً في تكوين البكتريا الجيدة المتعايشة مع الإنسان. ويرى الباحثون أن مزيداً من الأبحاث المستقبلية تمثل ضرورة لتحديد ما إذا كان ممكنا تسخير تلك البكتيريا «الصديقة» لمنع حدوث المرض.
عن ميديكال ديلي