كلمة المنظري بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي

بلادنا الأربعاء ٢٨/يوليو/٢٠٢١ ١٤:١٠ م
كلمة المنظري بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي

مسقط - الشبيبة

شاركت السلطنة اليوم (الأربعاء) دول العالم الاحتفال باليوم العالمي لالتهاب الكبد الوبائي، والذي يصادف 28/ يوليو من كل عام، ويأتي بهدف تعزيز الجهود الوطنية والدولية المبذولة لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي، وزيادة مستوى الوعي لدى المواطنين وفهمهم للالتهاب، والأمراض التي يسببها، بالإضافة إلى تشجيع عمليات الوقاية ودعمها، وطرق تشخيص المرض وعلاجه.

بهذه المناسبة قال الدكتور أحمد بن سالم المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: نحتفل اليوم باليوم العالمي لالتهاب الكبد في خضم جائحة كوفيد-19، وهذا اليوم هو فرصة للتأمل في التزام دولنا الاعضاء بضمان استمرار خدمات التهاب الكبد، وبلوغ غايات التخلص من هذا المرض الواردة في الاستراتيجية العالمية لقطاع الصحة ورؤيتنا الإقليمية "الصحة للجميع وبالجميع".

وأضاف: تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن في إقليم شرق المتوسط بلغ 30 مليون شخص في عام 2020، وتوفي 65 ألف شخص بسبب التهاب الكبد، وأصيب 570 ألف شخص بالعدوى. كذلك تسببت جائحة كوفيد-19 في زيادة صعوبة تقديم الخدمات الصحية الأساسية، ومنها التطعيم والتشخيص والرعاية. ولكن على الرغم من هذه التحديات، يجب ألا نحيد عن هدفنا المتمثل في تحقيق التغطية الصحية الشاملة وفقا لأهداف التنمية المستدامة، وبرنامج العمل الثالث عشر لمنظمة الصحة العالمية، ورؤيتنا للإقليم، رؤية 2023 والنجاح في التخلص من هذا المرض يتطلب توسيع نطاق خمسة تدخلات رئيسية موصي بها حيث نحتاج الى تطعيم الرضع ضد التهاب الكبد B ومنع انتقال فيروس التهاب الكبد B من الام الى الطفل، وضمان مأمونية الدم والحقن، والحد من الضرر في أوساط الذين يتعاطون المخدرات بالحقن، وإجراء الاختبارات بهدف العلاج.

واستطرد المنظري: لقد كان إقليمنا رائدا في إجراء اختبارات التهاب الكبد C وعالجه على مدار السنوات الخمس الماضية، بفضل الالتزام السياسي القوي من جانب دولنا الاعضاء، لا سيما مصر، وقد حققت الان عشرون دولة من الدول الاعضاء غايات مكافحة التهاب الكبد B، فوصل معدل انتشار التهاب الكبد B فيها الى أقل من 1 % بين الاطفال دون سن الخامسة. وتدل هذه النجاحات على أننا نستطيع إحداث تغيير.

ولكن مما يؤسف له أن الناس في إقليمنا لا يزالون يصابون بفيروس التهاب الكبد في أماكن تقديم الرعاية الصحية، التي من المفترض أن يأمنوا فيها على سلامتهم، ولا يزال الحقن غير المأمون مصدرا للعدوى بفيروس التهاب الكبد B وC والفيروسات الاخرى المنقولة بالدم مثل فيروس العوز المناعي البشري. كما أن التطعيم بجرعة من اللقاح المضاد لالتهاب الكبد الوبائي B عند الأم -وهو أحد التدخلات الرئيسية للوقاية من انتقال فيروس التهاب الكبد B من الام الى الطفل -لا يزال نطاقه محدودا للغاية، ويتسبب ذلك في عرقلة جهودنا الرامية الى بناء مستقبل خال من التهاب الكبد من أجل الاجيال القادمة.

وحث الدكتور أحمد المنظري وزراء الصحة على تجديد التزامهم بالتخلص من التهاب الكبد الفيروسي، وبذل جهود متضافرة بين البرامج المعنية من أجل القضاء على انتقال فيروس التهاب الكبد B من الامهات الى الاطفال.

ويحدوني الأمل أن يكون هذا اليوم بداية مسيرة ثابتة نحو التخلص من انتقال فيروس التهاب الكبد B من الامهات الى الاطفال في إقليمنا فالمولود الذي ولد لتوه لا يسعه الانتظار أكثر من 24 ساعة لتلقي الجرعة الاولى من لقاح التهاب الكبد B، كما أغتنم هذه المناسبة كي أحث ُ جميع برامجنا القطرية والمجتمع المدني وشركاءه على العمل جنبا الى جنب، والتأكد من خضوع كل أم لاختبار التهاب الكبد B ، وحصول كل مولود على اللقاحات كاملة ً ، بداية من الساعات الاربع والعشرين الاولى من العمر، ووضع نهج يركز على الناس لاستمرار الرعاية لكي نضمن لكل أم مصابة بالتهاب الكبد B حماية طفلها من هذا الفيروس. فذلك سيجعلنا نخطو خطوة أخرى نحو التخلص من التهاب الكبد الفيروسي. وهذا ما نعنيه بعبارة "الصحة للجميع وبالجميع".