تعليم السياقة.. ومكانك سر!

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٠٨/يوليو/٢٠٢١ ٠٨:٢٩ ص
تعليم السياقة.. ومكانك سر!

لست أدري إن كان قد طرأ على تعليم السياقة في السلطنة أي جديد، وذلك خلال نصف القرن الفائت ، فالذي أعلمه إن هناك سيارة صغيرة كتب على بابها (مدرسة سياقة) وسائق يفترض أن يكون مؤهلاً، فيعطي للمتعلم موعداً بالمرور عليه أمام المنزل، فيأخذه ليتعلم ساعة أو جزء منها، أو أكثر من ذلك قليلاً، وإذا كثر عدد طالبي التعلم، يعمل بالمثل القائل: (جلبة سقيناها وجلبة سقاها السيل/‏المطر) وفي الغالب ما فيه مطر، فعندئذ تظل بدون سقي أي يظل المتعلم ينتظر وربما لأيام قادمة، ويشمل التعليم السياقة في الحارات والشوارع، والرجوع إلى الخلف بين البراميل، وصعدة تعلق فيها السيارة بالإعتماد على الفرملة المساعدة، وشرح لبعض الإشارات الدولية الموجودة على جانب الطريق، فيما يخص معرفة الشكل، وليس الواجب نحوها.

أما ما يخص الثقافة المرورية فليس مهماً، ومن المؤسف أن يكون العالم كله قد غير مفهوم السياقة الآمنة، وصار يلزم الناس الراغبين في السياقة، بتعلم أنظمة وقوانين المرور أولاً، وبعض الإشكالات الميكانيكية والكهربائية وكيفية إصلاحها، وطرق وأساليب الإسعافات الأولية، وإن هناك مؤسسات تعليمية مخصصة لهذه المهمة تصل إلى مستوى الكليات والجامعة، فإن لم ينجح المرء في الإختبارات التحريرية.. وباقتدار، فإنه لن ينال الإذن بتعلم قيادة السيارة في حياته، والعالم أخذ بتطبيق النظامين؛ التحريري أولاً، ثم الفني ثانياً، أي قيادة السيارة، ولكل صنف من المركبات رخصة خاصة بها، وبذلك أصبح خطر الطريق متدني جداً في تلك البلدان.

ولكن الأمر المؤسف حقاً، أن تكون السلطنة ليست من ضمن السائرين في هذا التطور، بل تكاد تكون هي الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي التي لا تأخذ بالنظامين، والذي صار معمول به دولياً، وعُمان كانت مضرب المُثل في القيادة الآمنة والتي نجحنا فيه مع تعديل قانون المرور في تغيير مسمى قيادة مركبة بـ «سياقة مركبة» أما السياقة الآمنة لم تكن موجودة إلا في الذكريات القديمة، والذي نراه في شوارعنا اليوم مجرد مسألة عبث في الطريق، أما القيادة أو السياقة الآمنة منتفية في واقع الحال، بل هي أقرب أن يقال: قُد وأنت وحظك، والأمل في المستقبل.

- أعلم أخي السائق:

{إن السياقة: «فن، وذوق، وأخلاق» وأنت تعلم أن المركبة لا عقل لها ولا إرادة، بل عقلها بيد سائقها، وعليك أخي السائق؛ أن تتجنب أخطاء الآخرين، فخذ حاجتك من الطريق، وأتركه آمناً لغيرك كونه ملك الجميع}.

خبير جدول معتمد في تخطيط حوادث المرور - مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.