لفتة سامية لملف الباحثين عن عمل

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٧/يوليو/٢٠٢١ ٠٨:٣١ ص
لفتة سامية لملف الباحثين عن عمل

بقلم :علي المطاعني

يكتسب ترؤس حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه - ‏إجتماع اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للتشغيل اهمية كبيرة علي العديد من الأصعدة والمستويات لعل من أهمها الإهتمام السامي من جلالته شخصيا بملف الباحثين عن عمل ومتابعته له في خضم الإهتمامات الكبيرة والمتشعبة بشؤون البلاد على اتساعها، وهو يعكس ما يمثله هذا الملف من أهمية لدى جلالته لتمكين الشباب العماني للإضطلاع بشرف خدمة وطنهم والإسهام الفاعل في دوران عجلة التنمية في البلاد، بل إن قيادة جلاله السلطان وإشرافه على اللجنة يأتي تتويجا للإهتمام السامي المتتالي الذي يجسده في خطاباته وفي إجتماعات مجلس الوزراء وتوجيهاته السديدة للحكومة بايلاءه الأهمية التي يستحقها كأحد أهم الملفات الوطنية التي تستوجب من الجميع المزيد من الإهتمام والمقاربة للواقع.. بل إن ذلك يمثل دافعا قويا للجهات الحكومية بأن تولي هذا الجانب العناية والإهتمام بوضعه دائما وابدا ضمن أولوياتها، فضلا عن أن إشراف جلالته على اللجنة من شأنه إزاحة الكثير من التحديات والعقبات التي تواجه تمكين الشباب العماني من العمل في القطاعين العام والخاص ورفد سبل النهوض بهذه القضية على كافة الأصعدة والمستويات، الأمر الذي يبعث على الإرتياح لهذه اللفتة الكريمة من جلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - وما تمثله الخطوة الواسعة من انعطافه كبيرة في مسار الإحلال والتوطين والتشغيل الذاتي في السلطنة وتفرض في ذات الوقت مسؤوليات كبيرة على القطاعين العام والخاص وكذلك على الشباب ان يظهر دوره في ان يكون بديلا يثق بهم في النهوض بمهام العمل والالتزام بأخلاقيات العمل وقيمه..لقد أثلج صدورنا جميعا كمتابعين للشأن الوطني في هذا المسار ترأس جلالة السلطان المعظم - حفظه الله - للإجتماع الأول للجنة ‏الإشرافية للبرنامج الوطني للتشغيل، بإعتباره يمثل تطورا إيجابيا يفتح آفاقا أوسع وأرحب لتمكين أبناء هذا الوطن من تلابيب العمل والتشغيل الذاتي في كل مفاصل الدولة ومتابعة مساره من أعلى هرم في البلاد وبما يعنيه ذلك من تحول نوعي كبير، فلم يعد ملف الباحثين عن عمل مسؤولية وزارة العمل وحدها وإنما مسؤولية الحكومة باكلمها، خاصة وان اعضاء اللجنة يمثلون أجهزة الدولة المعنية من كافة القطاعات والمختصين بالتشغيل الذاتي لبلورة كل التوجهات الممكنة للشباب العماني من التوظيف وممارسة ريادة الأعمال.

فهذه الخطوة من شانها تحفيز الجهات الحكومية على تسريع الخطى بتمكين الشباب العماني سواء في مفاصل العمل لديها أو لدى المنضوين تحت مظلتها من شركات ومؤسسات تعمل من الباطن فضلا عن تفريخ فرص عمل جديدة لدى كافة الجهات.

كما يمثل ترأس جلالته دعما غير محدود للشباب ومفاده أن قضية الاحلال والتشغيل هي قضية الساعة بل هي قضية كل ساعة قادمة بحول الله وان على كافة الجهات في القطاعين العام والخاص استيعاب الأمر على هذا النحو وانه لن يحدث اي تراخي أو تساهل في هذا الملف الذي يعد ملف الوطن باسره.

كما أن هذا الإجتماع يحمل في طياته العديد من المضامين والدلالات عميقة الأغوار ومفادها أن على شبابنا أن يكونوا ابدا على ثقة تامة بأن هذا الملف سيظل هو الشغل الشاغل للحكومة وان جلالته يوليه اهتمامه الشخصي ويعد بذلك أهم ملف على الساحة العمانية الآن وسيبقى مفتوحا ابدا..‏لعل اطلاع جلالة السلطان على أهم التحديات التي تواجه ملف تشغيل المواطنين الباحثين عن عمل، وتشخيص الوضع الراهن لسوق العمل والمؤشرات المرتبطة به والجهود الحكومية في هذا الشأن، من شانه ان يذلل كل المعوقات التي تعترض مجالات الاحلال والتشغيل وإيجاد حلولا لها بشكل متكامل يفتح الابواب أمام الشباب للعمل في قطاعات الدولة ويبلور سياسات وإجراءات اكثر حزما في التعاطي مع عدم الالتزام مع متطلبات الاحلال والتشغيل.

‏ويشكل اطلاع جلالته في الاجتماعات على الموقف التنفيذي للتوظيف من خلال حزمة المبادرات المعتمدة والخاصة بتوفير فرص عمل للباحثين عن عمل بالقطاعات الحكومية بشقيها المدني والعسكري وشركات القطاع الخاص أهمية للوقوف على ما تحقق من تطورات في مجالات التشغيل وفق ما يسجل في التامينات الاجتماعية كنمو في استيعاب الباحثين عن عمل في القطاع الخاص وكذلك في الحكومة بمسجلين في الصندوق وإذا كان الأمر فان هذا الاهتمام من لدن جلالته، فان الرسالة التي تلي ذلك موجهة للشباب في كل ميادين وحقول العمل بان عليهم بذل اقصى جهدهم وطاقتهم في الإنتاج والإبداع والابتكار والتجويد والتحسين، فالوطن في المرحلة الحالية والمستقبلية في اشد الحاجة لسواعد بنيه المبدعة، وأن التقدم والرخاء والازدهار المرجو والمنشود والمنتظر لن يتحقق إلا عبر هذه السواعد والعقول الخلاقة.

نأمل أن تكلل كل الجهود الهادفة الى تمكين ابناء هذا الوطن من الاسهام الفاعل في التنمية والاقتصاد واستيعابهم من جانب ارباب العمل والصبر عليهم من خلال التدريب والتأهيل، ولا بد من تجاوز هذه المرحلة الانتقالية بين الاعتماد على الغير وعلى أنفسنا من خلال هذه الخطوات الحكومية وأهمية التعاطي معها إيجابية التي تعود بالفائدة على الجميع.