مسقط- الشبيبة
تمكنت مجموعة من الباحثين من جامعة ظفار وجامعتي كوينس لاند و غريفث الاسترالية ومعهد ايكول الفرنسي ومصنع ادوية عمان وبعد اكثر من ثلاثة سنوات من العمل المختبري المستمر وعلى مستخلصات عديدة مستخرجة من اللبان العماني الحوجري والنجدي والسهلي ( اكثر من سبعة مستخلصات)من التوصل الى نتائج جديدة ولاول مرة على مستوى العالم.
بعد دراسات عديدة شملت التعرف على التركيب الكيميائي لهذه المسخلصات وباستخدام جهاز الاستشراب الغازي وطيف الكتل و طرق تحليل اخرى تم تشخيص المكونات لهذه المستخلصات. اعقبها دراسات اخرى لتحديد الفاعلية المضادة للجراثيم لهذه المستخلصات وباستخدام طريقتين حيث استخدم في هذه الدراسات عدد كبير من الجراثيم وكذلك تم دراسة تظافر المضادات الحيوية التقليدية ( البنسيلين و الاريثرومايسين والتتراسايكلين والسايبروفلوكسين وكلوروم فينيكول) وكذلك تحديد فاعليتها في علاج ووقاية امراض الجهاز الهضمي التي تسببها هذه الجراثيم وهي بكتريا عدوى الاشويكية القولونية والشيغيلا والمكورات العنقودية الذهبية والبكتريا العنقودية الكروية وكذلك الجراثيم التي تسبب بعض الامراض المرتبطة بالمناعة وهي جراثيم الزائفة الزنجارية وبكتريا بدائيات النوى وبكتريا الراكدة الانتراتية وبكتريا الكبسيلة الرئيوية . كذلك تمت دراسة سمية هذه المستخلصات باتباع طريقة قياسية معتمدة لمثل هذه الدراسات. ويمكن تلخيص النتائج كما يلي:
1- اظهرت الدراسات اعلاه ان مستخلصات اللبان العماني لها تاثير واضح وفعالية موثرة على العديد من البكتريا التي تمت دراستها وهذا مايجعلها مفيدة للعديد من الالتهابات التي تصيب المعدة والامعاء. كذلك اظهرت الدراسات قابلية نفس المستخلصات على تثبيط نمو بعض من انواع البكتريا التي تحدت التهابات في جهاز المناعة.
2- كما اظهرت نتائج استخدام مزيج من خلاصات اللبان وبعض المضادات الحيوية التقليدية الانفة الذكر في اعلاه فعالية عالية جدا مقارنة فيما اذا استخدمت تلك المضادات لوحدها وهذا ظهر جليا ايضا في البكتريا المقاومة لبعض من المضادات مما يعني وجود توافقا دوائيا بينهما. وعلى الرغم من ان هذا التوافق الداوئي بين بعض مستخلصات اللبان وبعض من المضادات الحيوية المستخدمة في هذه الدراسات غير واضح, الا انه يمكن ان يعزى ذلك الى المكونات الكيميائية المميزة التي تحتويها هذه المستخلصات والتي من الممكن ان تودي الى تثبيط تدفق مضخة البكتريا من خلال زيادة تركيز المضاد الحيوي داخل الخلايا وهذا سيتم دراسته لاحقا.
3- اظهرت دراستنا الحالية ايضا ان استخدام مستخلصات اللبان يعزز من فاعلية العديد من المضادات الحيوية وهذا ماتم ملاحظته في تعزيز فاعلية التتراسايكلين . اضافة الى ذلك لوحظ وجود تازر واضح عند استخدام مضادي الكلورام فينكول والسايبروفلاكسن ضد بعض انواع البكتريا المستخدمة في هذه الدراسة.
4- كما اظهرت دراساتنا ان مستخلصات اللبان تعمل على منع ومعالجة بعض الالتهابات المرتبطة بجهاز المناعة وخصوصا التهاب المفاصل الريثائي والتهاب الفقار القسطي وهو نوع نادر من اللالتهاب في المفاصل.
5- وعليه يمكن استنتاج ان استخدام مزيج من بعض مستخلصات اللبان مع بعض المضادات الحيوية التقليدية ممكن ان يودي الى زيادة فعالية المضاد الحيوي وتخفيف الاعراض الجانبية الناتجة عن زيادة جرع المضادات الحيوية واستخدام جرع واطئة من المضاد ممكن ان يقلل من مقاومة الجرثومة للدواء.
واخيرا تعتبر هذه الدراسة نوعية والاولى من نوعها عالميا وتم نشرها في احدى المجلات المعروفة وهيEvidence Based Alternative and Complimentary Medicine. ويشير البروفيسور لؤي جميل رشان من مركز ابحاث جامعة ظفار ان جميع الدراسات السابقة التي تمت على دراسة فاعلية مستخلصات اللبانات سواءا منها الهندي او الصومالي او الاثيوبي او العماني والتي تمت من قبل باحثين اخرين كانت عبارة عن دراسات تقليدية ولم يتم استخدام المزاوجة بين مستخلصاتها والمضادات الحيوية. ويسمى هذا النوع من الدراسات باعادة الهدف او اعادة الاستخدام وهو محور جديد من الدراسات وقمنا بتطبيقة على مستخلصات اللبان العماني وبعض المضادات التقليدية من الجيل الاول.