مسقط - العمانية
تلقّى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ تهنئة من معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي رئيس مجلس الدولة بمناسبة عيد الفطر السعيد، فيما يلي نصها:
حضـرة صاحــب الجـــــلالة مولانا السُّلطـان هيثــــــم بن طـــــارق المعظــــــم
ــ حفظكُم الله ورعاكُم ــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
يشرفني وأعضاء مجلس الدولة وأمانته العامة أن نتقدم إلى مقامكم السامي بأحر التهاني وأصدق الأماني بمناسبة عيد الفطر السعيد سائلين الله العلي القدير أن يعيده على جلالتكم وأنتم تنعمون بموفور الصحة والسعادة، وعلى شعبكم الوفي والأمة العربية والإسلامية بالعفو والمرحمة والوئام والسلام. مولانا صاحب الجلالة
العيدُ مُشتقٌ من العَود؛ وكأنّ المسلمين بعد أن ارتاضت نفوسهم بالصيام خلال الشهر الفضيل يعودون إلى السيرة الإنسانية السوية التي فطرهم الله عليها، بعد أن شابها ما كَدّرَها من الأثرَةِ ومثيرات الفتن، ودواعي البغضاء طيلة عام مضى، وكأنّ عودة العيد في كل عام دعوة إلهية إلى الخلق، ليعودوا إلى عوائد الإحسان وموارد الاستقامة، فيأتون ما أمر اللهُ أن يؤتى، ويمتنعون عما أمر أن يمتنعوا عنه. والله لا يرضى لعباده السوء. وبذلك تتحقق في نفوسهم فضيلة الإخلاص، التي تؤدي إلى صفاءِ قلوبهم، وسخاءِ أكُفهم، فيتآلفون ويتكافلون ويتراحمون، وتظهر الأخوة بينهم في أجمل مظاهرها، وبذا يُغَيّرُ اللهُ حالهم لتغييرهم ما بأنفسهم. وفي هذا المقام نرفعُ أكُفّ الضراعةِ إلى اللهِ العلي القدير، راجين أن تعودَ الأمة إلى سابق عهدها من الوئام والوفاق، وتنعمُ أقطارُها بعودٍ حميدٍ لأرشد أمرها، فتنبذَ الخلاف، وتجتمع على ما يرضاه اللهُ من التراضي والتصالح، واقفين وقفة إجلالٍ وتقديرٍ للمساعي الحميدة التي تنهضون بها جلالتكم في رأب الصدوع، استمراراً للدور الرسالي الذي أخذت السلطنة على عاتقها القيام به، منذ السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيّب الله ثراه، على الصعيدين القومي والإنساني، ومعربين عن رضا أبناء شعبكم وفخرهم واعتزازهم بسياستكم الحكيمة.
سائلين الله عز وجل أن يكلل مساعيكم الحميدة بتأييده وتوفيقه وتسديده.
وكل عام وجلالتكم بخير.