العمانية - الشبيبة
أكد سعادة السفير عبدالولي علي أحمد سفير جمهورية الصومال الفيدرالية المعتمد لدى السلطنة أن السلطنة تُعد "مركز ثقل سياسي دولي موثوق" لدورها الإيجابي في حلحلة العديد من القضايا الإقليمية والدولية المُعقدة مما أكسبها سُمعةً دوليةً لتكون صديقة للجميع.
وقال سعادته في تصريح لوكالة الأنباء العمانية إن العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين متينة و تاريخية و تحظى بدعمٍ كبير ومتواصل من قِبل القيادة في البلدين، مؤكدا أن التنسيق و الزيارات الرسمية بين البلدين متواصلة ومستمرة ومنها الزيارة الأخيرة لهذا الشهر الجاري لمبعوثي فخامة رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية معالي محمد عبدالرزاق محمود وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ومعالي حسن معلم خليف وزير الدولة برئاسة الجمهورية إلى السلطنة.
وأشار إلى أن العلاقات العمانية الصومالية تعود إلى بدايات القرن الثامن عشر حين هاجر التُجار العمانيون إلى السواحل الصومالية خاصة إلى العاصمة مقديشو ونواحيها من مدن "مركا" و"شنغاني" و"حمر" مارسوا خلالها التجارة، لافتًا إلى أن الموقع الجغرافي للسلطنة سهّل التجارة بين الجانبين مضيفا أن الشواهد العمانية ما زالت موجودة في الصومال وتتمثل في وجود العديد من الآثار و المتاحف أهمها متحف بيت السيد برغش بن سعيد البوسعيدي في قلب العاصمة مقديشو.
وأكد أن السلطنة وقفت مع الصومال في كل الظروف والأحوال وقدمت كافة أشكال الدعم في جميع الأصعدة والمجالات، وأن بلاده تثمن كثيرا هذا الدعم، ولا تستغني عن السلطنة بحكم القرب الجغرافي والعلاقات التاريخية مُستذكرا وقوف السلطنة إبّان فترة التسعينيات خلال الحرب الأهلية.
وأشار سعادته إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين في الوقت الحالي يصل إلى 450 مليون دولار أمريكي سنويا مؤكدا سعي بلاده الجاد لرفع حجم التبادل التجاري إلى مليار دولار أمريكي سنويا، وهناك خطة فاعلة في هذا الجانب من خلال الزيارات المُتبادلة بين الشركات و رجال الأعمال بين الجانبين.
وأكد سعادته أن هناك رغبة جادة من قبل الشركات والمستثمرين الصوماليين للاستثمار في السلطنة خاصة مع الإجراءات والحوافز التي أعلنتها السلطنة مؤخرا لجذب الاستثمار وإيجاد بيئة استثمارية تنافسية و"سنشهد قريبا زيارات لعدد من الشركات ورجال الأعمال الصوماليين للسلطنة".. مشيرا إلى أن بلاده تمتلك أطول ساحل بحري في قارة إفريقيا ولديها تنوع في الحياة البحرية وأن أبوابها مفتوحة للاستثمار في مجال صيد الأسماك التجارية، لافتا إلى وجود فرق تجارية واستثمارية مشكلة من الجانب الصومالي تحظى بدعم من القيادتين العمانية والصومالية.
وأضاف سعادة السفير أن بلاده تركز على جوانب الاستثمار التجاري مع السلطنة بما يتوافق مع رؤية عُمان 2040 والاستفادة منها عبر الاستثمار في بيئة مثالية ومناسبة خاصة في مجال الأمن الغذائي و زيادة الصادرات الصومالية نحو السلطنة من المواشي سواء الحية أو المبردة بالإضافة إلى زيادة الصادرات الصومالية من المنتجات البحرية والسمكية وفتح الأبواب للصادرات الصومالية من الفواكه والخضروات أو عبر الاستثمار في قطاع الدعم اللوجستي بحكم الموقع الجغرافي بين البلدين الشقيقين والاستفادة من الموانئ العمانية القريبة، كما أن هناك اهتمام كبير أيضا بالتعاون مع القطاع المصرفي العماني.
وبيَن أن هناك توجه لجعل السلطنة مركزا لتصدير المنتجات الصومالية لدول المنطقة ودول شرق آسيا وأوروبا، داعيا رجال الأعمال العمانيين أيضا إلى الاستثمار في الصومال مؤكدا أن أبواب بلاده مفتوحة لهم.
وتطرّق سعادة السفير عبدالولي علي أحمد سفير جمهورية الصومال الفيدرالية المعتمد لدى السلطنة إلى العديد من العادات المشتركة بين البلدين الشقيقين والدول العربية، ومنها ما هو مرتبط بشهر رمضان المُبارك مُشيرا إلى أن جائحة كورونا التي يشهدها العالم أثرت في الكثير من العادات التي تمارس في الشهر الفضيل بسبب الإجراءات الاحترازية التي أجرتها الدول للتصدي لهذا الجائحة.