سوق الخابورة ..من أقدم الأسواق في محافظة شمال الباطنة

بلادنا الأحد ٢٥/أبريل/٢٠٢١ ١٢:١٩ م
سوق الخابورة ..من أقدم الأسواق في محافظة شمال الباطنة

مسقط - العمانية 

يعد السوق القديم بولاية الخابورة من الأسواق التراثية التقليدية العريقة ومن أقدم الأسواق في محافظة شمال الباطنة حيث يجمع بين الأصالة والتراث القديم.

كذلك يعد موروثا تاريخيا كبيرا متعدد الجوانب وتاريخا اقتصاديًا حافلا بالحركة التجارية، فموقعه الفريد بجوار الحصن والخور كان محط أنظار التجار والمشترين من شتى الولايات ويزخر بالكثير من البضائع المحلية والمنتجات المتنوعة كالحلوى العُمانية وأصناف الحلويات إلى جانب التوابل والقهوة والمأكولات البحرية والأقمشة المختلفة والأخشاب ذات الجودة والمتفردة.

 كما يُشكّل السوق القديم محطة للسفن المحملة بالبضائع ومقصدًا للكثير من الزوار من مختلف مناطق السلطنة خلال السنوات الماضية، وشهد السوق منذ زمن الستينات انتعاشًا في الحركة الاقتصادية والتجارية لما يتمتع به من مميزات كثيرة منها موقعه الجغرافي المتميز.

ولقد كان هذا السوق القديم بمثابة مرسى للسفن والمراكب القادمة إلى شواطئ ولاية الخابورة من كل مكان محملة بالبضائع والمواد الاستهلاكية، حيث كان اعتماد سكان معظم المناطق الساحلية والجبلية عليه في التزود بما يحتاجونه من بضائع متباينة ومؤن.

وكان التجار العُمانيون يملكون عددًا من السفن التي تقوم بجلب العديد من البضائع من الخارج مثل زنجبار وإيران والهند وغيرها، حيث كانوا يستوردون منها الكندل والنارجيل واللبان والتوابل والقهوة والديزل والكشمش والياس والجوز وغيرها، ثم تعود بعد ذلك السفن مرة أخرى محملة بالكثير من السلع والبضائع المحلية التي تصدر التمور والليمون والخشب والأسماك.

وكانت الحركة التجارية في ذلك الوقت في أوج نشاطها وتألقها التجاري، وكان السوق يعد بمثابة سوق مركزي تنوعت فيه كل البضائع ويجد فيه المشتري والبائع ذائقته وما يحتاجه، وما زال السوق القديم محتفظًا بتاريخه بالرغم من تعدد المقاصد والمراكز التجارية إلا أن بعض الناس ما زالوا يقصدون هذا السوق التراثي.

ويقول الحاج التاجر باقر بن حيدر العجمي - من أبناء ولاية الخابورة إنه منذ الستينات وهذا السوق القديم والتاريخي يشهد الكثير من الحركة التجارية والاقتصادية حيث كان يزخر بالعديد من المنتجات والبضائع والتي كانت تأتي من الخارج كالهند وغيرها عبر السفن المحملة بالملح والزبيب والبقوليات والأرز والديزل.

وأضاف أنه خلال الفترة الأخيرة عندما وجدت الماكينات كان السوق محطة التقاء التجار والباعة من المحافظات كمحافظة الظاهرة وغيرها فيشترون الأرز والحبوب والمواد الغذائية.

وأوضح أن هذا السوق حيوي ونشيط في جميع المواسم والتجار يتوافدون لشراء البضائع وكان التجار والباعة عُمانيين ووسائل النقل كانت الإبل. من جانبه قال خليفة بن علي الصقري إن الحديث عن سوق الخابورة القديم ما هو إلا قراءة في صفحات التاريخ فهو يعد سوقًا عريقًا وكان الناس فيه يلتقون من مختلف الولايات كولايات عبري وينقل وصحم وصحار والبريمي والسويق والرستاق ثم وادي العين ناهيك عن وادي السحتن فمنهما إلى حمراء العبريين ثم بهلاء.

وبيّن أنه في تلك الحقبة كان السوق قويًّا مستمدًا قوته من هذا التواصل بين البحر واليابس فولاية الخابورة لها مدخل بحري أي (خور) ولكثرة السفن التي ترسو فيه والقادمة من الصين والهند وأفريقيا والخليج ولشهرته سمي بـ(خور الهند) حيث يستقبل السفن المحملة بكافة المنتجات مثل حطب الكندل لبناء المنازل والتوابل والقهوة والأرز والملابس.