مسح استقصائي من شركة 'بيئة' لدراسة مشكلة هدر نفايات الطعام عام 2020م

مؤشر الأربعاء ٢١/أبريل/٢٠٢١ ١٩:٥٤ م
مسح استقصائي من شركة 'بيئة' لدراسة مشكلة هدر نفايات الطعام عام 2020م
بيئة

مسقط - الشبيبة

انطلاقا مِمّا تشكله أهمية قياس أثر الحملات الإعلامية والتوعوية، أجرت "بيئة" مسحا استقصائياً لتقصّي مشكلتي هدر نفايات الطعام، والعادات المرتبطة بها في رمضان الماضي عام 2020م وشمل المسح 615 شخص- بنسبة 50% ذكور و 50% إناث- وركز على ثلاث نقاط رئيسية وهي العادات الشرائية، وطرق حفظ الأطعمة، والتقليل من هدر الطعام من المصدر.

واستهدف المسح عدد من المقيمين في محافظة مسقط، إذ شكّلت الفئة العمرية ما بين ( 30-39) الغالبية العظمى في المسح بنسبة (%42)، وأن نسبة (%52) من المشاركين هم من حملة درجة البكالوريوس، و أشار المسح أن المشاركين الذين يقعون ضمن نطاق أصحاب الدخل الجيد تبلغ نسبتهم (%48)، كما تشير البيانات أن أغلب المشاركين هم المسؤولون عن قضاء احتياجات المنزل بنسبة (%56).

بدأ المسح بالعادات الشرائية وأوضح أن نسبة الأشخاص –من إجمالي العدد الكلي- الذين دائمًا ما يتفقدون المواد الموجودة في المنزل (المطبخ) قبل التوجه إلى المحال التجارية تبلغ نسبتهم (%39) وهذا يقودنا إلى استنتاج أن نسبة كبيرة من العينة تتوجه للتسوق من دون الحرص على تفقد محتويات المنزل والمطبخ مما يقودهم إلى شراء مواد تتحول إلى نفايات دون استهلاكها . أما نسبة الأشخاص – من إجمالي العدد الكلي- الذين يقومون دائمًا بإعداد قائمة التسوق قبل التوجه للشراء تبلغ (%52) ما يعني أن نصف العينة لا تحرص على تدوين حاجياتها الأمر الذي يزيد من الاستهلاك ورغبة الأفراد في شراء مواد إضافية خاصة عند شعور الانسان بالجوع في نهار رمضان. أما من يقومون دائما بتفقد تواريخ صلاحية المنتجات لديهم قبل التوجه لشراء مواد جديدة تبلغ نسبتهم (%45) وهذا يشير إلى عدد كبير لا يستخدمون مفهوم التسوق الذكي والذي تندرج تحته العديد من الخطوات قبل الذهاب السوق كتحديد قائمة المشتريات قبل التسوّق ووضع ميزانية مخصصة للتسوّق.

وأما في طرق حفظ الأطعمة أشار المسح إلى أن النسبة -من إجمالي العدد الكلي- من يقومون دائمًا بتفقد صلاحية المنتجات لاستخدامها قبل تاريخ الانتهاء تبلغ (%33) فقط وهي نسبة منخفضة وتعطي مؤشرًا إلى أن الاستهلاك في المنازل العُمانية يعتمد على الرغبة وليس الحاجة، أما النسبة - من إجمالي العدد الكلي- من يقومون دائمًا بإعادة استخدام الطعام الفائض عن حاجتهم تبلغ (%33) ونسبة (%6) من يتبقى لديهم فائض من الطعام وهي نسب منخفضة. أما نسبة -من إجمالي العدد الكلي- من يقومون دائما بأخذ الطعام المتبقي بعد مغادرتهم المطعم تبلغ (%41) وهي نسبة تشير إلى وجود الوعي لدى الأفراد بضرورة حفظ النعمة وإعادة استخدامها لاحقًا. وأشار المسح أن مجموعة تبلغ نسبتهم - من إجمالي العدد الكلي- (%78) يتخلصون من الطعام بسبب فساده لعدم حفظه بالشكل صحيح.

إضافة إلى ذلك ، توجد أيضا أسباب أخرى ذكرها المشاركون مثل عدم تقبلهم للطعم، وأيضا شرائهم كميات أكثر من حاجتهم، وعدم طبخ الطعام بشكل جيد أو تركه في الثلاجة لمدة طويلة إضافة إلى أن الطعام تم تسخينه عدة مرات، وهي جميعها أسباب تقودنا إلى إهدار الموارد الغذائية والاستفاضة بأكثر من الحاجة والتخلص منها لاحقًا. تباينت ردود المشاركين في المسح في طريقة استخدام الطعام المهدر إذا أشار المسح إلى أن ما نسبته (%57) من إجمالي العينة تقوم باستخدام الطعام الزائد في إطعام المواشي كحل بديل لهدر الطعام، بينما (%43) من العينة تتخلص من الطعام الفائض مباشرة في حاوية النفايات، ومن إجمالي العينتين (%54) منهم من يشعرون دائمًا بالإنزعاج حينما يقومون بإهدار الطعام.

وأخيرًا في طرق التقليل من الطعام أشار المسح إلى أن النتائج كانت متقاربة بين الأشخاص الأكثر اعتراضًا على تصرفات إهدار الطعام ورميه، إذ أجمع ما نسبته (%66) -من إجمالي العدد الكلي- أن العنصر الديني هو ما يمنعهم من رمي الطعام، (%48) تقر أن السعي لحفظ المال وتحقيق الاستدامة المالية هو المانع دون هدر الطعام، بينما (%38) من العينة يمنعهم سعيهم إلى حفظ البيئة وصونها.

قياس نجاح الحملات التوعوية والإعلامية تشكل أهم الركائز في شركة "بيئة"، ولكن هناك تحديات مختلفة في تحليل البيانات منها جمع البيانات، وتحديد العينة، وقياس مصداقية وثبوت أدوات القياس. الجدير بالذكر أن "بيئة" تقوم خلال شهر رمضان من كل عام ببث حملاتها الإعلامية التوعوية؛ من أجل الحد من مظاهر الإسراف بشكل عام والطعام المهدر بشكل خاص والتي تستمر طيلة شهر رمضان المبارك عبر وسائل الإعلام المختلفة.

يشار إلى أن بيئة تقوم حاليا بحملة توعوية للحد من هدر الطعام وبدأت تحت وسم #ما_يجوز حيث لاقى الوسم انتشارًا وتفاعلًا كبيرًا من قِبل العديد من المواطنين في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي. وتأتي الحملة استكمالا لما تقوم به الشركة من أعمال توعوية للحفاظ على النعمة، ولتطبيق الممارسات الصحيحة؛ نحو تحقيق مستقبل مستدام. وسوف يتم عمل دراسة مشابهه للدراسة التي نفذت في عام 2020م لقياس أثر الحملة التوعوية وجمع بيانات أكثر عن المشكلة.