مسقط - العمانية
محمد بن صالح الصبحي أول عُماني يقوم بجمع وتوثيق الأزياء العمانية الرجالية وإعادة تصميم عدد منها وتطويرها عبر إضافة لمسة حضارية عصرية تتماشى مع روح الحياة العصرية وجمالها مع الإبقاء في تصميمها على هويتها العمانية العريقة دون المِساس بها.
وأَنْشَأَ محمد الصبحي محلًا مُخصصا لعرض الأزياء العمانية الرجالية يستقبل فيه بين الحين والآخر زوارًا من مختلف ولايات السلطنة ومن عدد من الدول للتعرف على الأزياء العُمانية الرجالية المعروضة.
وأوضح أن الأزياء العمانية الرجالية تنقسم إلى صنفين ، الأول ( الزي الملبوس ) وهي : الملابس الرجالية المنسوجة كالدشداشة ولها ما يقرب من 6 أنواع حسب ما هو متعارف عليه بكل محافظة كالعمامة البيضاء التي يلبسها المشايخ العلماء وعدد من أفراد المجتمع،المصر والكمة اللذين يُعتبران القاسم المشترك لكل الرجال ، البشت، الشال وهناك ما يسمى ب ( السباعية ) والتي كان الآباء في زمنهم يضعونها على الكتف أثناء تنقلهم من منطقة لأخرى.
وأضاف أن الصنف الثاني هو ما يرتديه الرجل فوق الثوب الملبوس ويستخدمه في مناسبات الأفراح والترحال والمُتمثل في: الخنجر والتي تتكون من أكثر من 7 أصناف، محزم الرصاص ،( الجنبية) أو ما يُسمى لدى البعض ب( التلاحيق ) ، السيف، العصا، الوشاح، الجديلة المطلية والمطرزة بسناسل الفضة ، أو ما يسميه البعض ب ( الخزام ).
وعن قصته لتبني فكرة توثيق وجمع هذه الأزياء ثم تخصصه في تصميمها وتطويرها لتروق لشباب هذا العصر يقول محمد الصبحي في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن الفكرة تمثلت في ضرورة وجود مكان لحصر وتوثيق هذه الأزياء بقاعدة بيانات لتكون مرجعًا لكل الباحثين من الكتاب المتخصصين في مجالي التراث العريق والفكر ومن طلبة العلم بالجامعات والمعاهد، حفاظًا على هذا الموروث الأصيل من الاندثار.
وأضاف أنه بعدما غزت المجتمع موجة من الملابس المستوردة من الخارج وقيام بعض محلات الخياطة بتشويه أصل مواصفات الدشداشة العمانية التي لا تمت بصلة للموروث العماني مع قلة إقامة مناسبات الأفراح في الأعياد أو الأعراس ،والتي كانت تُقام قديمًا في الولايات ويرتدي فيها الرجل العماني زيه كاملا مبينًا أنها أحد العوامل التي ساهمت في اندثار بعض من أنواع الأزياء العمانية العريقة.
وأفاد محمد بأنه قرر خوض التجربة التي بدأت عام 2008 بزيارة مختلف ولايات السلطنة ولقائه بكبار السن للتعرف على الأزياء الرجالية وما يُميز زي ولاية عن الأخرى مشيرًا إلى أنه خلال لقاءاته استطاع تجميع العديد من التفاصيل المرتبطة بالأزياء الرجالية العمانية التي ساهمت في إنشائه قاعدة بيانات ليبدأ بعدها في التدريب المُكثف على تصميم وتطوير الأزياء حتى بلغت مرحلة النضوج.
ويُشير الصبحي أنه بعد كل الخطوات التمهيدية التي قام بها حصل على تصريح حكومي لإنشاء محل يحوي الكثير من الأزياء وملحق به ورشة لخياطة الدشداشة العمانية ولتصميم الأزياء مضيفًا أن هذه الفكرة لاقت قبولًا طيبًا من قِبل الجمهور.
وذكر أن وزارة التجارة والصناعة والترويج والاستثمار "وزارة التجارة والصناعة سابقًا" تجاوبت مع المساعي التي قمت بها في هذا الشأن وأصدرت عام 2017 قرارًا حددت فيه المواصفات والمقاييس للدشداشة العمانية.
وقال: "لم يتوقف جهدي إلى هذا الحد من أجل التعريف والحفاظ على تراث بلدي العريق بل شاركت في معارض للأزياء الرجالية محليًا وعربيًا منها في الكويت والبحرين والإمارات والسعودية وقطر، وتونس والمملكة المتحدة ونذرلاند" مشيرًا إلى أن هذه الازياء لاقت إقبالًا وإعجابًا من قبل الناس بتلك الدول، وما طرأ عليها من تطوير قمت بتصميمه".