المحامي يحيى الغافري - الشبيبة
تلاحظ لدينا من خلال استقراء معاناة إخواننا وأخواتنا العاملين و العاملات في بعض الشركات أن هناك حيلا تُمارس ضدهم خصوصا أؤلئك الذين يُراد دفعهم للاستقالة أو يُراد التخلص منهم دون إمكانية تحميل تلك الشركة لتبعات قانونية لأن الحيل المشار إليها غير ظاهرة، و من الصعب إثبات نوايا الشركات فيها، و إنما تكون عبر خطط ثعلبية من مسؤولي تلك الشركات وخصوصا الوافدين منهم، و في الحقيقة فإن تلك الممارسات لا تعتبر من قبيل الفصل التعسفي أو التسريح و لكنني اسميها تجوزا "نوع خفي" من أنواع الفصل التعسفي للعامل إن صح التعبير وذلك لدفعه على تقديم استقالته أو تسريحه أو حتى للانتقام منه ، و من تلك الممارسات على سبيل المثال لا الحصر:
١) نقل العامل إلى منطقة بعيدة عن سكنه دون سبب سوى الابتزاز والضغط عليه وانهاكه نفسيا وماديا.
٢) تغيير توقيت ونوبة عمله والتعمد في اضطراب مواعيد عمله.
٣) عدم توفير الأدوات الأساسية للعمل مثل المركبة التي يحتاجها السائق، أو عدم توفير وقودها حتى تتحرك، أو عدم توفير الهاتف وغير ذلك م الأشياء التي لايمكن أن يسير العمل إلا بها ؛ ثم بعد ذلك يقوم المسؤول بكتابة تقارير عن هذا العمل باتهامه بضعف الأداء الوظيفي والتقصير و الإضراب أو يقوم بتوجيه إنذارات له ونحو ذلك مما يبرر تسريحه أو فصله.
٤) مضايقته وتكريهه لبيئة العمل لدفعه للاستقالة ذاتيا.
٥) تلفيق شكوى جزائية كيدية ضده "إساءة أمانة" باتهامه في ذمته وهو بريء منها، للانتقام منه إذا رفع شكوى عمالية على الشركة للمطالبة بحقوقه.
و ننصح إخواننا العمال والعاملات ببعض الارشادات ومنها :
١) ننصح العامل أو العاملة وخصوصا المحاسبين الذين في عهدتهم أموال للشركة أو السائقين الذين يستخدمون المركبات والمعدات ، أو غيرها من التخصصات، فننصحهم بالمحافظة على تلك الأمانات التي في عهدتهم ومن بعد الانتهاء من استخدامها وقبل انتهاء نوبة العمل تسليمها و الاحتفاظ بما يثبت الاستلام أولا بأول.
٢) التواصل مع النقابات العمالية عن أي مخالفات قد تحصل للعمال وكذلك التواصل مع الجهات الحقوقية المعنية.
٣) مطالبة الشركة بلائحة عمل تنظيمية لتجنب القرارات الفوضوية والمزاجية التي يقوم بها المسؤول.
هذا ومن الصعوبات التي يعانيها العمال المسرحون أثناء سير إجراءات التقاضي عدم تمكنهم من استكمال شروط القبول في نظام الأمان الوظيفي، فيكون العامل لا هو براتبه ولا هو بالمعونة التي فُرضت لأمثاله.
وفي الختام هذه الممارسات لا يقصد منها التعميم وهي ليست ظاهرة وإنما يمارسها البعض ونرجوا لإخواننا وأخواتنا العاملين في مختلف الميادين التوفيق والنجاح.