عيسى المسعودي
يبدو أننا عدنا إلى نقطة البداية ونقطة الصفر في مواجهتنا للحد من انتشار فيروس كورونا فمثل هذه الأيام من العام الفائت بدأ ينتشر في بلدنا هذا الفيروس العجيب ، وذلك لعدة أسباب من أهمها عدم التزام أفراد المجتمع ،بالإرشادات والتعليمات الصحية ، وأيضا عدم وجود الوعي الكافي بهذا المرض الجديد وكيفية التعامل معه والتأخير في بعض الأحيان عن إصدار القرارات المناسبة التي تساهم في الحد من انتشاره لتساهم كل هذه ، الأسباب وغيرها في ارتفاع الإصابات والوفيات في مختلف محافظات السلطنة في تلك الفترة من العام الماضي لتمر الشهور سريعا ونبدأ بعدها مرحلة التكيف مع الفيروس ، ولكن هذه الخطوة فهمها البعض خطأ فرصدنا استهتارا غير طبيعي من الناس في هذه المواجهة الشرسة التي لاتزال مستمرة وذلك من خلال التهاون وعدم الالتزام بالتوجيهات التي تصدر من اللجنة العليا المكلفة بمتابعة هذا الفيروس أو من المؤسسات المعنية الأخرى مما جعل الأمور تخرج مجدداً عن السيطرة ، وبالتالي إصدار قرارات جديدة صارمة للمحافظة على أرواح الناس وصحتهم ، وفي الوقت نفسه القيام بالخطوات الضرورية التي تساهم في الحد من انتشار هذا الفيروس الفتاك.
في هذه الأوقات والتي تشهد فيها السلطنة للأسف ارتفاعا في الإصابات والوفيات ، وارتفاعا كبيرا في المراجعين والمنومين في المراكز الصحية وفي المستشفيات ، علينا أن نتكاتف ونقف يداً واحدة وعلينا أن نصارح أنفسنا ونعترف نحن أفراد المجتمع قبل إعتراف المؤسسات المعنية أننا فشلنا في التصدي، وكسب ، الرهان في الحد من انتشار هذا الفيروس، وعلينا العودة إلى الالتزام التام وعدم التهاون في التعامل مع كورونا فهذا المرض أثبتت الأيام والمؤشرات والشواهد أنه فيروس خطير وفتاك، وخاصة مع بدء المواجهة الثالثة حيث يتضح أنه أكثر عدوى وانتشارا مقارنة بالموجة الأولى أو الثانية لذلك علينا أن نحاسب أنفسنا جميعا دون استثناء وأن نراجع تصرفاتنا وأمورنا وأسلوب حياتنا وأن نتعاون بشكل أكبر مع المؤسسات المسؤولة في تنفيذ التعليمات والاشتراطات، والتي من أهمها كما ذكرنا في مقالات سابقة الحرص على تنفيذ التباعد الجسدي ولبس الكمامات وغسل اليدين باستمرار والتوقف عن أي تجمعات أو زيارات عائلية أو غيرها من هذه الأمور حتى نستطيع الحد من انتشار هذا الفيروس في مجتمعنا ويعود الهدوء والاستقرار إلى حياتنا ، فالوضع الحالي مخيف جدا وإذا لم نتعاون ونلتزم فالنتيجة معروفة، وهي خسارة المزيد من الأرواح ، وفقدان الأحباب وتوقف القطاع الصحي عن العمل وبالتالي فقدان السيطرة على هذا الوباء.
لانبالغ إذا تحدثنا أننا خلال هذه الفترة نواجه تحديا كبيرا في مواجهتنا للتصدي لفيروس كورونا وبدأنا نشعر بهذا الخوف أكثر وأكثر مع قرب إصابة أصدقائنا أو زملائنا أو أحد من أفراد عائلتنا ، فالمصابون يتحدثون عن الفيروس بطريقة مخيفة وأنه خطير جداً ، والمعاناة والألم كبير جداً وغير طبيعي ، وليس كباقي الأمراض الأخرى التي قد نكون سمعنا عنها، لذلك ليس من المعقول وخاصة في هذه الفترة أن يستمر الاستهتار والتهاون ولايعقل أننا نستمر في تنظيم الزيارات العائلية أو التجمعات أو كذلك عدم الالتزام بالاشتراطات أثناء وجودنا في المؤسسات التي نعمل بها ، حيث وللأسف خلال الفترة الفائتة قمت بزيارة لعدد من المؤسسات الحكومية ووجدت أن أغلب الموظفين لايبالون بالفيروس، ولايضعون الكمامات ولايحرصون على التباعد الجسدي وأيضا الاستمرار في زيارة الأهل ـ وبدون أخذ الاحتياطات والإحترازات ، وكأننا نريد توجيه رسالة غير مباشرة أننا نحب كورونا يستمر بيننا، وأنه بالطبع يحبنا فالفيروس ينتشر ويكون سعيداً مع هذه التجمعات والزيارات ، ولكن عندما نتابع الإحصائيات والتقارير وارتفاع الأصابات والوفيات، فإن علينا أن نتوقف عن هذه التصرفات غير المسؤولة ، ويكفي استهتارا وعدم مبالاة وعلينا جميعاً مسؤولية زيادة التوعية بين أفراد الأسرة الواحدة ، فالمشاهد في المستشفيات وفي المقابر وفي البيوت التي فقدت الأحباب والأعزاء تجعلنا نقول ذلك ، وأكثر حتى يعود الناس إلى الواقع ، وإلى عدم الاستهتار في كيفية التعامل مع هذا الفيروس الخطير، الذي لايعرف كبيرا ولاصغيرا ولا مسؤولا أو شخصية عادية، ولايعرف امرأة أو رجلا، ولايعرف شابا في مكتمل العمر أو رجلا عجوزا ، فالجميع في دائرة الخطر فرفقاً بأنفسكم وبأحبابكم ، واحرصوا على تنفيذ الاشتراطات والالتزام بالتباعد الجسدي ولبس الكمامة وغسل اليدين ، والالتزام التام بالقرارات الجديدة التي صدرت مؤخراً من اللجنة العليا حتى ننجح في التصدي والحد من انتشار هذا الفيروس المرعب.