التربية تنفذ برنامجاً تدريبياً حول ‘التربية المتحفية وتعزيز قيم المواطنة’

بلادنا الثلاثاء ٣٠/مارس/٢٠٢١ ١٤:٤٩ م
التربية تنفذ برنامجاً تدريبياً حول ‘التربية المتحفية وتعزيز قيم المواطنة’

مسقط - الشبيبة

         نفذت وزارة التربية والتعليم ممثلة بدائرة المواطنة "قسم برامج المواطنة" صباح أمس (الثلاثاء) البرنامج التدريبي الثالث حول " التربية المتحفية وتعزيز قيم المواطنة" عن بعد عبر برنامج (Teams)، وذلك بالتعاون مع المتحف الوطني، والذي استهدف عدداً (44) معلمًا ومعلمةً من معلمي مادة الدراسات الاجتماعية، وعدداً (11) من القائمين على أعمال دائرة المواطنة بالمديريات التعليمية بمختلف المحافظات بالسلطنة.

لنعزز قيم المواطنة

          وحول أهمية البرنامج التدريبي وأهدافه، قال الدكتور سليمان بن أحمد المحرزي رئيس قسم برامج المواطنة بدائرة المواطنة بالوزارة: " تأتي أهمية إقامة هذا البرنامج التدريبي من منطلق الأهداف التي وضعها قسم برامج المواطنة بالدائرة في خطته الخمسية العاشرة، وهي تعزيز الشراكة المجتمعية مع مؤسسات المجتمع المحلي، ويأتي المتحف الوطني بالسلطنة من ضمن أولويات الشراكة مع القسم في تنفيذ العديد من الفعاليات والبرامج؛ بهدف تعزيز قيم المواطنة لدى جميع شرائح منتسبي الحقل التربوي بالوزارة، وتعريفهم على المتاحف من حيث: مفهومها، وأهميتها، وأنواعها، وإكسابهم طرق وأساليب للاستفادة من المتاحف واستنباط أثرها في تعزيز قيم المواطنة لديهم".

        وأضاف المحرزي: ويعد هذا البرنامج هو البرنامج الثالث من ضمن البرامج التدريبية التي نفذها القسم بالدائرة في المتحف الوطني، فقد تم تنفيذ برنامجين اثنين في السنوات الماضية استهدفا (70) معلماً ومعلمةً لمادة الدراسات الاجتماعية، فيما استهدف البرنامج الحالي (55) معلماً ومعلمةً لمادة الدراسات الاجتماعية والقائمين على أعمال دائرة المواطنة بالمديريات التعليمية بمختلف المحافظات.

المتاحف وأدوارها

     تضمن هذا البرنامج التدريبي تقديم محورين، وهما: "أهمية المتاحف ودورها في تعزيز قيم المواطنة"، قدمه الدكتور سليمان بن أحمد المحرزي رئيس قسم برامج المواطنة بدائرة المواطنة بالوزارة، وتطرق فيه بالحديث عن مفهوم المتاحف؛ كونها مؤسسات غير تجارية لها أهداف تعليمية وثقافية، ويعمل فيها اختصاصيون في جمع العينات والنماذج ودراستها ذات أهداف تعليمية وثقافية، ويعمل فيها اختصاصيون على جمع العينات والنماذج ودراستها وتصنيفها ومن ثم عرضها على الجميع، وتحدث أيضا عن أنواع المتاحف في العالم، لاسيما المتاحف التي تهدف إلى ترسيخ قيم المواطنة لدى الجميع، وكذلك أهمية هذه المتاحف، والتنشئة المتحفية والتربية على المواطنة، كما تحدث عن التجارب الدولية للاستفادة من المتاحف في تعزيز قيم المواطنة، وفي ختام هذا المحور استعرض المحرزي الجهود التي تبذلها دائرة المواطنة بالوزارة للاستفادة من المتاحف في تعزيز قيم المواطنة، كتنفيذ عدد من البرامج: كالزيارات الطلابية، والتي تم خلالها تنفيذ (5) زيارات طلابية على مستوى جميع محافظات السلطنة، وتنفيذ(3) برامج تدريبية استهدفت فيها كل من المعلمين والطلبة والمشرفين والقائمين على أعمال دائرة المواطنة بالمحافظات التعليمية، وأيضًا اللوحة الفنية بمناسبة العيد الوطني الخمسين والتي شارك في تنفيذها عدد من المعلمين والمعلمات وطلبة المدارس من مختلف محافظات السلطنة، وكذلك الجلسات الحوارية، وإشراك الطلبة والمعلمين فيها بالتعاون مع المتحف الوطني، كالجلسة الحوارية" قراءة في كتاب"، و"المعرض البيلاروسي".

الصرح الثقافي الأبرز

    بعد ذلك قدم جمال بن حسن الموسوي المدير العام للمتحف الوطني عرضًا مرئيًا حول التعريف بالمتحف الوطني ومحتوياته، حيث تحدث فيه عن أهم ما تميز به المتحف الوطني عن غيره من المتاحف بالسلطنة؛ كونه الصرح الثقافي الأبرز فيها: فهو يتضمن مركزًا للتعلم تم تصميمه وفقًا لأعلى المقاييس الدولية، ومرافق للحفظ والصون الوقائي، كما أنه أول متحف على مستوى الشرق الأوسط يوظف منظومة برايل باللغة العربية، وكذلك توظيفيه لمنظومة المخازن المفتوحة، كما قام باستعراض القاعات والأقسام التي يتضمنها المتحف: كقسم العملات النقدية عبر التاريخ الحضاري للسلطنة، وقاعة مجان، وقاعة أرض اللبان، وقاعة عمان وتواصلها الحضاري مع العالم، وقاعة المنجز الحضاري في السلطنة عبر العصور المختلفة.

برامج المتحف الوطني

      وقدمت زهراء بنت حسن اللواتية مديرة دائرة التربية المتحفية والتواصل المجتمعي بالمتحف الوطني المحور الثاني، والذي كان حول "التعريف بالمتحف الوطني، ومحتوياته وقاعاته، وأهدافه، ورسائله التعليمية، والثقافية، والإنسانية، والأدوار، والخدمات التي يقدمها في تعزيز قيم المواطنة، كما تطرقت أيضا بالحديث عن مركز التعلم وقاعاته والبرامج التي يقدمها: كبرنامج الزيارات المدرسية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وبرنامج طلبة الجامعات والكليات والمعاهد بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وبرنامج الجاليات بالتعاون مع المدارس الدولية والجاليات؛ وذلك لإبراز القيم والعادات والتقاليد العمانية للطلبة والمعلمين غير العمانيين وتعريفهم بها، وكذلك برامج العائلات، وبرامج الأشخاص ذوي الإعاقة، وبرامج التوعية المجتمعية، واختتمت اللواتية بالتوجه الذي يقوم به المتحف في تفعيل فعاليات مركز التعلم بشكل رقمي نظرًا للظروف التي تمر بها السلطنة والعالم بأسره من انتشار جائحة كورونا كوفيد، وذلك من خلال تفعيل الزيارات الافتراضية، وذلك بالتواصل عبر المواقع الإلكترونية للمتحف".

وفي ختام هذا البرنامج التدريبي تم فتح باب النقاش من قبل الحضور.

لنضمن المواطنة في المناهج الدراسية

     وحول آراء المشاركين في البرنامج التدريبي، ومدى استفادتهم من محاوره، قال الدكتور خصيب بن عبدالله القريني مشرف أول مادة التاريخ، بتعليمية محافظة شمال الباطنة: "البرنامج التدريبي كان فرصة للتعرف على دور المتاحف في تعزيز الجانب التعليمي للطلبة، والمعلمين، وبقية أعضاء المنظومة التربوية، وخاصة فيما يتعلق بموضوع الجوانب الوجدانية المرتبطة بقيم المواطنة، وتكمن أهميتها في أنها تسعى لاستكمال وتعزيز دور المناهج الدراسية في هذا الجانب، وأضاف: كما تعرفنا من خلاله على أدوار المتحف الوطني العماني والإمكانيات التي يقدمها في مجال تنمية قيم المواطنة، والتنسيق المتواصل مع وزارة التربية والتعليم في تنظيم رحلات طلابية تدعم هذا التوجه، فجزيل الشكر والتقدير للقائمين على هذا البرنامج، ونتطلع للمزيد من البرامج التي تهتم بهذا الموضوع، مع أهمية السعي لتضمين هذه التربية ضمن المناهج الدراسية".

لنؤصل الهوية العمانية

من جانبه قالت خديجة بنت محمد الزدجالية أخصائية دراسات ومتابعة بمكتب المدير العام بتعليمية محافظة مسقط:" "ساعدنا البرنامج التدريبي على توضيح الرؤية المتكاملة للمتحف الوطني عبر مختلف الوسائل المتاحة فيه: ومنها: القاعات المجهزة بالتقنيات حديثة، والمقتنيات التراثية والأثرية التي تسهم في تعزيز الشعور بالهوية الوطنية، وتأصيل العلاقة بها وبالتاريخ العماني، وأضافت: كما شجع هذا البرنامج على القيام بزيارات تعليمية للطلبة؛ لتصبح المعلومات في قالب التشويق، والاستيعاب، ليتم شرح المعلومات المنهجية في القاعات الصفية المجهزة في المتحف الوطني".