مسقط - العمانية
يُعد مستشفى المسرة بولاية العامرات المستشفى التخصصي النفسي المرجعي الوحيد في السلطنة.
ويقوم المستشفى بدوره الريادي في مجال الصحة النفسية لتعزيز الصحة النفسية وتحقيق المهام الرئيسة التي لا تنحصر على مستوى المستشفى أو موقعه الجغرافي فقط وإنما تمتد لتشمل القطاعات الأخرى منها المؤسسات الصحية النفسية وغير النفسية الأخرى والاجتماعية والعدلية والتعليمية
وغيرها من القطاعات المعنية العامة والخاصة في أرجاء السلطنة كافة. وفي هذا الجانب وضح الدكتور بدر بن علي بن ناصر الحبسي طبيب استشاري مدير مستشفى المسرة بولاية العامرات أن مفهوم الصحة وفقا لمنظمة الصحة العالمية يشمل سلامة الفرد البدنية والنفسية معًا.
وقال الحبسي في تصريح لوكالة الأنباء العمانية إن رؤية مستشفى المسرة تتمثل في تعزيز الصحة النفسية للفرد والمجتمع من خلال تقديم الخدمات العلاجية والتأهيلية المبنية على أحدث الأسس العلمية والبحثية ذات الجودة العالية.
وأضاف أن المستشفى يوفر البرامج التعليمية والتدريبية للطلبة من مختلف المؤسسات وللأطباء المتدربين مع إتاحة الفرص لضمان استمرارية تدريب وتطوير الكوادر البشرية وتوفير المناخ الداعم لإجراء البحوث المحلية في مجال الصحة النفسية مشيرًا إلى أن المستشفى يقدم أيضًا الخدمات الوقائية والتثقيفية للأفراد والمجتمع.
وأشار إلى دور المستشفى التكاملي من خلال التنسيق المشترك مع الجهات المعنية الأخرى لتوفير الرعاية النفسية الشاملة مع الأخذ بعين الاعتبار النواحي الاجتماعية منها المالية والمعيشية والوظيفية والرعاية المجتمعية والتأهيلية بالإضافة إلى تقديم الرعاية من خلال الأطر القانونية للمرضىلضمان حقوقهم في تلقي الرعاية النفسية اللازمة وحمايتهم من مخاطر الاستغلال فضلا عن حمايتهم وحماية المجتمع من تأثيرات المرض النفسي التي قد تهدد سلامتهم أو سلامة غيرهم.
وحول أقسام ومكونات المستشفى قال الحبسي: يشهد مجال الصحة النفسية على الصعيد المحلي انطلاق مسيرة تطوير الخدمات النفسية بخطى ثابتة ومدروسة تحت اشراف وزارة الصحة مضيفًا أن مستشفى المسرة الذي تم افتتاحه في عام ٢٠١٣م يُعد إنجازًا مهمًّا في تاريخ الصحة النفسية في السلطنة حيث تبلغ السعة الاستيعابية للأقسام الداخلية في المستشفى ٢٤٥ سريرًا كما تتوفر في المستشفى الهيكلة اللازمة لتوفير الخدمات النفسية من خلال الأقسام الخارجية وقسم الطوارئ والعيادة النهارية.
وأضاف أنه تم تفعيل خدمات الرعاية التمريضية النفسية المجتمعية في محافظة مسقط لمتابعة الخطة العلاجية وضمان استمرارية تلقي المريض العلاج الدوائي في مقر اقامته.
وأشار إلى أن الأقسام التخصصية الطبية والطبية المساعدة في المستشفى تشمل مختلف الفروع التخصصية للطب النفسي بما فيها الطب النفسي العام للبالغين، الطب النفسي للأطفال واليافعين، الطب النفسي للمسنين، الطب النفسي الجنائي، الطب النفسي لعلاج الادمان ووحدة علاج اضطرابات النوم وعلاج الاضطرابات النفسية عضوية المنشأ نتيجة لإصابات الرأس والتدخلات العلاجية التي تعتمد على التعديل العصبي من خلال العلاج بالجلسات الكهربائية والعلاج بجلسات التحفيز المغناطيسي للدماغ وتشمل الأقسام الطبية الأخرى في المستشفى الطب الباطني وطب التخدير وطب الأسنان.
وذكر أنه إنفاذًا لمبادئ التقييم النفسي والعلاج النفسي المتكامل والمتعدد الجوانب تتوفر بمستشفى المسرة الأقسام الطبية المساعدة التي تشمل قسم التمريض النفسي، قسم الصيدلة، قسم علم النفس الاكلينيكي والعلاج النفسي، قسم الخدمة الاجتماعية، قسم التأهيل النفسي، قسم العلاج الطبيعي، قسم علاج النطق والتخاطب، قسم المختبر، قسم الأشعة، قسم تخطيط الدماغ ومختبر دراسات النوم وقسم التغذية بالإضافة إلى الأقسام الرئيسية الاخرى الإدارية والمالية، قسم خدمات المرضى والعلاقات العامة، قسم المعلومات الصحية والاحصاء الطبي، قسم الخدمات العامة والنقليات، قسم التدريب والتطوير الوظيفي، قسم ادارة الجودة وسلامة المرضى، قسم مكافحة العدوى، قسم الهندسة والصيانة
وأشار إلى أن الأقسام الداخلية في المستشفى كذلك تشمل الأجنحة العامة للرجال للرعاية النفسية الحادة والتأهيلية، والأجنحة العامة للنساء للرعاية النفسية الحادة والتأهيلية، وجناح الطب النفسي للأطفال واليافعين، وأجنحة الطب النفسي الجنائي وأجنحة الطب النفسي لعلاج الإدمان.
وأكد الدكتور بدر بن علي بن ناصر الحبسي طبيب استشاري مدير مستشفى المسرة بولاية العامرات أن تقديم الخدمات الصحية النفسية تتم من خلال الكوادر المؤهلة من مخرجات مؤسسات التعليم العالي وبرامج التدريب الاكلينيكي المعتمدة محليًّا ودوليًّا، وتُشكل الكوادر الوطنية نسبة الغالبية العظمى من موظفي المستشفى من الفنيين والإداريين.
ووضح الحبسي التحديات التي يواجهها المستشفى منها التزايد المتسارع في عدد المرضى وما يتطلبه من ضرورة مواكبة المستجدات لضمان استمرارية توفير الرعاية النفسية ذات الجودة العالية في ظل الموارد المحدودة نسبيًّا ومواجهة الوصمة السائدة فيما يختص بالاضطرابات النفسية محليًّا وعالميًّا والناجمة عن عوامل الوعي المجتمعي المحدود والمفاهيم والممارسات الخاطئة.
وأضاف أنه من التحديات أيضًا التي تؤثر مباشرة على المرضى محدودية الموارد المجتمعية لتمكين ذويهم من القيام بالإشراف المُستمر وتوفير سبل دعم المرضى النفسيين في مقر إقامتهم أو عدم توفر دور الرعاية النفسية للمرضى المصابين باضطرابات نفسية مزمنة نتيجة مرضهم النفسي قد تهدد سلامتهم أو سلامة الغير عند الانتكاسات الحادة للمرض مما يؤدي إلى استمرارية إدخال المرضى بصفة دائمة تمتد سنوات طويلة في أغلب الحالات تعزو لعوامل تتعلق بظروف ذويهم التي تحول دون مقدرتهم على التجاوب البناء لتوفير البيئة الأسرية الآمنة والداعمة للمريض النفسي مشيرا إلى أن عدد المرضى في الأقسام الداخلية بلغ عددهم حوالي عشرين مريضًا، وأغلبهم يمكن دمجهم في المجتمع شريطة توفر سبل الرعاية اللازمة من قبل ذويهم مباشرة أو من خلال استقدام عاملين لرعايتهم في مقر إقامتهم.
ووضح الدكتور بدر الحبسي على انه يمكن السماح للغالبية من هؤلاء المرضى بالخروج المؤقت من المستشفى لقضاء وقتهم مع ذويهم كما تتم مناشدة ذويهم لزيارتهم في المستشفى بصفة دورية حيث إن التواصل الاجتماعي الداعم خاصة من ذوي المرضى يُمثل إحدى ركائز الصحة النفسية.
وأكد مدير مستشفى المسرة في حديثه لوكالة الأنباء العمانية أنه في إطار اتخاذ الاجراءات الكفيلة لحماية حقوق المرضى النفسيين يعكف المختصون في المستشفى حاليًا على إعداد مقترح قانون الصحة النفسية الاسترشادي يهدف بصورة رئيسة إلى وضع الضوابط القانونية فيما يختص بتدخلاتالرعاية الطبية للمرضى النفسيين والتي تستدعي حجز حرياتهم مع الدخول الإلزامي في المستشفى والعلاج الإلزامي. ويتطلب القانون المقترح ضرورةالتنسيق المشترك مع الجهات المعنية الأخرى الاجتماعية والقضائية.
وفي ختام حديثه تطرق الدكتور بدر بن علي الحبسي إلى التحديات الأخرى التي تواجه مستشفى المسرة بسبب جائحة فيروس كورونا كوفيد 19 لافتًا إلى أن التحديات الراهنة تتعلق بجائحة كوفيد-١٩ التي لا تزال تنهك موارد المؤسسات الصحية في دول العالم.
وأشار إلى أن الجائحة تُعد من العوامل الرئيسة المُسببة لما تشهده المؤسسات الصحية النفسية من تزايدٍ مُستمر في عدد حالات المرضى النفسيين وقد تم تفعيل الخط الساخن لاستقبال مرضى جدد في قسم الطوارئ والأقسام الخارجية لمستشفى المسرة خلال الجائحة وكان ذلك بصورة متزايدة وكان أغلب المرضى لديهم اضطرابات التأقلم، واضطرابات القلق والاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة (بعد تعافيهم من كوفيد-١٩).