’ملح قريات’ ينافس المستورد و يغطي الأسواق

بلادنا الاثنين ٢٩/مارس/٢٠٢١ ٠٩:٣٥ ص
’ملح  قريات’ ينافس المستورد و يغطي الأسواق

مسقط - العمانية

يعد "الملح" من المكونات الأساسية في تحضير الطعام اليومي وله استخداماته العديدة في مختلف جوانب الحياة لذا يعد من أساساتها ويتوفر في جميع المنازل.

وتعد ولاية قريات أشهر الولايات في استخراج "الملح الطبيعي" منذ القدم حيث ما زال الأهالي محافظين على الطرق التقليدية لاستخراجه من " خور الملح " بالولاية الذي يقع على امتداد 2000 متر.

وينشط استخرج الملح في الفترة الحالية مع ارتفاع درجات الحرارة ويستمر حتى شهر نوفمبر لتتراجع بعدها كمية الإنتاج بسبب انخفاض درجات الحرارة وتتوزع خلاله أحواض ماء الملح حيث يحتجز الماء ويخضع إلى عملية تبخر طبيعية ثم يبدأ الملح بالتشكل.

بعدها يتم تجفيفه من الماء المتبقي وتنقيته ثم تخزينه وتستغرق عملية استخراج الملح من حوالي أسبوع إلى أسبوعين في فترة الصيف وتمتد في فترة الشتاء إلى أربعة أسابيع ويعتبر موسم الصيف الموسم الأمثل لصناعة الملح حيث تبلغ درجات الحرارة ذروتها وتساعد في عملية التبخر.  ويتميز استخراج الملح بولاية قريات بوجود المياه المحتجزة بالأحواض وهي مياه تنبع من باطن الأرض ولا تحتاج إلى فتح مسارات لمياه البحر ومن هنا تكمن جودة الملح بولاية قريات ويزداد الطلب عليه من مختلف ولايات السلطنة وأصبح ينال شهرة كبيرة.

ويمر استخراج الملح الطبيعي بعدة مراحل تبدأ من غمر المياه التي تنبع من باطن الأرض لتمتلئ الأحواض ثم تتم مراقبة المياه عند تبخرها وتشكّل الأملاح، ويحتاج تجميع الملح من الأحواض إلى مهارة كبيرة وخفة وهي المرحلة الأهم وبعد تجميعها يتم احتجازها يومين خارج الأحواض في مكان يسمى ( البند) وهو ممر بين الأحواض يستخدم لتحضير الملح وتجفيفه من المياه المتبقية ثم تتم تعبئته وتخزينه وبيعه.

وتعد ولاية قريات إحدى الولايات المصدرة للملح منذ القدم، للطلب المتزايد عليه لأغراض الطبخ أو لحاجيات شركات التنقيب عن النفط بكميات كبيرة.

ويُنقل الملح سابقا على الماشية للأسواق المحلية، وما يزيد على الحاجة يتم تصديره من خلال السفن التي ترسو على ساحل قريات بجانب قلعة "الصيرة" إلى الهند وبلدان أخرى.

يقول المواطن راشد بن خميس بن سعيد الرزيقي: يعتبر الملح ثروة طبيعية كبيرة ونعمل على استخراجه وهي حرفة اكتسبناها من الأجداد والآباء من خلال مساحة كبيرة في ولاية قريات بموقع خور الملح مخصصة لاستخراج الملح بكميات كبيرة خاصة في أشهر الصيف تصل إلى 400 طن شهريا.

وناشد الرزيقي القطاع الخاص بإنشاء مصنع لإنتاج الملح، فالموقع مؤهل لإنتاج الملح بجودة عالية وكمية أكبر ويستطيع أن يغطي متطلبات دول كثيرة.

وحول حركة الإنتاج أكد الرزيقي أنه توجد حركة إنتاج نشطة بين ولايات السلطنة ورغم وجود الملح المستورد إلا أن الحركة الشرائية لملح قريات جيدة ومنافسة وتستطيع تغطية كافة الأسواق العمانية وتسجل اكتفاء من الملح الطبيعي المحلي.