مسقط - الشبيبة
نظم قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية محاضرة عن الصادرات والواردات في حضارة مجان في ضوء الكتابات المسمارية الرافدية، قدمها الأستاذ الدكتور قصي منصور التركي رئيس مركز بلاد الرافدين الثقافي في ولاية غرب أستراليا، والأستاذ المحاضر في كليتي لانكفورد وكلية أستراليا الإسلامية ببيرث.
تناولت المحاضرة أربعة محاور رئيسة هي: الاسم واللفظ الصحيح لبلاد مَجان في الكتابات المسمارية، واسم مدينة كوبن في الجبل الأخضر في الكتابات المسمارية من الالف الثالث قبل الميلاد. كما استعرضت المحاضرة أهم صادرات وواردات مجان المذكورة في الكتابات المسمارية باللفظ اللغوي والكتابة المسمارية.
وخلال محاضرته تطرق الأستاذ الدكتور قصي منصور إلى نشاط سكان منطقة الخليج العربي بشكل عام وحضارة مجان بشكل خاص منذ قدم استيطانهم، في التعامل مع مياه الخليج العربي وخليج عمان مؤكدين قدراتهم في التفاعل الإيجابي مع معطيات بيئتهم، ثم في جعل تلك المياه طريق للتجارة العالمية، مما هيأ لهم فرص التطور الاقتصادي لتصدير منتوجاتهم والحصول على المواد الضرورية والكمالية التي تنقصهم على الدوام، كما هيأ هذا الطريق فرص التفاعل الحضاري بينهم وبين المراكز الحضارية المجاورة والبعيدة، ومنها بشكل خاص مراكز حضارة بلاد الرافدين، فكان تجار" مجان" هم الأوائل في امتهان التجارة، واعتبروا حلقة وصل جيدة بين مجموعة من مراكز الحضارات القديمة.
وذكر الأستاذ الدكتور قصي منصور أن التركيز على أهم المبادلات التجارية بين بلاد الرافدين والخليج خلال الألف الثالث قبل الميلاد يشمل (الصادرات والواردات) معتمدًا على نصوص الكتابات المسمارية التي ذكرت تلك المواد بمسمياتها في اللغة السومرية أو الأكادية، وأضاف " من المرجح أن تكون الرحلات التجارية بين بلاد الرافدين ومجان بقيت متواصلة ومتطورة منذ عهد العبيد (الالف الرابع) مع مدن الخليج العربي وخليج عُمان، والتي كانت مراكز رئيسية للتجارة من أراضيها أو من أراضي بعيدة عنها نتيجة الخبرة والممارسة التي اكتسبتها خلال سنوات عديدة، إلى أن توضحت بشكل لا يقبل الشك في الكتابات المسمارية خلال الألف الثالث قبل الميلاد".
ومن خلال دراسة نصوص الكتابات المسمارية، يؤكد الأستاذ الدكتور قصي منصور أن التجارة بين مجان وممالك جنوب بلاد الرافدين كانت تجري جميعًا بواسطة السفن المجانية أو الدلمونية أو السومرية أو الأكادية، وأن المتاجرين كانوا متمرسين في مهنتهم خاصة ممن اعتادوا ركوب البحر وعرفوا مسالك الطرق المائية السليمة التي تجنبهم الرحلات الطويلة أو الخطرة، وكان التجار مع سفنهم وبضائعهم الخاصة أو التابعة للقصر أو المعبد يعملون بدون كلل أو ملل لديمومة مكانتهم ونجاح مهنتهم.