مسقط - العمانية
تحتفل ولاية صور يوم الأحد المقبل بيوم الشعبانية الذي يوافق الرابع عشر من شعبان من كل عام هجري، وقد اتّخذ أهالي الولاية هذه العادة منذ قديم الزمن وتوارثوها جيلاً بعد جيل وينتظر الأطفال هذا اليوم بكل شغف وتلهف حيث يعدُّ هذا اليوم عيدًا لهم.
وتستعد الأسر للاحتفال من كافة النواحي بدءًا بتجهيز الملابس وخاصة /الملابس الصورية/ للأولاد والبنات وتزيين أكف وأرجل البنات بالحناء، إضافة إلى صرف المبالغ النقدية وشراء الحلويات.
وفي الصباح الباكر تتجهز المنازل لاستقبال الأطفال الذين يمرّون على منازل الأهل والأقارب والجيران وهم يرتدون أزهى الملابس الصورية والفرحة ترتسم على وجوههم مرددين عبارات شعبية مثل /أعطونا شعبانية/، /أعطونا حق الوقفة/ وغيرها من العبارات، وبالابتسامة والترحيب يتم استقبالهم من قِبل الأهالي مقدّمين لهم النقود والحلوى.
وتطوَّرت طرق الاحتفال بيوم /الشعبانية/ بولاية صور حيث أضحت مؤسسات المجتمع المدني والجهات والشركات تشارك أبناء الولاية فرحتهم بيوم الرابع عشر من شعبان؛ إيمانًا منها بإحياء هذه الموروثات الشعبية التقليدية المتأصلة في نفـوس أهالي ولاية صور منذ قديم الزمن وإدخال البهجة والسرور في نفـوس الأطـفال وإضفاء الابتسامة على وجوههم.
ويؤكد أبناء ولاية صور على أهمية المحافظة على مكتسبات التراث من عادات وتقاليد توارثوها عبر الأجيال وتعزيزها من خلال المشاركة في مختلف المناسبات الوطنية والمجتمعية وكجزء من إرثها الذي يدل على تجذر تاريخها الأصيل، ويوم /الشعبانية/ واحد من أوجه التراث غير المادي الذي حافظ أبناء صور عليه طوال تلك السنين ولم يتبدل في تفاصيله وحكاياته المرتبطة بالمكان والإنسان.
وقد توقف أهالي الولاية عن الاحتفال بهذه المناسبة في العام الماضي بسبب جائحة كورونا حفاظًا على سلامة المجتمع وتنفيذًا لقرارات اللجنة العليا.
الجدير بالذكر أن يوم /الشعبانية/ شبيه بيوم /القرنقشوة/ الذي تحتفل به معظم ولايات السلطنة في منتصف شهر رمضان المبارك، ويُسمَّى بـ/الـقرقيعان/ في معظم دول الخليج العربي، وهذا ما يعكس عمق التاريخ المشترك بين دول المجلس وترابطها.