مسقط - العمانية
تعد صناعة شباك الصيد من الحرف البحرية التقليدية المتوارثة من الأجداد والتي لا يزال يمارسها كبار السن والقليل من الشباب في المناطق الساحلية بولاية صلالة.
ويقول يوسف بن الحاف البراكة أحد أبناء منطقة الحافة بصلالة الذي يمتهن هذه الحرفة منذ الصغر إن صناعة شباك الصيد يدويا تمر بمراحل عدة تبدأ بتجهيز خيوط الشباك من غزل الخيوط وهذه المرحلة غالبًا ما تقوم به النسوة وكذلك الرجال من خلال آلة الغزل والتي تسمى "ديليب".
وأضاف أنه بعد تجهيز الخيوط يأتي دور صانع الشباك وتسمى هذه المرحلة "وشاع" حيث يقوم بصناعة الشباك حسب الطلب والحجم والنوع فمثلا شباك الجريف يتم حياكة شباكه بما يقارب ٩ أفراد أو أكثر وتسمى عملية صناعته " لكادة".
وقال البراكة إنه توجد أنواع متعددة من شباك الصيد التي يتم صناعتها يدويًا في ولاية صلالة ويختلف سعرها بحسب استخدامها ونوعية الأسماك المراد صيدها وكمية قطع الرصاص المستخدم في الشباك.
وأضاف أن من الفروقات الرئيسية بين شباك الصيد هي فتحة عين الشبكة ونوعية الخيوط المستخدمة في الحياكة من حيث قوتها ومتانتها وكذلك حجم وطول الشباك.
وبيّن أن أسماء شباك الصيد قد تختلف مسمياتها من محافظة إلى أخرى مشيرًا إلى أن أهم أنواع الشباك هي (المغدفة والمغوير والجريف) حيث لكل نوع من هذه الشباك استخدامات معينة وأحجام مختلفة .
وأوضح أن شبكة المغدفة حجمها صغير ودائري وتستخدم لصيد كميات قليلة من الأسماك الصغيرة من على الشاطئ أو من على قارب الصيد حيث يقوم الصيّاد بلف الشبكة حول ذراعه ومن ثم يقوم بإطلاقها في الهواء لتسقط في الماء وتحجز داخلها الأسماك بطريقة تحتاج إلى مهارة وخبرة حتى لا تتداخل خيوط الشباك مع بعضها البعض.
وأضاف أن شباك الجريف هو الأكبر على الإطلاق ويتراوح طوله من ٣٥ إلى ٤٠ مترًا فيما يتراوح عرضه من ١٠ إلى ١٥ مترًا تقريبًا ويستخدم لصيد كميات كبيرة من أسماك السردين بمشاركة عدد كبير من الصيادين والتي تسمى محليا " العيد أو العومة" .
كما تحدث سعيد بن ربيع الشجيبي أحد الشباب الذين لديهم الخبرة في حرفة شباك الصيد وقال إن شباك المغوير مخصصة لصيد الأسماك المتوسطة وهذا يعود إلى كبر حجم عين الشباك وقوة ومتانة خيوطها.
وأضاف أن هناك نوعًا من شباك المغدفة يسمى شباك "الصنون" وتستخدم أيضًا لصيد الأسماك الصغيرة وهي تتميز بأنها ذات أعين صغيرة حيث لا تتجاوز فتحة الشبكة ٣ إنشات.
الجدير بالذكر أن حرفة صناعة الشباك التقليدية تعد من المهن التقليدية القديمة التي لا تزال تُمارس في المناطق الساحلية وهي تتطلب المهارة والدقة وتحتاج أيضا إلى الصبر والتركيز.
وأصبحت هذه الحرفة مع مرور الزمن مهددة بالاندثار نتيجة لكثرة استخدام شباك الصيد الحديثة المصنعة من خيوط النايلون والمستوردة من الخارج مما أثر على طلب شراء شباك الصيد التقليدية.