بقلم : علي المطاعني
من الجمعيات الخيرية الفاعلة في السلطنة (جمعية الرحمة) بولاية السيب التي تقوم بدور محوري في العمل الخيري من خلال برامجها التطوعية وتبرعاتها المتعددة وملامستها لإحتياجات الأُسر المعسرة والمتعففة، ووفقا للإتصالات فقد بلغ حجم المساعدات التي قدمتها في عام 2020 أكثر من مليوني ريال من خلال عشرة برامج خيرية متنوعة تهدف لتخفيف عبء الحياة ووطأتها على شرائح من المجتمع واسعة حالت الظروف ايا كانت دون أن تتمكن من التناغم إيجابيا مع متطلبات الحياة لعدة أسباب كوفاة العائل أو الفصل من العمل، ونجد في المقابل أيتاما وفئات الضمان الإجتماعي وذوي الدخل المحدود وغيرهم من الفئات المستحقة، الأمر الذي يبعث على الإرتياح لهذه النجاحات الطيبة في العمل الخيري المنظم الذي أسهم في رفع المعاناة عن كاهل الأُسر العفيفة وأسست بذلك وكما ينبغي للعمل الخيري التطوعي، وفق الأسس المعمول بها في البلاد.
الأمر الذي يتطلب دعم مثل هذه الجمعيات الخيرية حقا وصدقا من خلال التبرعات الإلكترونية عبر الهواتف النقالة ومن خلال شركات الإتصالات بارسال رسالة تبرع إلى الرقم () لدعم برامجها المتعددة ورفع مساعداتها في مثل هذه الظروف الصعبة والإستثنائية الناتجة عن تداعيات الأوضاع الإقتصادية والصحية الراهنة.
بلاشك أن الكل يشهد بالكفاءة والريادة لجمعية الرحمة التي إنطلقت عام 2005 من فريق خيري تطوعي إلى تأسيس جمعية تكاد أن تكون من أفضل الجمعيات التطوعية التي ينهض نشاطها عبر تبرعات أصحاب الأيادي البيضاء وعبر إشتراكات في الدفع شهرية لبرامج الجمعية المتعددة، والهبات والتبرعات النقدية والعينية، لتعيد توزيعها على الأُسر العفيفة المحتاجة في واحدة من أفضل البرامج الخيرية الأهلية التي إنطلقت من الصفر فإذا بعبق صيتها الحسن يملأ فضاءات الوطن ويمتد عطاءها المحمود والمشكور لكل المحتاجين تخفيفا من معاناة الحياة اليومية ورفدا رائعا لبرامج الضمان الإجتماعي الذي توفره الحكومة عبر وزارة التنمية الإجتماعية والهيئة العُمانية للأعمال الخيرية وغيرها من الجهات الداعمة.> فهذه الجمعية ورفيقتها جمعية (دار العطاء) وغيرهما من الجمعيات التي تصدرت للعمل الخيري في البلاد أضحت اليوم علامات ناصعة في الأعمال الخيرية بدون منازع بما تقدمانه من أعمال جليلة تستهدف الفئات المستحقة للدعم والمساعدة بكل أشكالها عبر برامج ثابتة وأسس دقيقة في ماهية وكيفية تقديم الدعم، وهي أسس تقوم على الدراسات الإجتماعية والإطلاع على أحوال الأُسر والحالات التي تقدم أو تصل إليها هذه الجمعيّات، وتعمل بكفاءة عالية في إيصال المساعدات إلى مستحقيها بناء على معطيات واضحة ودقيقة، مما أكسبهما السمعة الطيبة في الأوساط المحلية وتعاطف الجميع مع برامجهما ولبى الكثيرين لمطالبهما للتبرع سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق التبرعات الإلكترونية بتبرع شهري وفق الحسابات أو عبر شركات الإتصالات أو البوابة الإلكترونية وغيرها من وسائل التبرع المتوفرة.
فبرامج جمعية الرحمة تتمثل في دعم برنامج عمرة للأيتام والأسر المعسرة، والتعليم المستمر، والصدقات العامة التي تصرف في أوجه الخير، وصدقة ليتيم ككسوة ومبلغ مالي كعيدية، وزي مدرسي، وصدقات للأسر المُعسرة لشراء المواد الغذائية والتموينية، وصدقة جارية مثل المياه والإلحاق بمدارس القرآن الكريم ورعاية الطفولة، وتمكين الأسر المنتجة عبر دعم مورد الرزق وكفاءة اليمين وشراء الأثاث والأجهزة للأسر المعسرة، ومساعدة الطالب الجامعي والمتضررين من تأثيرات فيروس كورونا وكفالة اليتيم وذبائح الصدقات ووجبات الإفطار للطلاب وصيانة وترميم المنازل، وغيرها من أوجه البرامج الخيرية والمساعدة التي تسد حاجات الأسر المعسرة وتوفر بعض مقومات الحياة الكريمة لهم.
بالطبع العمل الخيري ليس محصورا في هذه الجمعية أو غيرها لكن هذه الجمعية تعد علامة مميزة ومضيئة في منظومة العمل الخيري عبر دورها المجتمعي الفاعل والمؤثر.
نأمل من كافة أفراد المجتمع الإسهام الإيجابي والفاعل في دعم هذه الجمعيات ليتسنى لها آداء دورها الإجتماعي المحمود، فهي تمثل قمة سنام التكافل والتعاضد والتراحم المجتمعي تماما كما أمر وكما يحب ربنا ويرضى.