’النزل التراثية’ بمسفاة العبريين تجربة فندقية توفر حياة طبيعية

مؤشر الاثنين ٠٨/مارس/٢٠٢١ ٠٩:٠٧ ص
’النزل التراثية’ بمسفاة العبريين تجربة فندقية توفر حياة طبيعية

مسقط - خالد عرابي

توجه بعض المواطنين العمانيين وخاصة في بعض القرى خارج مسقط مؤخرا إلى ترميم بعض البيوت العمانية القديمة (الطينية) و تحويلها إلى (نزل تراثية) وذلك بهدف إنقاذها أولا، وتحويلها إلى (منشآت فندقية) تجمع ما بين الحياة الطبيعية البسيطة التي كان يعيشها الأجداد مع لمسة حضارية توفر وسائل الراحة الحديثة. وكانت قرية مسفاة العبريين بولاية الحمراء من أبرز هذه النماذج التي شهدت إنقاذ عدد من تلك البيوت وتحويلها إلى نزل تراثية لاقت القبول والرواج من العمانيين والمقيمين بالسلطنة ومن السياح وخاصة الأوربيين فأصبحت نمطا جديدا للسياحة في السلطنة يتوجه إليه البعض للبعد عن صخب وضجيج المدن.

مزج البيئة

وتعد مسفاة العبريين - التي تقع على ارتفاع أكثر من 1000 متر، مع مزج بين البيئة العمانية القديمة التي تجمع ما بين الجبل والهضبة والسهل والوادي، وما بين القلعة والفلج، إلى بيوت طينية تصطف صفا واحدا وتطل على بساتين النخيل والليمون والفاكهة التي تتم زراعتها في هذا المكان، مع طبيعة مناخية تجعلها تعيش في درجة حرارة معتدلة طوال العام، ومما يضيف لها أهلها وسكانها الذين يمثلون نموذجا للشعب العماني الذي يتميز بالطيبة والبساطة والكرم.

قديمة جديدة

يقول يعقوب بن بدر العبري، صاحب بيوت «المسفاة للنزل التراثية» وأحد أبناء القرية: بأن فكرة النزل التراثية تعد قديمة جديدة وذلك لأنها تم العمل عليها منذ بضع سنوات ولكن رواجها بهذا الشكل والانتشار بدء مؤخرا، وقد بدأت الفكرة من المسفاة وانتقلت منها إلى العديد من ولايات السلطنة، و نحن أقدم نزل تراثية في السلطنة حيث بدأت الفكرة لدينا في العام 2015 ومن بعدها بدء الأخرون يقلدونها لتصبح نمطا سياحيا جديدا يستقطب السياح، خاصة وأنها تجمع ما بين حياة طبيعية بسيطة لا يمسها الصخب وهي الحياة المأخوذة من حياة العماني القديم ولكن مع إضافة لمسة حضارية توفر الراحة والسلامة والحياة السهلة.

أبا عن جد

ويوضح يعقوب العبري الأمر قائلا: هذا البيت «المسفاة للنزل التراثية» ورثناه أبا عن جد و يعود عمره إلى أكثر من 150 عاما وكنا قد تركناه قبل 15 عاما وانتقلنا إلى الضفة الأخرى من القرية كما معظم سكان القرية وظل مغلقا إلى أن جاء عمي في أحد الأيام قبل حوالي عشر سنوات وعرض فكرة تحويله إلى نزل سياحي لاستقطاب السياح وخاصة الأوروبيين لأنهم يرونه مختلفا، وظل التفكير في تنفيذ الفكرة يعرض ويختفي إلى أن قررنا العمل على تنفيذها ورممنا البيت وطورنا فيه ليكون نظيفا وصحيا وملائما مع الحرص على النمط التقليدي وبطابعه القديم وبدأنا بخمس غرف فقط ومن هنا بدأ التوسع في ذلك بزيادة عدد الغرف ثم بشراء بيوت قديمة أخرى حتى وصلنا الآن إلى 15 غرفة و لدينا مخطط للاستمرار في التوسع حتى الوصول إلى 50 غرفة.

اختلاف عن الفنادق

ويؤكد على أن تجربة الإقامة في النزل التراثية تعد مختلفة عن الفنادق تماما وذلك لأنها تجربة حياة طبيعية خاصة ولذا فنحن دائما نقول للسياح والضيوف: «نحن نبيع تجربة سياحية وليس غرفة فندقية»، فهي تجربة طبيعية جميلة بلمسة حضارية تأخذ من يجربها ويقيم بأحد هذه النزل إلى عالم البساطة حيث نحاول أن نقدم له الحياة العمانية و نقربه منها، ومن ثم يمكنه أخذ جولة داخل القرية ويمارس الأنشطة والفعاليات التي تم توفيرها فيذهب لمنحل العسل أو يزور بساتين الخضروات والفاكهة ويمارس الرياضات الجبلية من مشي جبلي وتسلق الجبال والنزول بالحيال أو يأخذ جولة على الحمير ويمكنه أيضا أن يطلع على ممارسة أهل القرية للطبخ وصناعة المأكولات التقليدية أو الحرف اليدوية والتقليدية، أو يمكنه التخييم، مع جعل الزائر يعيش أجواء الماضي والزمن الجميل والحياة العمانية الطبيعية البسيطة التي لم يمسها هوس ولا صخب الحياة المدنية الحديثة وفي أجواء من النظافة والسلامة والأمن والأمان والطمأنينة فتجعل ممن يزورها رحلة ليس للاستجمام والراحة فحسب، وإنما أشبه برحلة إنسانية في عالم الطمأنينة والسلام النفسي وغسل الروح من صخب وحياة المدنية المليئة بالضجيج والزحام.

ويضيف قائلا: «وعلاوة على كل ذلك فحتى المأكولات التي توفر في هذه النزل تكون مأكولات ووجبات تم تجهيزها في بيوت عمانية من أهالي القرية، ومعظم المأكولات عمانية ولكن نظرا لرغبة البعض في التنوع طورنا مؤخرا وأضفنا العديد من المأكولات العالمية المتنوعة لترضي جميع الأذواق.

الحفاظ عليها

وبحسب يعقوب فإن الفكرة لم تأت بهدف سياحي أو اقتصادي بقدر ما جاءت بهدف أخر وهو الحفاظ على هذه البيوت وإنقاذها من الاندثار، فقد لاحظنا خلال السنوات الماضية أن تلك البيوت القديمة بعد تركها بدأ بعضها وبنسبة كبيرة ينهار، ولكن بهذه الفكرة الجديدة فنحن نرممها ونطورها ومن ثم يكون نوع من الحفاظ عليها كتراث وتبقى كشواهد على الحياة العمانية القديمة، وبذلك نكون قد حققنا عدد من الأهداف بدءا من إحياء تلك البيوت القديمة والحفاظ على التراث وتنشيط السياحة، بالإضافة إلى خلق نوع من الرواج الاقتصادي في القرية وتوفير المزيد من فرص العمل للشباب العماني.

و يؤكد يعقوب أن وزارة التراث والسياحة سجلت هذه النزل واعتمدتها كمنتجات بخلاف الفنادق فأعطت لها تصنيفات سياحية مختلفة بجانب أنواع أخرى أضيفت، فأصبح هناك: «النزل التراثية» وهي للبيوت القديمة التي تم ترميمها، وهناك «بيوت الضيافة» وهي بيوت تقليدية عمانية للضيافة واستقبال السياح والزوار ولكن تبنى حديثا، و «النزل الخضراء» و هي عبارة عن مزارع يتم تحويلها مع شاليهات لتكون بمثابة أماكن لاستقبال السياح.

إشغال ما بين 80 إلى 90 بالمائة

وعن مدى الإقبال على تلك النزل قال: زادت بشكل كبير ففي حين أن نزلنا فقط في أول عام طبقناها فيه أقام فيها حوالي 800 ضيف في العام إلا أننا وصلنا في عام 2019 إلى 5500 ضيف أقاموا في نزل المسفاة للضيافة وبمعدل إشغال تفاوت ما بين 70 إلى 80 بالمائة ووصل في بعض الأوقات إلى 90 بالمائة وكان معظم زوارنا من السياح الأوربيين وخاصة الألمان، الفرنسيين، البريطانيين، والخليجيين، علاوة على بعض المواطنين والمقيمين على أرض السلطنة، ولكن مؤخرا وبسبب كورونا قل عدد السياح جدا وأصبح الاعتماد على السياحة الداخلية ومع هذا لدينا إشغالات ما بين 40 إلى 50 بالمائة خلال أيام الأسبوع وفي عطلة نهاية الأسبوع تصل إلى نسب الإشغال إلى 95 أوحتى 100 بالمائة.

وتوفر هذه النزل نماذج من الغرف مشابهة للغرف الفندقية تماما فمنها غرف فردية «ستاندر» سواء بحمام مستقل أو بحمام مشترك، وغرف ثنائية، وغرف لثلاثة أشخاص، وتتراوح أسعار الغرف وبحسب الموسم ما بين 35 ريالا إلى 70 ريالا عمانيا للغرف الأكبر لشخصين مع توفير وجبتي الإفطار والعشاء.

وبحسب تصريحات سابقة لوزارة التراث والسياحة فإنها تضع المحافظة على البيوت الأثرية من الاندثار في مقدمة الأولويات الإستراتيجية، سعيا وراء إبراز تفرد المكونات التراثية والتاريخية والحضارية للكنوز المعمارية العريقة ذات الطابع الأثري في السلطنة.

كما أن الوزارة تسعى لتحويل الحارات التراثية الجميلة بمعمارها الهندسي الفريد إلى وجهات سياحية جاذبة للزوار وخاصة الراغبين بالتمتع بتفاصيل الحياة العمانية، في إطار تجربة إنسانية غنية بالأنشطة الثقافية المليئة بلعادات والتقاليد العمانية الأصيلة.

وقد بلغ عدد السياح الذين زاروا السلطنة في العام 2019 حوالي 3.5 مليون سائح، وهذا بخلاف عام 2020 الذي لا يعد مقياسا بسبب جائحة مرض فيروس كورونا (كوفيد - 19)، هذا وتسعى السلطنة وفي ظل إستراتيجيتها السياحية 2040 إلى استقطاب 11 مليون سائح محلي ودولي بحلول عام 2040، فضلا عن دعم التوجه الحكومي وزيادة نسبة مساهمة السياحة في تنويع مصادر الدخل والاقتصاد الوطني وخلق المزيد من فرص العمل للمواطنين.

انعاش الحركة السياحية

ويرى عبدالله بن زاهر العبري صاحب «نزل المسفاة للضيافة» أن فكرة البيوت التراثية جاءت لاستكمال المنظومة السياحية في القرية، كما جاءت من أجل توفير خدمات فندقية خاصة وأنه لم يكن هناك فنادق كثيرة تكفي الإقبال السياحي من قبل.

ويشير عبدالله العبري إلى أن ما تم من تطوير لهذه البيوت التقليدية وتحويلها إلى نزل أنعش الحركة السياحية في القرية مما زاد من الإقبال السياحي عليها، وهذا ما دفع العاملين في القطاع إلى السعي لتوفير المزيد من الخدمات فتم العمل على افتتاح المزيد من المطاعم والمقاهي وكذلك أماكن للترفيه والألعاب وتم الاستفادة من الطبيعة الجبلية في البلدة لعمل أماكن للمغامرات وخاصة تسلق الجبال وممارسة رياضة المشي الجبلي وتوفيرها للجميع بما فيهم الأطفال لاتاحة مزيد من الأنشطة الفعاليات للزوار، وبالتالي فنحن نسعى لكي نغير من فكر السائح فبدلا من أن يأتي لقضاء ليلة واحدة ويقول ماذا أفعل بعد ذلك نكون قد نوعنا له في المنتج السياحي فيبقى عدة ليالي.

ويؤكد على أن الطبيعة التي تميزت بها القرية من حيث القدم والتنوع والجمع ما بين الجبل والهضبة والسهل والوادي والزراعة والحرف ووجود عدد من المعالم التراثية القديمة أقدمها «قلعة روغان» التي بناها الفرس وتعود إلى ما قبل 1500 سنة، كما بدأ الأهالي يبتكرون أفكار وفعاليات أخرى للسياح، لدرجة أن البعض أقام متحف تراثي بجهود شخصية، فهذا التنوع جعل من القرية وجهة سياحية مفضلة وجعل الزوار يقيمون بها فترات أطول وقد لا حظنا أن السياح بدلا من أن كانوا ياتون لليلة واحدة أصبح البعض يبقى لليلتين وثلاث أو حتى أربع ليالي.

ويضيف: حتى الآن وصل عدد البيوت التقليدية التي رممت وتحولت إلى نزل تراثية في قرية المسفاة إلى ستة نزل وفرت حوالي 80 غرفة فندقية، وهناك أربعة نزل أخرى جاري العمل على ترميمها وستفتتح خلال العام الجاري لتوفر حوالي 50 غرفة فندقية أخرى .

وأكد مصدر بوزارة التراث والسياحة أن فكرة النزل التراثية لاقت رواجا في السلطنة وأصبحت منتشرة في كثير من الولايات منها ولاية نزوى على سبيل المثال. وبحسب بوابة وزارة الإعلام العمانية حافظت تلك النزل على البيوت القديمة وممتلكات الأهالي التراثية وأضافت إليها بريقا أبعد عنها شبح الاندثار والنسيان، وهذا مدعاة للحفاظ على التراث والموروثات العمانية لتبقى أبد الدهر معلما وعنوانا لهذا الوطن، وتشجع وزارة التراث والسياحة الاستثمار في النزل التراثية لأنها ترى أن تجربة الإقامة فيها تمثل منتجا سياحيا بمذاق عماني فريد.

مزيد من فرص العمل للشباب

ويؤكد عبدالله العبري أن هذه النزل التراثية مع التطوير نشط الحركة السياحية في القرية وقد انعكس هذا على النشاط الاقتصادي في البلدة حيث أتاح المزيد من فرص العمل للشباب، وأيضا زاد من عدد المشاريع المنزلية حيث أننا نأخذ المنتجات التقليدية وحتى بعض الأطعمة والمأكولات من أهالي القرية ونقدمها في نزلنا الفندقية. كما أننا أيضا استعدنا بعض الحرف التي كادت أن تندثر ومنها صناعة الزيوت فهناك العديد من الزيوت التي تستخرج من نباتات الجبل لعلاج بعض الأمراض وهو ما عاد بعض السكان لتصنيعها وبيعها الآن.

وقال عبدالرحيم العبري: أنا من أبناء القرية وقد عشنا فيها أبا عن جد وورثنا بعض البيوت عن أجدادنا ولذا ومن قبيل الحرص على إعطاء الفرصة للسياح لقضاء وقت أطول كانت فكرتنا بانشاء بيت المسفاة للمقتنيات التراثية «وهو أشبه بمتحف» ولكن بجهود شخصية وعلى نفقتنا الخاص وهو يضم المئات من القطع والمقتنيات التراثية القديمة التي استخدمت في البيئة العمانية قديما وحديثا ومنها ما يعود إلى مئات السنين فأقدمها يرجع إلى ما قبل 400 عام ومنذ عهد اليعاربه وهو عبارة عن مناديس قديمة، وتغطي هذه المقتنيات التراثية التي أعرضها كل مناحي ومجالات الحياة من أدوات المأكل والمشرب وأدوات الزينة والملابس والحلي وأدوات الزراعة والفلاحة وكذلك الأسلحة وأدوات الحرف والصيد والموسيقى والفنون وكل جوانب الحياة، وقد لاقت الفكرة إقبالا كبيرا ويتاح للزائر بمقابل ورمزي ريالان عمانيان (حوالي خمس دولارات) لأخذ جولة مع مرشد سياحي يعرف من خلالها الحياة العمانية قديما وحديثا ويطلع على كافة المقتنيات المطروحة لينتهي بسطح المتحف الذي يطل على قلعة روغن من جهة وعلى القرية من من جهى أخرى ليتيح له تجربة أخذ صور تذكارية لا تنسى كما نوفر لهم تجربة ارتداء الملابس العمانية (رجالية و نسائية) ما بين عدة عصور مختلفة .

ويؤكد عبدالرحمن العبري، صاحب شركة «كانيون» للرياضة والمغامرات على أنه مما زاد من الإقبال على هذه النوعية من النزل التراثية هو التنويع الذي تتيحه للسياح والمقيمين بها فبجانب نمط الإقامة بها والتي تعتمد على البساطة والهدوء والحياة الطبيعية التي لا يعكر صفوها المدنية والتحضر كثيرا، أتجه أصحاب تلك النزل إلى توفير تنوع من الأنشطة والفعاليات التي يمكن أن يقوم به السياح والزائرين خلال فترة بقاءهم في تلك النزل من زيارة المزارع والأفلاج - وهي قنوات فريدة ذات طبيعة خاصة للري اختص بها العمانيون- والمدرجات الزراعية إلى زيارة مناحل العسل الأبيض، وممارسة بعض الرياضات مثل المشي الجبلي وصعود المدرجات الجبلية والزراعية وكذلك تسلق الجبال، وتوفير أنماط الحياة العمانية القديمة من الطبخ وتجهيز الأطعمة التقليدية ومشاركة السياح فيها في تجارب حية.

ويوضح عبدالرحمن أن شركته المتخصصة في المغامرات تم الاتفاق معها من قبل بعض أصحاب تلك النزل لتوفير العديد من برامج سياحة المغامرات، وبالفعل نقوم الآن بتوفير كثير من الأنشطة أبرزها حتى الآن صعود الجبال والمشي الجبلي وقد لاقت إقبالا كبيرا لدرجة أن هناك أسرا تأتي بأكملها من الوالدين وحتى الأطفال للقيام بتلك التجربة ونحن نوفر الآن برامج مختلفة بحسب متطلباتهم مع حرص كامل على الأمن والسلامة.

تجربة جميلة ومريحة

ويرى المقيمون بهذه النزل التراثية أنها تجربة سياحية مختلفة عن الفنادق تماما، وخاصة من حيث نمط الحياة، فيقول المصري محمد إبراهيم، الذي قابلناه وكان أحد النزلاء بـ «المسفاة للنزل التراثية» جئت إلى القرية قبل يوم وسأقضي بها ثلاثة أيام، وأضاف: أقيم في السلطنة منذ أكثر من ربع قرن وأعمل بإحدى الوزارات في العاصمة مسقط وقد جئت قبل نحو عام بهذا المكان وأعجبني كثير لأنه يعود بنا إلى الحياة العمانية البسيطة التي تتسم بالهدوء والبساطة والسكينة والبعد عن الضجيج والصخب الذي نعيشه في المدن، كما أنه في ذات الوقت يحافظ على النظافة والسلامة . وأشار إلى أن ما دفعه للإقامة بها دون الفنادق هو تفردها وتميزها وتوفيرها نمط جميل من البقاء في سكينة وكأنك في فترة من الراحة والاستجمام وأن سعرها يقارب الغرف الفندقية تماما ولكنها تستحق لتفردها.

ويشير السوري أحمد عبده المناجرة إلى أنه يعمل بالعاصمة مسقط وأنه جاء وأسرته لقضاء يومين فقط وأنها المرة ربما الثانية أو الثالثة عشرة التي يأتي فيها للإقامة في هذه النزل وتحديدا في «المسفاة للنزل التراثية» وأنه جربها قبل نحو عامين ورأى أنها تجربة جميلة ومريحة ومختلفة وتأخذ صاحبها في عالم من الراحة والاستجمام ولذا فهو يحرص وأسرته ما بين وقت وآخر على المجي إلى قرية مسفاة العبريين أو يذهب إلى نزل تراثية بولايات أخرى لقضاء بضع ليال للراحة والاستجمام، ويرى أن الدافع إليها دون الفنادق هو تفردها وجمالها وليس السعر لأن سعر الإقامة بها يقارب سعر فنادق الثلاث أو أربع نجوم، ومن ثم فهي ليست رخيصة ولكن ليست غالية أيضا لأنها تستحق السعر الذي يدفعه المقيم بها علاوة على أن السعر يختلف بحسب الموسم و الأيام.

وتضيف «رينودا» وهي من مملكة نيزرلاند وتعمل كأخصائية نفسية في العاصمة مسقط وكانت وهي وثلاث أخريات من موطنها في «نزل المسفاة للضيافة» هذا المرة ربما العاشرة لي لزيارة هذه النزل وقد عرفت بها منذ عام ومنذ تجربتها وجدت أنها بحق مختلفة وتوفر حياة هادئة وجميلة وبسيطة وهي ما نحتاج له الآن خاصة في ظل أجواء هذا العصر ولذلك أكاد أكون شهريا أزور هذه النزل لليلة أو ليلتين لأنني أشهر فيها بالهدوء و الاستجمام والراحة.