سفر بتمويل إسلامي.. كيف يكون !؟

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١٩/أبريل/٢٠١٦ ٠٥:٠٥ ص

ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com

ربما كان عنوان المقال غريبا على البعض وربما يدور التساؤل هنا هل ثمة سفر على الطريقة الاسلامية ايضا؟! وأقولها بكل أسف "نعم".
خلال الاسبوع الفائت وأنا على وشك الانتهاء من مقالي السابق (الأخطاء الطبية هل من التفاتة) وقع بين يدي إعلان مصور منشور في إحدى الصحف المحلية لاحد مكاتب السفر يعلن عن عروض سفر لوجهات سياحية مختلفة منها الاسيوية والاوربية ولكن ما لفت انتباهي بحق هو إحدى الاشتراطات المدونة أسفل الاعلان والمتضمنة "إمكانية تمويل البرامج السياحية عن طريق البنوك الاسلامية". وبصراحة هذه جديدة وهذا اسلوب مبتكر لاسيما أن يستغل الطريقة الشرعية للاقتراض في نظر البعض ويروج لها من خلال الإعلان. والسؤال هنا: هل وجدت القروض الاسلامية على شرعيتها لكل ما هب ودب من الاسباب؟ وهل باتت مكاتب السفر تحلل عملية طلب هذه القروض على هواها دون حسيب ولا رقيب؟
ولإضفاء المصداقية على المقال قررت الاتصال بمكتب السفريات للتأكد مما رأته عيناي في الإعلان السالف الذكر. وبالفعل اتصلت وأجابني موظف من الجنسية الاسيوية - وهي الفئة السائدة في مثل هذه المكاتب نظراً لقلة التعمين فيها بسبب عزوف الشباب عن العمل بها نظرا لقلة الرواتب والحوافز - وسألته عن العرض ومدى إمكانية الاستفادة من القرض البنكي الاسلامي على حد قولهم وهل تم التنسيق في هذا الشأن مع البنك فأجابني بكل ثقة انه توجد اتفاقية بينهم وبين البنك الفلاني وان الامور طيبة لكل من يحب ان يستفيد من العرض فقط عليه ان يتوجه لمكتب السفر ويحصل على "كوتيشن" بقيمة العرض بناء على الوجهة التى ينوي السفر اليها ويذهب بعدها الى البنك ويقدم لقرض السفر ويحصل على ما يريد.
عجبي !!! أباتت القروض الاسلامية يتعامل بها كل من يفقه ومن لا يفقه؟ وكيف مر مثل هذا الإعلان على تلك الصحيفة دون مراجعة منها او استرشاد؟ وأين وزارة الاعلام هنا كونها الجهة المسؤولة عن القنوات الاعلامية كافة وعن كل ما ينشر بها؟ وكيف للبنك المتفق مع مكتب السفريات أن يتخذ مثل هذه الخطوة دون الرجوع لوزارة الاوقاف والشؤون الدينية حول شرعيته في مثل هذه الحالات؟ هذا إذا كان الامر يخصها من الاساس. فان كانت تلك الجهات تعلم بمثل هذه الاعلانات فتلك مصيبة وان كانت لا تعلم فالمصيبة اعظم.
ويجب على المواطنين عدم الانجراف وراء مثل هذه الاعلانات المضللة فعواقبها وخيمة ولو بعد حين. نعم، قد تكون فى البداية كالشهد الطيب المذاق ولكنها تتحول بعدها كالعلقم المر المذاق، فالحذر ثم الحذر، فالقروض الاسلامية وجدت للحاجة الضرورية وللشدة وليس للمباهاة والترف والترفيه، فلا يجب ان نكون مجتمعا استهلاكيا غير منتج معتمدا على القروض في جل حياتنا، كما أتمنى أن يجد هذا المقال آذانا صاغية لدى الجهات ذات العلاقة للحد من هذه الاعلانات او ما على شاكلتها في صحفنا المحلية.

******

عزيزي القارئ.. عمود نبض قلم ليس حكراً على كاتبه، فهو صوتك ومرآتك، فإذا كان لديك ملاحظة أو وجهة نظر أو نقد بناء يخدم الصالح العام فلا تتردد في التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني حتى نوصل رأيك لمن يهمه الأمر، فخدمة الوطن هي غايتنا وهدفنا.