مسقط - الشبيبة
نجح مؤخراً فريقٌ متخصصٌ من الخبراء والمتطوعين الفريق الوطني لدراسة أسباب نفوق وجنوح الثدييات والسلاحف البحرية بانقاذ أحد حيتان بحر العرب الحدباء في مياه ميناء الدقم بعد تلقي بلاغاُ عن تشابكه مع شباك الصيد. وبجهودٍ متضافرةٍ من هيئة البيئة وشركة المحيطات الخمسة للخدمات البيئية وشركة بحار المستقبل وجمعية البيئة العُمانية وميناء الدقم ، توجه فريقٌ من المختصين والمتطوعين بعد تلقى بلاغاَ عن جنوح أحد حيتان بحر العرب الحدباء في مياه ميناء الدقم، استجابةً لهذه الحالة الطارئة والمُعقدة بهدف إنقاذ الحوت والتي أصبحت أكثر تعقيدًا عندما تم فقدان الحوت بعد حلول الظلام في منتصف عملية فك التشابك. وعلى الرغم من العثور على الحوت في نهاية الأمر والتأكد من سلامته ونجاته، إلا أن هذه الحادثة هي تذكيرٌ صارخٌ بمخاطر معدات الصيد المهجورة على البيئة البحرية، التي تستمر جمعية البية العُمانية وهيئة البيئة بتسيلط الضوء عليها دائماً وابداً..
وبشكلٍ مشابهٍ لبصماتِ الإنسان فإن للحيتان علاماتٍ على زعانف الذيل وعلى الزعانف الظهرية تكونُ مميزةً لكُلِ فردٍ من الأفراد وتُساعدُ الباحثين والعُلماء على التعرفِ على كُلِ واحدٍ منها عند رؤيته مجدداً. بعد مقارنة الصور والفيديوهات التي تم التقاطها قبل بضعةِ أيامٍ لحوت بحر العرب الأحدب عند ميناء الدقم مع الصور الموجودة في قاعدة البيانات العُمانية للحيتان، فقد تم تحديد هويته والاسم المقرون به وهو (OM11-016)، حيث شُوهِدَ هذا الحوت للمرةِ الأولى عام 2010 في خليج مصيرة، ومن ثم في عام 2011 وبعدها عام 2014 في حاسك، وأخيراً شُوهِدَ في أكتوبر وديسمبر من عام 2020 في ميناء الدقم.
ومن جانبها، قالت سعاد الحارثية، المدير التنفيذي لجمعية البيئة العُمانية: "تُعد حيتان بحر العرب الحدباء ضمن الأنواع الوحيدة غير المهاجرة من الحيتان الحدباء التي تستوطن مياه بحر العرب. لسوء الحظ، يوجد أقل من 100 حوت على قيد الحياة، لذا فكل فرد منها له أهمية قصوى في سبيل ضمان نجاة هذه المجموعة . نواصل في جمعية البيئة العُمانية سعينا للتنسيق مع الجهات المعنية ورفع مستوى الوعي حول أهم الممارسات الصحيحة التي ستساهم في الحفاظ على بيئتنا البحرية بشكل أفضل لضمان صونها للأجيال القادمة". وأضافت: "نُعرب عن خالص شكرنا لفريق المتخصصين على جهودهم المبذولة واستجابتهم السريعة للتعامل مع هذه الحالة الطارئة وفق إرشادات شبكة الاستجابة لحالات التشابك التابعة للمفوضية الدولية لصيد الحيتان، والشكر ايضاً إلى ميناء الدقم وخفر السواحل بشرطة عُمان السلطانية وسلاح الجو السلطاني العُماني لما قدموه من دعمٍ لعملية الإنقاذ التي ما كانت لتلاقي النجاح لولا هذا الدعم.
تهدفً عمليات الاستجابة لحالات التشابك إلى إزالة المعدات الخطرة من على جسم الحوت بشكلٍ أمنٍ وصحيح، إضافةً إلى دراسة حالة التشابك بغية نشر الوعي حول تدابير الصون والحماية الكفيلة بمنع مثل هذه الحوادث في المستقبل وتعليقاً على ذلك، قال آندي ويلسون، مؤسس شركة بحار المستقبل وأحد أعضاء فريق الإنقاذ: "لقد استطاعت هذه المهمة أن تترجم التعاون المثمر بين مختلف الجهات في السلطنة في التعامل مع حوادث تشابك الكائنات البحرية بشباك الصيد. وبقيادة هيئة البيئة، الفريق الوطني لدراسة أسباب نفوق وجنوح الثدييات والسلاحف البحرية تسعى جاهدةً لامتلاك الخبرة الواسعة حول التعامل الأمثل مع هذه الحوادث. ومع ذلك، لا يمكننا القيام بذلك بمفردنا ونحتاج إلى دعم الشركات والأفراد للمساعدة في دعم جهودنا من خلال التبرعات العينية التي تضمن استمراريتنا في تقديم الخدمات اللوجستية لعملنا الميداني".
ومن جانبها، قالت عايدة بنت خلف الجابرية، أخصائية بيئة بحرية في هيئة البيئة: "يسعدنا أننا استطعنا القيام بهذه المهمة بالشراكة مع مختلف المؤسسات في السلطنة، وأود أن أغتنمَ هذه الفرصة لتذكير الجميع بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعاً لصون الأرث الطبيعي الغني للسلطنة بما في ذلك المحيطات والحياة البرية".
يُمكن لأفراد المجتمع المشاركة في صون هذه الكائنات البحرية الرائعة من خلال الإبلاغ عن حوادث اشتباكات الحيوانات البحرية عبر الخط الساخن المخصص لهيئة البيئة 80071999، أو من خلال التواصل مع جمعية البيئة العُمانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
وعلى مدى السنوات الستة عشر الماضية، عَمِلت جمعية البيئة العُمانية جاهدةً لضمان حماية وصون البيئة العُمانية ومفردات حياتها الفطرية، سواء من خلال مجموعة متنوعة من مشاريع الدراسات والأبحاث والصون، أو من خلال إطلاق المبادرات الإبداعية لنشر الوعي وتثقيف أبناء المجتمع وإشراكهم، وتعزيز السلوكيات البيئية المستدامة. تعتمد جمعية البيئة العُمانية، مثلها مثل بقية مؤسسات المجتمع المدني، على التبرعات والهبات والمساعدات من أجل مواصلة نشاطها، وفي ظل جائحة كورونا الصحية بات هذا الأمر يُشكلُ تحدياً كبيراً لنا مما حد من قدرة الجمعية على تأمين التمويل ولهذا تفتح جمعية البيئة العُمانية أبوابها للانتساب إليها، أو دعمها بمختلف الطرق لضمان مواصلة رسالتها في الحفاظ على الطبيعة العُمانية وصون مواردها للأجيال القادمة.
وللمزيد من المعلومات حول فعاليات جمعية البيئة العُمانية، أو لاستكشاف السبل الأخرى التي يمكن دعم الجمعية من خلالها، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني www.eso.org.om .