مسقط - الشبيبة
أسهمت جائحة كورونا في تجنب إقامة حفل الفرح في القاعات وما يتبعه من أمور تجهيزها، والمصاريف الأخرى المرتبطة بقضاء بالسفر وقضاء ما عرف تسميته بـ " شهر العسر" الأمر الذي حدا إلى عزوف بعض الشباب عن الزواج، لكن جائحة كورونا دفعت بالكثير من المقبلين على الزواج على إقامة احتفال بسيط يجمع أسرتا العروسين بأقل قدر من التكاليف.
وحول هذا الجانب كانت لنا وقفه مع عدد من الشباب الذين عبروا عن رأيهم حول "الزواج خلال جائحة كورونا"، والبداية مع مبارك بن حسن البلوشي الذي أوضح بأنه كان يستعد لإقامة حفل زواجه في إحدى قاعات الأفراح وحجز تذاكر السفر لقضاء شهر العسل خارج السلطنة، ولكن مع هذه الجائحة وجد نفسه مضطراً لإقامة حفل زواج بسيط في منزل والده يكفل نشر السعادة والفرح بين أفراد العائلتين مع الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية كالتعقيم ولبس الكمامات وتطبيق التباعد الجسدي ، وموجهاً نصيحته للمقبلين على الزواج بأن يتخذوا القرار الصحيح في إتمام الزواج في الفترة الحالية بهذه الطريقة لتوفير الكثير من الجهد والمال.
تعلمنا وعلمنا
أما سعيد بن ناصر العويسي يؤكد على يسر الدين الإسلامي في مختلف الظروف والأحوال؛ إذ بحمد الله وتوفيقه شهدت فترة جائحة كورونا إقامة مناسبات الفرح وعقد القران بنحو مبسط ويخلو من كافة مظاهر التكلف والتعقيد، وذلك على النقيض ما شهدته هذه المناسبات سابقاً، ومعرباً عن سعادته البالغة في هذا الجانب.
حياة مستقبلية
وينظر عبدالله بن إبراهيم البلوشي للزواج خلال الفترة الحالية تخفيف في التكاليف ويخفف على كاهل الزوج الشي الكثير، حيث أن تكاليف الزواج في الماضي كانت تصل إلى عشرات الآلاف من الريالات، أما اليوم مع وجود كورونا فالوضع اختلف إذ يتم الزواج في حفل صغير وبسيط وبالتالي يحتفظ الزوجان بهذا المال لحياتهما المستقبلية، وعرج بأنه يجب علينا أن نستفيد من هذه الجائحة دروساً عديدة كالتعلم من الأخطاء السابقة من حيث التكاليف الباهظة التي كنا ندفعها من أجل الزواج، إذ أن الزواج حالياً من شأنه توفير الكثير من المال على الشباب لعدم وجود تكاليف باهظة لذلك.
عين العقل
ويصف خالد بن محمود البلوشي الزواج العائلي المختصر والبسيط في ظل وجود هذه الجائحة بأنه عين العقل وفي مصلحة الشاب والفتاة، إذ تعلمنا من كورونا ما هو الأساسي في حياتنا وما هو غير ذلك، وكم سيوفر الشاب من المال والراحة النفسية وتخفيف الأعباء التنظيمية، حيث ابتعد الشباب خلال هذه الفترة عن الدعوة المباشرة لزملائه من مختلف ولايات السلطنة لحضور عقد القِران الذي يكلفه أموالاً كثيرة، وقد يضطر البعض إلى الاقتراض البنكي كي يظهر بشكل يليق بمكانته الاجتماعية وكل ذلك من أجل ساعات بسيطة جداً والتي قد تسبب تعاسة مستقبلية للشباب.
عامل نفسي
وأشارت بثينة بنت طالب الزدجالية من جمعية المرأة العمانية بالعامرات بأن سيناريو الزواج البسيط خلال جائحة كورونا حالياً لن يستمر مستقبلاً بدليل بدء فتح قاعات الأفراح وذلك بعد قرار اللجنة العليا المكلفة بالتعامل مع الآثار الناتجة عن فيروس كورونا (كوفيد19)، حيث هب المجتمع في حجز القاعات واستغلال السماح بإقامة المناسبات إلا فئة قليلة جداً، وكل ذلك ليس بسبب قلة وعي المجتمع بالوضع الحاصل حالياً ، وإنما هو عامل نفسي للأسرة لاستعادة الفرحة واستغلال الانفتاح لفرحتهم، مؤكدةً بأن الحياة ستعود إلى طبيعتها بشكل تدريجي ولكن ينبغي استغلال إقامة الأعراس والأفراح في قادم الوقت بحضور أقل عدد ممكن من المدعوين لتوفير المصاريف المادية على الزوجين وبدء حياة زوجية سعيدة.
فرصة للارتباط
وأضاف محمد بن محمود البلوشي بأن الفرق الوحيد في الزواج خلال كورونا أن التكاليف المالية أصبحت أقل على الشباب في ظل عدم وجود المبالغة بإقامة الاحتفالات، وعدم البذخ في المصاريف غير الضرورية، ودعا الجميع إلى انتهاز الفرصة للزواج والارتباط بشريكة الحياة خلال هذه الفترة، مشيراً إلى أن يكون الزواج بسيطاً خالياً من البذخ الزائد في حفلات الرجال أو النساء.
يتميز بالهدوء
وتقول إسراء بنت محمد العدوية من جمعية المرأة العمانية ببهلاء بأن الزواج في فترة كورونا أصبح مفضلاً لدى المقبلين على الزواج بسبب البساطة والهدوء وقلة التكاليف، داعيةً الله بأن يستمر الزواج على هذه الشاكلة مستقبلاً إذ أنه يتميز بالهدوء والجمال بعيداً عن البذخ، حيث تعلمنا من هذه الجائحة التنازل عما هو ليس ضروري عند إقامة الزواج، وبأن نكون قنوعين بما أعطانا الله تعالى ويمكن تحقيق عرس مثالي وسعيد بإمكانيات وتكاليف منخفضة، مشيرةً بأن الزواج في زمن كوفيد19 بات مفضلاً لدى الشباب بسبب قلة المصاريف والتكاليف ما يجعله يشعر بالسعادة والراحة النفسية، وعلى النقيض تماماً تختلف الأمور عند الفتاة بحكم فطرتها فهي تحب أن تكون مميزة وتعتبر هذه الليلة هي ليلة العمر ومن حقها أن تتمتع بما يناسبها، مؤكدةً أن بإمكان الفتاة خلق ليلة العمر بشكل مميز جداً وبتكاليف بسيطة.
مظاهر خادعة
ومن جانبها بينت ايمان بنت سليّم الكلبانية بأن الزواج في فترة كورونا بات محبباً لدى الكثير من الأزواج؛ لأنه يساهم في التقليل من حفلات الزواج الباهظة التي دفعت الكثير من الشباب يعزف عن الارتباط بشريكة حياته، ولكن جائحة كورونا دفعت الكثير منهم إلى الزواج بإقامة حفل بسيط ويعقبه حياة هانئة ومستقرة ومستقبل سعيد للزوجين بدون قروض بنكية، مؤيدةً بأن تستمر هذه الأعراس على هذا الشكل لبساطتها دون الحاجة إلى البذخ في دفع تكاليف تقصم ظهر العريس لمظاهر خادعة.