يجري حالياً منع مينو خالقي، عضوة البرلمان الإيراني المنتخبة حديثاً، من دخول البرلمان القادم بزعم قيامها بمصافحة رجل "غريب" خلال رحلة خارجية.
خالقي، التي تعد سياسية إصلاحية وناشطة بيئية، كانت أنكرت قيامها بالمصافحة التي تعتبر أمراً مخالفاً وفق القانون الإيراني الإسلامي.
انتُخبت لتكون عضوة بالبرلمان في فبراير/شباط 2016 كنائبة عن دائرة أصفهان التي تعد أهم الوجهات السياحية في البلاد، وفق ما ذكرات الغارديان البريطانية.
حصلت خالقي على موافقة مجلس صيانة الدستور في إيران للترشح لهذا المنصب، قبل أن يقوم الكيان المثير للجدل، والمكون من رجال دين وفقهاء، بتغيير رأيه والتراجع عن موافقته على ترشيحها رغم انتهاء الانتخابات التي تأكدت نتائجها في أصفهان دون حدوث تشكيك في عملية الفرز.
المعارضون للقرار، ومن بينهم النائب علي مطهري، حذروا من أن استبعاد أحد المرشحين بعد قبوله وانتخابه لأنها ستكون سابقة خطيرة للغاية، كما أن ذلك يلقي الضوء على دور مجلس صيانة الدستور، وهو مجلس غير منتخب بالأصل، عمل على منع أعداد كبيرة من المرشحين من الإصلاحيين والمعارضة على حد سواء من الترشح في السنوات الأخيرة.
ولم يقدم مجلس صيانة الدستور توضيحاً حول قراره، إلا أن تقارير محلية أشارت إلى أن منافسي خالقي في أصفهان قد يكونون قد قدموا صوراً تظهر النائبة وهي تقوم بمصافحة رجل خلال رحلتها إلى الصين وعدم تغطية رأسها بالحجاب الذي يعتبر إلزامياً في إيران، في حين مازال هناك الكثير من الجدل حول صحة الصور من الأساس.
تهديد بعزل وزير الداخلية
الجمعة الماضية كتب مطهري رسالة إلى آية الله جناتي، رئيس مجلس صيانة الدستور، طالب فيها بعزل وزير الداخلية من منصبه إذا استمر منع خالقي من دخول البرلمان، وقال إن هذا شأن يخص البرلمان وليس مجلس صيانة الدستور، خاصة أنه قد تم انتخابها وأصبحت عضوة بالبرلمان بالفعل.
وقال مطهري في رسالته: "يجب أن يقوم المجلس بعزل وزير الداخلية لعدم دفاعه عن حقوق الأمة وتنفيذه قراراً غير قانوني يهدد الجمهورية الإسلامية". ونقلت وكالة أنباء إسنا شبه الرسمية الإيرانية عن مطهري حديثه للحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران التي قال فيها: "إن كانت قد صافحت رجلًا في الخارج فهذا أمر من الصعب إثباته، كما أنه من غير الممنوع أن تقوم بمصافحة رجل غريب إن كانت ترتدي قفازاً".
لقراءة النص في هانفغتون بوست عربي الضغط هنا
يُذكر أن مصافحة الأشخاص الغرباء من جنس مختلف أمر مخالف وفق القانوني الإيراني، كما تمت معاقبة عدد من الرموز السياسية والفنية الإيرانية السابقة، بمن فيهم أصغر فرهادي – المخرج الحائز على جائزة الأوسكار - لوقوعهم في هذا الخطأ.
14 امرأة في البرلمان
وتعد خالقي واحدة من بين 14 امرأة تم انتخابهن كعضوات في البرلمان من أصل 290 عضواً في فبراير/شباط الماضي، ومازالت التوقعات تنتظر حصول السيدات على عدد أكبر من المقاعد، خاصة أن جولة الإعادة الحاسمة على 69 مقعداً لم تجرَ بعد.
وكانت الانتخابات الحالية بمثابة ضربة للمتشددين في إيران، خاصة مع اكتساح الإصلاحيين والمعتدلين (وهو الاتجاه الذي يتبعه رئيس الدولة حسن روحاني) لمقاعد طهران، وأدائهم الجيد في باقي المحافظات.
وحتى الآن، مازال هناك الكثير من الأقوال المتضاربة حول مقعد خالقي، حيث صرّح وزير الداخلية الإيراني بأن صاحب ثاني أكبر عدد من الأصوات سيحل محلها، في حين أعلن مسؤولون رسميون آخرون أن مصير ذلك المقعد سيتحدد في جولة الإعادة.
- هذه المادة مترجمة بتصرف عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية يرجى الضغط هنا.