اليوبيل الذهبي للسلطنة ... وسنوات الشموخ

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٣٠/نوفمبر/٢٠٢٠ ٠٨:٣٥ ص
اليوبيل الذهبي للسلطنة ... وسنوات الشموخ

مسقط - الشبيبة

بقلم : محمد محمود عثمان

تحتفل سلطنة عُمان باليوبيل الذهبي للنهضة العمانية بعد مرور 50 عاما تحققت خلالها الكثير من الإنجازات، وبعد أن قاد سفينة التطوير المغفور له السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- في سنوات عجاف كان يمكن أن تعصف بالمسيرة في مهدها ، ولكن الحكمة والنظرة الثاقبة وبعد النظر جنب السلطنة هذا المصير، وصنعت سنوات من الشموخ، تسلم الراية بعدها جلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله- ليقود دفة السفينة معلنا جلالته في 2020 م ، عن بدء مسيرة المستقبل انطلاقا من الإرث الخالد للمغفور له السلطان قابوس وترسما لخطاه ومهتديا بنهجه، لبناء المستقبل الزاهر للعمانيين بعد أن تعهد جلالته في أول خطاب له بعد تنصيبه سلطانا للبلاد أنه سيتأسّى بالخطى النيّرة للسلطان الراحل الذي خطاها بثبات وعزم إلى المستقبل والحفاظ على ما أنجزه والبناء عليه وكلنا ثقة في قدرة وحنكة جلالته لقيادة سفينة المستقبل بحكمة وبصيرة ، في السنوات المقبلة، لاستمرار الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تميزت به سلطنة عمان في الخمسة عقود الفائتة.

ولا شك أنه خلال المرحلة الفائتة قد تحققت آمال كثيرة وتجسدت فيه منجزات عديدة ، واكبت التطورات السريعة المتلاحقة التي يشهدها العالم في شتى المجالات ، نقلت المجتمع العماني إلى القرن الحادي والعشرين.

وتمتد سنوات الشموخ للنهضة التنموية في سلطنة عمان طوال 50 عاما ، منذ فجر يوم الثالث والعشرين من شهر يوليو عام 1970 الذي بزغ فيه فجر جديد لعُمان لتشمل جميع الجوانب التنموية والحضارية ولتحقق أكبر طفرة تنموية في المنطقة في كافة المجالات ،نقلتها الى دولة عصرية حديثة، تبدأ من حيث انتهى العالم ،أخرجتها من عصور الماضي بعيدا عن مظاهر التخلف الذي ضربت جذوره في أوصال المجتمع لسنوات طوال،كما اكدت السلطنة على امتداد العقود الفائتة على ثوابت واضحة وشفافة صنعت السياسة الخارجية القائمة على التعايش السلمي وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير واحترام سيادة الدول ،الأمر الذي تتبوأت معه عًمان مكانة تليق بها على الساحة الدولية حتى صارت مرجعا لتحقيق التوافق والتعايش السلمي،حيث ارتكزت السياسة الخارجية العمانية على عدة عناصر اساسية اعتمدت على تدعيم أواصر الصداقة مع كافة الدول والسعي الى إقامة علاقات مبنية على أساس ميثاق الأمم المتحدة، والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل المنازعات بالطرق السلمية.

لقد ساعد على ذلك على إيجاد المناخ الاستثماري والاستقرارالاقتصادي الذي واكب تلك الفترة ، وما صاحب ذلك من علاقات متوازنة مع كل الأطراف الدولية والإقليمية، حتى في أحلك الظروف التي عانت منها منطقة الخليج حينما كانت تعيش حالة الاستقطاب والمد والجزر والتواجد الأجنبي، ما أدى إلى تجنب السلطنةالمخاطر الخارجية ومنحها غطاء سياسيا مكنها من الحصول على مراكز متقدمة ، من حيث تأهيلها لجذب الاستثمارات،وفقا للمعايير التي وضعتها المؤسسات العالمية المتخصصة لتقييم مناخ الاستثمار،الأمر الذي يؤكدعلى نجاح الجهود التي تبذلها الحكومة لتوفير المناخ الملائم للاستثمار، تنويع مصادر الدخل،و تكوين اقتصاد وطني قوي يعتمد على قاعدة إنتاجية متنوعة تعتمد بشكل أساسي على مصادر وموارد متجددة، وقد عاصرت ميدانيا هذه التحولات منذ منتصف التسعينات وحتى الآن، لتمتد سنوات الشموخ لتصنع مستقبلا زاهرا ومجتمعا قويا على خريطة العالم، الذي لا قدم فيه إلا للأقوياء من أصحاب المبادئ والقيم القائمة على معايير العدل والسلام والمساواة والتسامح واحترام حقوق الإنسان، وهو ماتركز عليه السلطنة خلال سنوات الشموخ المقبلة.