مستقبل " هولاند " السياسي على المحك

الحدث الأحد ١٧/أبريل/٢٠١٦ ٠٥:٠٥ ص
مستقبل " هولاند " السياسي على المحك

باريس – ش – وكالات

كشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه امس السبت انالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سيهزم من الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية اذا اجريت اليوم بينما يمكن ان يسمح ترشح وزير الاقتصاد الحالي ايمانويل ماكرون لليسار بالانتقال الى الدورة الثانية.
واجرى الاستطلاع معهد اودوكسا مع مركز دينتسو كونسالتينغ لمحطة "بي اف ام تي في" وصحيفة لوباريزيان/اوجوردوي.
وافادت هذه التوقعات ان هولاند سيحصل اذا اجريت انتخابات رئاسية اليوم الاحد ، على 15 بالمئة من الاصوات تليه زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف مارين لوبن (31 بالمئة) ونيكولا ساركوزي (20 بالمئة) اذا فاز في الانتخابات التمهيدية لليمين.
وسيأتي بعد هولاند فرنسوا بايرو (13 بالمئة) وجان لوك ميلانشون (11 بالمئة) ونيكولا دوبون اينيان (5 بالمئة). وسيحصل كل من فيلي بوتو وسيسيل دوفلو على 2 بالمئة من الاصوات وناتالي ارتو على واحد بالمئة.
وفي حال ترشح رئيس بلدية بوردو آلان جوبيه للانتخابات فسيحصل على 31 بالمئة ويتقدم على مارين لوين (32 بالمئة). اما هولاند فسيحصد في هذه الحالة اصوات 14 بالمئة من الناخبين.
واذا ترشح جوبيه وماكرون، فستأتي لوبن في الطليعة (31 بالمئة) متقدمة على جوبيه (29 بالمئة) وماكرون (18 بالمئة).
وفي الدورة الثانية سيفوز ساركوزي (55 بالمئة) على لوبن (45 بالمئة). لكن الفارق بينهما تقلص (59 بالمئة لساركوزي و41 بالمئة للوبن في ايار/مايو الماضي).
وسيفوز ايمانوي ماكرون (61 بالمئة) على لوبن (39 بالمئة).
اما جوبيه فسيحصل على 66 بالمئة (مقابل 70 بالمئة في يناير و67 بالمئة في ايار/مايو).
في المقابل اذا انتقل هولاند الى الدورة الثانية فستفوز لوبن (47 بالمئة لهولاند مقابل 53 بالمئة للوبن). وكانت نوايا التصويت تشير في كانون الثاني/يناير الى فوزه ب54 بالمئة من الاصوات على لوبن (46 بالمئة).
واجري الاستطلاع في 14 و15 ابريل وشمل 949 شخصا يمثلون الفرنسيين الذين تجاوزت اعمارهم 18 عاما. وحدد هامش الخطأ ب3,3 نقاط.

عام فاصل
قبل عام من الانتخابات الرئاسية في فرنسا، حاول الرئيس فرنسوا هولاند الذي يواجه معارضة على كل الجبهات الدفاع عن ادائه واعادة التواصل مع رأي عام حذر وذلك في مواجهة تلفزيونية مع عدد من المواطنين الفرنسيين.
وتقول مصادر قريبة من هولاند ان اهداف هذا اللقاء كانت "رسم الآفاق والحوار والتوضيح". وكتبت صحيفة "لوموند" ان هولاند "امام الكاميرا، كان مضطر للمواجهة".
وفرنسوا هولاند الذي لم يوضح بعد نواياه حول ترشحه لولاية رئاسية جديدة في 2017، رد على اسئلة صحافيين وتحاور مع فرنسيين يمثلون لاعادة انتخابه يمثلون قضايا راهنة (رئيس شركة وطالب من اليسار ووالدة جهادي ذهب الى سوريا وناخب لليمين المتطرف).
ولا يتوقع اي اعلان مهم اذ ان هولاند بنفسه وضع خارطة الطريق. وقال "نحتاج لان نكون واضحين والا نفاقم الالتباس"
وكان هذا اللقاء شاقا بينما تواجه اصلاحات الرئيس اخفاقات تعزز غياب الوضوح والتردد لدى السلطة التنفيذية.
وبعد اربعة اشهر من المناقشات التي مزقت معسكره، اضطر هولاند في نهاية مارس للتراجع عن مشروع اصلاح دستوري اطلق في اوج اعتداءات تشرين الثاني/نوفمبر في باريس وكان يهدف خصوصا الى سحب الجنسية الفرنسية من الارهابيين.
وفرغ الاصلاح الكبير الاخير في ولايته الذي يتعلق بحق العمل من اجراءاته الاساسية في مواجهة غضب الشارع، بدون ان يتمكن من تهدئته.
وما يثير قلقا اكبر لدى السلطات هو ان الشباب شكلوا حركة احتجاجية اطلقوا عليها اسم "وقوفا في الليل" في ساحة الجمهورية التي ترتدي طابعا رمزيا كبيرا في باريس، امتدت الى مدن اخرى.
وفي مؤشر الى رغبة في تغيير سياسي، اطلق وزير الاقتصاد ايمانويل ماكرون الاسبوع الماضي حركته "لا يمين ولا يسار".

مثار قلق
لم يكن الرئيس الفرنسي يتمتع بالشعبية منذ انتخابه في 2012 باستثناء فترات قصيرة تلت اعتداءات 2015، لكن استطلاعات الرأي الاخيرة تعكس بلا مواربة معارضة الفرنسيين.
وكشف استطلاع للرأي نشر في وقت سابق ان ثلاثة ارباع الفرنسيين لا يريدون ان يترشح هولاند في 2017 ولا يرغبون في الاستماع اليه مساء الخميس في التلفزيون اذ انهم لا ينتظرون منه شيئا.
اما حصيلة ادائه فيعتبرها 87 بالمئة من الفرنسيين سلبية. وحتى في اليسار، ينتقد 69 بالمئة من الفرنسيين عمله.
وقال احد المقربين من هولاند ان "استطلاعات الرأي كارثية. الفرنسيون لا يريدون الحاق الهزيمة بنا بل يريدون طردنا".
من جهته، قال جيروم فوركيه من معهد استطلاعات الرأي ايفوب ان "الاضطراب والشك والقلق استولت على المعسكر الاشتراكي. عليه اعادة صلته بالفرنسيين وهذا يعني اولا اعادة الصلة مع ناخبيه".
وفي محاولة لتحسين الوضع، اعلنت الحكومة عدة اجراءات استثنائية منذ بداية العام من تحريك اجور الموظفين الى تقديم مساعدات الى الشباب والمزارعين وقطاع الوظائف.
وتبلغ كلفة كل هذا ثلاثة مليارات يورو على الاقل هذه السنة، ويجب على الحكومة ان توضح من اين ستأتي بهذه الاموال.
وفي مواجهة هذه الصورة القاتمة، ينوي الرئيس التحدث عن "اولى النتائج الاقتصادية والاجتماعية التي بدأت تنجم عن سياسته"، كما قالت مصادر في محيطه. وقد انخفض العجز العام الى 3,5 بالمئة العام الماضي مقابل 3,8 بالمئة متوقعة بينما سجل النمو تحسنا طفيفا وبلغ 1,2 بالمئة.
وقالت مصادر في الاليزيه ان "الطريقة الوحيدة لاقناع الرأي العام هي وجود نتائج في مكافحة البطالة وزيادة القدرة الشرائية وامن مواطنينا".
و اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي انحدرت شعبيته الى ادنى مستوياتها بحسب استطلاعات الرأي، في حوار تلفزيوني مؤخرا انه سيقرر "في نهاية العام" ما اذا كان سيترشح لولاية ثانية في الانتخابات المقررة في 2017.
وفي حوار مباشر عبر هواء قناة فرانس-2 التلفزيونية العامة سئل الرئيس الاشتراكي عن الموعد الذي سيتخذ فيه قرارا بشأن الولاية الثانية فأجاب "في نهاية العام. لقد انتهجت سياسة تثمر نتائج وستثمر المزيد منها".