ملتقى.. وأدبي!!

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٦/يونيو/٢٠١٦ ٢٠:٤٥ م
ملتقى.. وأدبي!!

محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby

إنه ملتقى، ويوصف بأنه الأدبي، مع صفة فنية ملازمة، وموجّه لشباب السلطنة..
حدث سنوي، ورثته وزارة التراث والثقافة مما كان يسمى بالهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية (رحمها الله)، يجمع عشرات الشباب العمانيين من المبدعين في المجالات الكتابية والفنية على مدار خمسة أيام في محافظة ما، مع وجود أسماء متحققة إبداعيا تلتقي هؤلاء الشباب فيستمعون لبعضهم البعض، ويتحاورون ليكون الجيل التالي متأسساً على تجارب أجيال سبقته.
حتى الآن لا يبدو أن النسخة المقررة للعام الجاري إلا في حكم الملغاة..
والسبب الأزمة المالية، خنق رئة أخرى في الثقافة العمانية، بعد خطوات أخرى، أشير إلى أحدها هنا أيضا، سحب الدعم المقدم لدور النشر المحلية للمشاركة في المعارض الخارجية، وهو دعم في حدود ألف ريال (التذكرة ورسوم الجناح وشحن الكتب) ويتاح معرضان لكل دار نشر في العام.
هذه المرة جاءت أزمة أسعار النفط لتخفف على الوزارة هذا العبء الموروث من الهيئة الملغاة، ويذهب الملتقى إلى زاوية النسيان، ما لم تكن هناك بادرة أمل لم نشم رائحتها بعد، نراهن عليها لبقاء هذه الفعالية المهمة، والمتواصلة منذ أكثر من 22 عاما.
هل كلفة ملتقى، كهذا، ثقيلة حدّ أن التخفف منها أفضل مقارنة بما تنجزه على الصعيد الفكري لعشرات من الشباب المجربين لفنون الكتابة ولأولئك الذين يشاركون في الورش الفنية فيقدمون نتاجهم ضمن خطوات أولى تحتاج إلى روح المبادرة والوقوف أمام المتلقّي لرصد ردّة الفعل لديه مباشرة، بما ينمّي جوانب نفسية أخرى في ذات الشاب المبدع.
حينما خطونا مع الملتقى الأدبي في دورته الأولى في تسعينيات القرن الماضي كانت التجربة التي لا يزال صداها في أقلامنا حتى اليوم، كان يتشكل وعي لدينا بأهمية الكتابة والاستماع لصوت الآخر والالتقاء به، وكانت الرحلة إلى الملتقى الأول في صلالة برّا.. فرسّخت فينا هذا الملتقى باستمراريته، لنعود إليه في لجان تحكيم بعد سنوات عدة من التجارب على درب الكتابة، ولم ينزع محبته من قلوبنا الإقصاء، الذي شعرنا به (متعمدا).
ومن على بعد تابعت مرور الدورات الأخيرة منه، وكان يبدو أنه يقاوم فعل الإلغاء، حدّ أنه لم يفتتح في مناسبة تليق به كما جرت العادة، قلت ربما إنها ثقافة جديدة لا تعمد إلى الرسمية، إنما تترك الإبداع طليقا بعيدا عنها، وأضيفت مجالات أخرى شعرت أنها مقحمة في ملتقى يفترض الإلقاء أمام الحضور، وإن بقي المشاركون وحدهم يتبادلون فعل الاستماع، إنما كانت الأمسيات عامرة بالشعر والحوار وتبادل الأفكار.
هل سيغيب الملتقى هذا العام، متخليا عن استمراريته التي عددناها نجاحا له، رغم الرغبات والظروف؟! أم أن الوزارة تأخرت في الإعلان عنه فقط؟
لعل هناك من ينقذ ملتقى أدبياً فنياً رسالته صقل مواهب شبابنا، وتقديمها عبر منبر له تقاليده الممتدة أكثر من عقدين من الزمان.