مسقط - الشبيبة
بقلم : عيسى المسعودي
من المواضيع المهمة والتي تأخذ اولوية في حياتنا هو الغذاء فالحياة لايمكن ان تستمر بدون توفر الغذاء بمختلف انواعة ومستوياته وتشير التقارير الاقليمية والعالمية ان موضوع الغذاء يتصدر مناقشات دول العالم وبشكل دائم وذلك لاهميته في استمرار الحياة وتقدمها وما تخصيص يوم 16 اكتوبر من كل عام يوم للغذاء العالمي الا دليل على اهتمام العالم بهذا الموضوع بهدف التعريف بالجهود وبالمستجدات وايضا معرفة التحديات وكيفية تعزيز سبل التعاون في هذا المجال ودعوة كل الدول الي اعداد برامج طموحة ومستقبلية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء لافراد المجتمع .
شاركت السلطنة دول العالم الاحتفال بيوم الغذاء العالمي وتم نشر بعض التقارير والمعلومات حول دور السلطنة وجهودها في هذا المجال ولكن اعتقد اننا بحاجة كبيرة لمضاعفة هذه الجهود خلال الفترة المقبلة وخاصة فيما يتعلق بالاستثمار في مشاريع الامن الغذائي فهي من الامور المهمة التي يجب على الحكومة و المستثمرين ومؤسسات القطاع الخاص الاهتمام بها والنظر في امكانية الاستثمار في هذا القطاع الهام والحيوي ، فرغم جهود الحكومة ودورها طوال السنوات الماضية في انشاء مشاريع تهتم بالامن الغذاني سواء بشكل مباشر او غير مباشر الا ان الفرص الاستثمارية في هذا القطاع لاتزال كبيرة و فرص واعدة خاصة واننا ندرك احتياجانا الكبير في السلطنة لتوفير الغذاء ولضمان امننا الغذائي فهو اولوية من اولويات المرحلة المقبلة.
العديد من الفرص الاستثمارية والتجارية يمكن استغلالها في موضوع تعزيز الاكتفاء والامن الغذائي للسلطنة وبلاشك ان الجهاز العماني للاستثمار عليه دور كبير في هذا المجال من خلال وضع الخطط للاستثمار في هذا القطاع وحث مؤسسات وشركات القطاع الخاص وايضا الشركات الحكومية في انشاء الشركات وتنفيذ المشاريع التي تساهم في تعزيز مجالات الغذاء فهذا القطاع واعد ويحقق ارباح كبيرة ومضمونة وذلك لاحتياج السوق المحلى والاقليمي من المنتجات الغذائية ولاشك ان الحكومة متمثلة بوزارة الزراعة والثروة السمكية ووزارة التجارة والصناعة وغيرها من الجهات قامت بعدد من الخطوات الايجابية في هذا الجانب ولعل انشاء الشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة احدى هذه المبادرات والخطوات الايجابية التي نأمل ان تحقق اهدافها في المستقبل وتقديم الدعم لهذه الشركة في تنفيذ مشاريع استراتيجية تعزز من احتياجاتنا الغذائية و كذلك تحقيق ارباح ونتائج استثمارية جيدة ، وعلى جهاز الاستثمار اطلاق مبادرات في هذا الجانب لاستثمار الفرص المتاحة فلا يمكن ان يستمر اعتمادنا على الاستيراد من الخارج ولقد اثبتت السنوات الماضية اننا نواجه تحديات في توفر الغذاء وخاصة في اوقات الازمات لذلك فمن الضروري الاهتمام بهذا الجانب ،فالغذاء من المجالات والصناعات الناجحة التي تحقق ارباحاً كبيراً خاصة واننا في السلطنة لدينا المقومات والمواد الخام لقيام صناعات غذائية فمثلا فالقطاع الزراعي لدينا الاراضي الشاسعة الصالحة للزراعة ولدينا الامكانيات المادية حتى ولو بالتمويل اضافة الي الكثافة السكانية التي تحتاج لكافة المنتجات الزراعية ، كذلك بالنسبة للقطاع السمكي يمكن الاستثمار في هذا المجال حيث حبا الله السلطنة بشواطئ من ذهب و ثروة سمكية كبيرة يمكن التخطيط والتنفيذ في انشاء العديد من الصناعات التي تدخل في صناعة هذا القطاع والاستفادة من هذه الثروة وايجاد منتجات سمكية للاستهلاك الداخلي او للتصدير والاستفادة من الاسواق الخليجية ومن الفرص الموجودة في كل هذه المجالات.من الملاحظ ان الاستثمار في القطاع الغذائي حتى الان لايلبي الطموحات خاصة فيما يتعلق بالصناعات الغذائية فالمصانع الموجودة في هذا القطاع لاتزال محدودة والفرص موجودة وواعدة في هذا القطاع الحيوي لذلك على الحكومة متمثلة في المؤسسات المعنية وايضا الجهاز العماني للاستثمار ومؤسسات القطاع الخاص النظر في هذا المجال والاستثمار فيه مع الاهتمام بتقديم المزيد من الدعم والتسهيلات والتشجيع لقيام صناعات غذائية متطورة فكما نعلم ان انشاء مشروع واحد في القطاع الغذائي قد يساهم في ظهور مشاريع جديدة وفرص استثمارية وتجارية مرتبطة بالمشروع الرئيسي واذا نجحنا في التخطيط بهذا الاسلوب فذلك يعني نجاحنا في توفير فرص عمل وفتح آفاق جديدة في القطاع بشكل عام لذلك علينا ان نفكر دائما من خارج الصندوق وان تكون لدينا مبادرات تساهم في تشجيع الاستثمار وتحديداً تشجيع انشاء مشاريع صناعية تحقق لنا التقدم والنمو في القطاع الغذائي وفي نفس الوقت التخطيط لضمان الامن الغذائي للسلطنة وهو هدف استراتيجي يجب العمل على تحقيقة والتخطيط له بشكل مستمر.