هيروشيما تحلم بعالمٍ بلا نووي

الحدث الخميس ١٤/أبريل/٢٠١٦ ٢٢:٥٠ م

هيروشيما – ش – وكالات

يقول ناجون وسكان إن ما تريده مدينة هيروشيما اليابانية خلال زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لها إحراز تقدم في تخليص العالم من الأسلحة النووية لا اعتذار.

جدول الرئيس
وكانت الولايات المتحدة أسقطت قنبلة نووية على هيروشيما منذ 71 عاما.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارة للمدينة يوم الاثنين إن أوباما يريد السفر إلى هناك غير أنه لا يعلم ما إذا كان جدول الرئيس سيسمح له بذلك عندما يزور اليابان للمشاركة في قمة مجموعة السبع خلال شهر مايو.
ولم يزر أي رئيس أمريكي من قبل هيروشيما. وتقديم اعتذار رئاسي سيكون مثيرا للجدل في الولايات المتحدة حيث يعتبر أغلب الأمريكيين إن إسقاط القنبلة الذرية على هيروشيما في السادس من أغسطس عام 1945 وعلى مدينة ناجازاكي بعد ذلك بثلاثة أيام كان له ما يبرره من أجل إنهاء الحرب وإنقاذ أرواح الأمريكيين.
ولا يرى أغلب اليابانيين مبررا لإسقاط القنبلتين. قال تاكيشي ماسودا المعلم السابق البالغ من العمر 91 عاما لرويترز "إذا كان الرئيس سيأتي لرؤية ما حدث بالفعل هنا وإذا كان ذلك يمثل خطوة تجاه القضاء على الأسلحة النووية في المستقبل فلا أعتقد أننا يجب أن نطالب باعتذار.
"كان الأمر صعبا للغاية لمن فقدوا أفرادا من العائلة. ولكن إذا طالبنا باعتذار فسيجعل ذلك من المستحيل عليه أن يحضر." وتوفيت والدة ماسودا بعد بضعة أسابيع من تعرضها للهجوم بالقنبلة النووية.
وفي المدارس التي كان يعمل بها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية كان بعض التلاميذ تيتموا في حين أصيب آخرون بجروح بالغة.
وأسقطت طائرة حربية أمريكية القنبلة النووية على هيروشيما وقتل الآلاف على الفور في حين لقي نحو 140 ألفا حتفهم بنهاية عام 1945. وأُسقطت قنبلة نووية أخرى على ناجازاكي في التاسع من أغسطس آب من نفس هذا العام واستسلمت اليابان بعد ذلك بستة أيام.

الشمس تسقط
أما ميكي تسوكيشيتا (75 عاما) يتذكر أنه في هذا اليوم شاهد شيئا ساطعا يسقط من السماء على هيروشيما في الصباح.
جرى تسوكيشيتا عائدا لمنزله وهو يصرخ "الشمس تسقط". وكان هذا هو ما أنقذه من التعرض المباشر للانفجار والحرارة والإشعاع.
وكان تسوكيشيتا بين من نشروا إعلانا في صحيفة واشنطن بوست عام 1983 يحثون فيها الرئيس الأمريكي آنذاك رونالد ريجان على زيارة هيروشيما.
ويريد تسوكيشيتا أن يستغل أوباما -الحاصل على جائزة نوبل للسلام جزئيا بسبب مساعيه لنزع السلاح النووي- نفوذه لإقناع زعماء الدول الأخرى التي تتمتع بقدرة نووية بزيارة هيروشيما أيضا حتى يتسنى لهم فهم وحشية الأسلحة النووية.
وقال "ما يهم حقا هو عدم تكرار المأساة. أريده (أوباما) أن يقول للدول النووية الأخرى "ذهبت إلى هيروشيما ويمكنكم أنتم أيضا الذهاب إليها".
وكان هيروشي هارادا الرئيس السابق لمتحف هيروشيما الذي يخلد ذكرى ضحايا الهجوم النووي الأمريكي على المدينة والذي زاره كيري هذا الأسبوع في السادسة من عمره عندما أُسقطت القنبلة.
وقال هارادا "في هذا الوقت رأيت أناسا متفحمين وجلودهم تذوب أو بأطراف ممزقة. من غير المرجح أن يبدي الناجون مشاعر الابتهاج والترحاب."
وأضاف "لكن الرئيس الأمريكي سيتخذ قرارا سياسيا حساسا للغاية بالحضور إلى هيروشيما. أود أن أقبل زيارته بآمال أن تؤدي إلى الخطوة التالية (القضاء على الأسلحة النووية)".
في غضون ذلك؛ قالت مؤسسة "بلاوشيرز فند" الأمنية العالمية إن هناك أكثر من 15 ألف سلاح نووي حول العالم جاهزة للإطلاق؛ تمتلك الولايات المتحدة وروسيا 93 % منها. ورصدت المؤسسة مخزونات الرؤوس النووية المقدرة حول العالم في 2016، وفقا لتوزيعها في الدول النووية.