مسقط - خالد عرابي
صدر مؤخرا كتاب "رواد الصحافة العمانية" لأستاذ الصحافة بجامعة السلطان قابوس الدكتور عبد الله بن خميس الكندي، وشميسة بنت عبدالله النعمانية، وهو كتاب صدرعن دار رياض الريس للكتب والنشر، ويأتي كإصدار مهم لمسيرة الصحافة العمانية، وكجهد توثيقي مميز للصحافة العمانية منذ البداية ونشأتها الأولى وحتى اليوم، كما يرصد السيرة الذاتية لهؤلاء المؤسسين في المجال الصحفي في داخل السلطنة وخارجها. كما يمثل الكتاب كما يصفه مؤلفاه بأنه رسالة شكر وعرفان لما قدمته هذه الشخصيات العمانية الرائدة في المجال الصحفي تبث اليوم للأجيال الحالية والمستقبلية.
وعن فكرة هذا الكتاب وكيف جاءت يقول أستاذ الصحافة بجامعة السلطان قابوس الدكتور عبد الله بن خميس الكندي في حوار لإذاعة "الشبيبة إف إم " مع الإعلامية أمل الجهوري: هذه الفكرة أصبح له سنوات من البحث والاشتغال وجمع المعلومات وكان منطلقها الأساسي أن نوثق ونكتب تاريخ الصحافة العمانية والذي لا يبعد عن التفكير فيمن لهم الفضل في هذا المجال وبالتالي فهي كتابة مشتركة عن الصحافة والصحف العمانية، وكتابة أيضا عن الشخصيات التي كانت وراء هذه الأعمال الصحفية و الدوريات، وتقريبا ما بين التفكير في العمل وتجميع الأفكار الخاصة بالكتاب وجمع الوثائق ومقابلة الناس أخذت وقت ربما أكثر من ثلاث سنوات، وربما أكثر وذلك بسبب الانشغالات الخاصة أحيانا وبسبب البحث عن بعض المعلومات وبالتالي فإصدار هذا الكتاب أخذ منا وقت كافي وطويل، ولذا فنحن اليوم نشعر بأننا حققنا خطوة جيدة كباحثين وكل أملنا الآن أن يلقى الكتاب القبول والاستقبال الجيد من القراء والباحثين سواء في داخل وخارج السلطنة.
وقال الدكتور عبد الله الكندي في حواره لإذاعة "الشبيبة" : أتمنى أن ينال هذا الإصدار القبول والانتشار المناسب ويقدم أيضا جوانب من سير بعض الشخصيات العمانية الرائدة في العمل الصحفي احتفاءا بهذه الشحصيات وعرفانا بجميلها وبفضلها وبريادتها للعمل الصحفي في ظروف استثنائية.
تحديات البدايات الأولى
أما عن التحديات التي واجهت هؤلاء في البدايات الأولى للصحافة فقال الجملة المشهورة والتي قد لا يدرك أهميتها البعض أو يرفض البعض الاقتناع بها وهي: "إن الصحافة مهنة البحث عن المتاعب" فالناس قد يفكرون أن "المتاعب" هنا مقصود بها متاعب الحصول على المعلومات والحساسيات المرتبطة بالعمل الصحفي والمضايقات التي قد يتعرض لها الصحفي ولكن نكمل أن هناك متاعب في صلب العمل الصحفي، وهي أن العمل الصحفي تقليديا لا يرتبط بوقت، وعنده متطلباته الزائدة أحيانا ويحتاج إلى تضحيتات.. وبالحديث عن الكتاب فنحن نتحدث عن شخصيات كانت تعمل في أوقات وظروف استثنائية، فلنا أن نتخيل أن بعض منهم كانوا يسافرون من أجل طباعة صحفهم لأنه في بداية المرحلة لم يكن هناك مطابع في عمان وكانت هذه الصحف يذهب بها سفرا لأسبوع أو أسبوعين وتطبع هناك ثم يعاد بها أو يعاد شحنها إلى عمان، وهذا كله بجانب أن العاملين بالمؤسسة كانوا قلة قليلة.. فمن ينظر للمؤسسات الصحفية الآن يجد أن بها أعداد من الموظفين والعاملين من المسؤولين عن التحرير والإعلانات التوزيع والطباعة وغيره، بينما في وقت هؤلاء الرواد الأوائل الذين تحدثنا عنهم في هذا الكتاب هو كان كل شيء في الصحيفة، فهو كان الناشر والكاتب ورئيس التحرير وأحيانا المصور وهو الموزع وهؤلاء الناس استثنائيين في كل شيء لأنهم كانوا يعملون في ظرف استثنائي وكانت بالفعل الصحافة في بداياتها وفي المرحلة الأولى في السبعينات والثمانينات هي بحق مهنة البحث عن المتاعب، بل هي مهمنة المتاعب نفسها وأنا لا أقول هذا الكلام تحيزا للعمل الصحفي الذي أتشرف بالانتماء له تدريسا له والبحث فيه، ولكن في الحقيقة حينما تبحث في حياة هؤلاء تقدر مستوى الجهد الذي كانوا يبذلونه لتأسيس صحيفة أو مجلة والحفاظ عليها، ولكي تستمر جذوة المعرفة والتنوير والتعليم ونشر الوعي مشتعلة وهذا ما كان يقوم به رواد الصحافة.
رواد وقدوات
وقال الدكتور الكندي ما ننشده أيضا من هذا الكتاب هو الاعتراف بفضل هؤلاء والاحتفاء بسيرهم وحياتهم وبما أنجزوه وأن نقدمهم كنماذج وقدوات لمن يشتعل بالعمل الإعلامي اليوم ولمن يريد الاشتغال به مستقبلا. وأن هذا العمل به من السمو والشرف والأهمية للمجتمع الشيء الكثير، ولكي تخلد أسمك بين الرواد عليك أن تقدم الجهد والكثير، فهؤلاء كانوا أباءنا وأجدادنا وروادنا ونتمنى أن يكون لنا رواد وقدوات على مر العصور.. ولذا فهي أيضا رسالة للجيلين الحالي والقادم أنه في وقت من الأوقات عمان كانت دائما ولادة في هذا المجال ولديها روادها وشخصياتها وقدواتها وأساتذتها في الصحافة والعمل الصحفي ونتمنى أن تقرأ هذه السير وأن تقلد وأن يستفاد من سيرها وتاريخها لأعمال صحفية أكثر قوة فائدة للمجتمع وأكثر علاقة بالناس في المستقبل إن شاء الله.
وأكد الدكتور الكندي أن الكتاب ضم سيرة 16 شخصية صحفية رائدة من سير الصحفيين العمانيين الذين كان لديهم مشاريع صحفية على شكل صحيفة أو مجلة أو ممن تقلدوا رئاسة تحرير صحف ومجلات عمانية وكانت رئاسة تحريرهم فاصلة ومهمة، بمعنى أنهم أثروا في المرحلة التي قادوا فيها هذه الصحف.
وعن سبل تقديم هذا الإصدار للمجتمع العربي أيضا قال الدكتور الكندي: نحن الآن في بداية توزيع هذا الكتاب وبالطبع فإن ذلك في داخل عمان، ولكن هناك إتفاق مع الموزع الحصري للكتاب أن يذهب الكتاب لخارج عمان في الدول العربية وأيضا اليوم هناك استفادة من التوزيع الإلكتروني من خلال شبكات دور النشر مما يسهل العمل، علاوة على دورنا كباحثين ومؤلفين لهذا الكتاب أن نقوم ببذل جهودنا في أخذ هذا الكتاب لكل مكان على شكل ندوات ومحاضرات أو إهداءات من نسخ للكتب لكل مكتبة عربية نستطيع أن نصل إليها لأنه يهمنا التعريف بتاريخنا الصحفي والتعريف بتاريخ روادنا وشخصياتنا العمانية الرائدة في هذا المجال المهم "الصحافة".