كتب : نصر البوسعيدي
رغم أنها تنصرت من أجل الحب الذي حاربت لأجله في ألمانيا إلا أن رجاءها لأخيها برغش حتى يسامحها لم تتوقف..
«أخي أريدك أن تفهم أن البريطانيين يرغبون في تحطيم اسمك وسلطانك وهم ينتظرون الوقت المناسب لابتلاع زنجبار كما ابتلعوا مؤخرا مصر .. إن حاكم ألمانيا وكل عائلته يعطفون علي وقد ذهبت لزيارتهم عدة مرات، فإذا تريدني أن أعمل لك شيئا مع الإمبراطور فإني أقدر أن أذهب إليه شخصيا وأكلمه عنك»!
لم تكن السيدة سالمة بن سعيد بن سلطان البوسعيدية ستتخيل بأن مذكراتها وهي تخط معاناتها بعد هروبها من زنجبار وقصر والدها عام 1866م من أجل زواجها في ألمانيا أن تصبح من أهم المراجع لكل الباحثين عن تفاصيل وخبايا القصر السلطاني بين السلطان وحريمه وبناته وابنائه وما يدور بينهم، بل أن وصفها لأبيها كان هو الأقرب لمخيلتنا لصفاته والتي جعلت منه أعظم السلاطين العمانيين على مر التاريخ الحديث والذي استمر حكمه 50 سنة منذ عام 1806 حتى عام 1856م.
لقد عانت السيدة سالمة كثيرا بعدما غيرت اسمها لإيميلي روث ومعتقد دينها وهربت إلى ألمانيا من أجل أن تتم زواجها من رجل يدعى رويته والذي أنجب منها 3 أطفال ولد وابنتان وتركهم بعد ثلاث سنوات من هذا الزواج نتيجة وفاته بحادثة سقوطه من العربة، لتصبح الأميرة العمانية في ألمانيا مشردة بالعوز وصعوبة الحياة مع ثلاثة أطفال تقاسي الأمرين فقد زوجها وبراءة عائلتها منها والذي ترتب عليه حرمانها من الميراث ومنعها من العودة لزنجبار حتى وفاتها.
كل هذه التفاصيل دونتها في مذكراتها باسم مذكرات أميرة عربية الحاوية على تفاصيل مهمة لحياة الأسرة الحاكمة في القصر مع وصفها الدقيق لصفات والدها السلطان وتعامله مع أفراد عائلته في قصره، فلولاها لما علمنا عن تلك الخبايا التي كادت ستموت وتندثر لولا قلم سالمة ومذكراتها، هذه التفاصيل والتي أستغرب جدا كيف لا يتم استثمارها لصناعة فيلم سينمائي عالمي يحكي تفاصيل حياتها في القصر السلطاني وقصة حبها للألماني وهروبها وما عانته فيما بعد.
إقرأ أيضاً : جاسوسة حاكم عُمان.. من امرأة فقيرة معدمة لأهم جاسوسة ومخبرة
وعموما سأحاول هنا أن أختصر لكم بعض ما كتبته عن حياتهم داخل القصر السلطاني لنعيش معهم سويا بخيالنا ونعود بالزمن ونقتحم أسوار القصر مع وضعكم في عين الاعتبار أن النقاط التي سأضعها في المذكرات تشير لمعنى أنني تجاوزت النص الذي يليه لأختصر.
بدأت السيدة سالمة بوصف أشهر قصر للسيد سعيد بن سلطان محل اقامتها وهو قصر المتوني فقالت : « يبعد هذا القصر زهاء الخمسة أميال عن مدينة زنجبار ويقع على مكان ساحر على شاطئ البحر ... وقد أخذ هذا القصر اسمه من نهر المتوني ... وكان القصر مكونا من العديد من الأجنحة والبنايات التي أضيفت بعضها إلى البعض الآخر في أزمنة مختلفة ... ولا أحد يعرف بالضبط عدد السكان في بيت المتوني، ولكن إذا كان لي أن أجازف بتقدير هذا العدد فما أظنني مبالغة إذا ما قدرت عددهم بألف نسمة على الأقل... وكانت أطباق طعامنا الشائعة تتنوع بين العربية والتركية والفارسية والروسية... وقد كان الزي العربي هو الزي الوحيد الذي يجب الظهور فيه ببيت المتوني، والقاعدة أن اللغة العربية هي لغة التخاطب الوحيدة وتطبق بشدة عند حضور السلطان، ولكن ما أن يدير السلطان ظهره عن البيت حتى يتحول إلى برج بابل من اللغات الفارسية والتركية والحبشية والنوبية والشركسية والسواحلية ناهيك باللهجات المختلفة».
ثم أشارت لتربيتهم على الفروسية وركوب الخيل واهتمام والدها السيد سعيد بتدريب أبنائه وبناته على ذلك منذ الصغر فقالت»
« كان لنا نحن الأطفال الذين جاوزنا الخامسة من أعمارنا درسان في ركوب الخيل كل يوم، أولهما في الصباح الباكر والثاني في المساء ... وكان إذا برز أحدنا في هذه الرياضة منحه أبونا مطيا خاصا به، وكان للبنين منا حق اختيار إحدى الخيول العربية العتاق التي تزخر بها اصطبلات السلطان، وكانت البنت تمنح بغلا أبيض مزركشا بالزينة الغالية ومثقلا سرجه بالحلي النفيس».
بعدها بدأت تصف لوالدها السلطان سماته وهيبته وصرامته من أجل إحقاق الحق والعدل والمساواة ولو على أبناءه
« كان من عادة أبي أن يقضي في البيت الأول ثلاثة أيام من كل أسبوع ويقضي الأربعة الأيام الباقي عندنا في بيت المتوني حيث يحتل فيه الأجنحة الكبرى المطلة على البحر... ولا أتذكر صورته إلا بلحيته البيضاء الوقور، وكان طويل القامة نحيل القوام وقور السمت مهيبا وتقاسيم وجهه تطفح بالرقة والحنان... ورغم أنه كان من رجال الحرب والقتال ويجد متعته بالغزو والفتوحات فقد كان لنا جميعا مثلا أعلى والدا وأميرا، وكانت العدالة مبتغاه، والمساواة في المعاملة ديدنه، وقد فرضها في بيته وبين رعيته، وكان لا يتأخر عن إيقاع العقاب بأعز أبنائه إذا ما لبث تقصيره حتى لو اشتكاه أصغر الخدم، وكان أمام الخالق مثال الخشوع والورع ... وبسيطا متواضعا بعيدا بطبعه عن التعالي والكبر والجفاء، وكم كنا نشهده ممتطئا جواده متجها إلى دار أحد عبيده ليهنئه وأهله بالأفراح أو ليواسيهم في الأحزان وليغدق عليهم مع هذا أو ذاك الهدايا والعطاء الجزيل».
أما عن والدتها والتي كانت من الشركس واسمها ( جيليفدان ) فقالت عنها :
« أما أمي فقد كانت شركسية بالولادة وعاشت طفولتها مع أبويها وأختها واخيها عيشة هادئة...ولكن حبل الأمن ما لبث أن اختل ونشبت الحرب وامتلأ المكان بأفواج المغيرين فالتجأت عائلتها الصغيرة إلى مكان تحت الأرض...لكن الغزاة المغيرين اكتشفوا المخبأ واقتحموه وقتلوا الوالدين وتناهبوا الأطفال الثلاثة... لم تكن أمي كثيرة الكلام عنهم...فقد كانت آنئذ طفلة صغيرة في حدود الثالثة أو الرابعة من العمر... ولا بد أن أمي دخلت بيت أبي وهي في سن صغيرة جدا لا تتجاوز السابعة، فقد خلعت أولى أسنانها اللبنية في بيته...ولم تكن أمي جميلة ولكنها طويلة القامة قوية بنيان الجسم وكانت بيضاء البشرة ذات عينين سوداوين جميلتين وشعر أسود ناعم طويل...وكانت رقيقة الطبع حلوة الخلق ذات نفس سمحة طيبة...ولم يكن يستهويها في الحياة شيئ مثل عمل الخير...ولا زلت أذكر صورتها وهي تنتقل من مريض إلى آخر وفي يدها كتاب الله تقرأ منه عليهم...وتدس لهم ما تيسر من الهدايا والعطاء لتدخل على قلوبهم البهجة والسرور...وكان لأمي مقام ملحوظ عند أبي السلطان، فكان لا يرفض لها طلبا وإن كانت هي من جانبها وبطبيعتها قليلة الطلبات...وكان من مظاهر تقدير السلطان لها نهوضه إليها من مقعده وتقدمه إليها خطوة أو اثنتين وهو امتياز ذو دلالة كبيرة على الحب والتقدير». ثم تطرقت السيدة سالمة لجواري وإماء القصر من أنجب منهن السلطان 75 ابنا وابنه وبعدها تحدثت عن زوجته عزة بنت سيف البوسعيدية ومكانتها وشخصيتها القوية في القصر فقالت :
« وكانت زوجته الوحيدة هي عزة بنت سيف من فرع بيتنا المالك في عُمان وكان لها الحكم المطلق والكلمة العليا في بيته...فقد كانت لها السيطرة المطلقة على زوجها بحيث أنه يتبنى عن طيب خاطر كل آرائها وطلباتها، وكانت معاملتها لزوجاته الأخريات ولأولاده تتسم بالعجرفة والتشامخ ... وكانت عزة تختص وحدها بلقب السيدة...وكانت تحظى بالمقت الشديد لها والخوف منها من جميع من في البيت من كبير أو صغير...وإني لأذكر اليوم مقدار عبوسها وشموخها حين تمر من أمامنا دون أن ينطلق فوها بكمة أو تحية...وكانت رابتي المتعاظمة المتكبرة تعرف كيف تفرض على الجميع مقامها وهيبتها...كما لم تكن تسمح لأحد أن يطيل المكوث عندها...وكان العرف الجاري في بيتنا أن نذهب كل الأخوة والاخوات إليها مبكرين صبيحة كل يوم لنلقي إليها بتحية الصباح ولكننا لكرهنا لها كنا نتعمد - نحن الصغار- التأخير في الذهاب إليها حتى يحين وقت الففطار الذي كان يقدم عادة في جناحها».
ولم تنسى الأميرة أن تتحدث عن مظاهر الجاه لوالدها السلطان وما يملكه من مجوهرات ثمينة فقالت :
« كان أبي يحتفظ في قصريه بزنجبار ومسقط بكنوز رائعة من الذهب واللؤلؤ والجواهر، فإلى جانب العملات الذهبية من جنيهات إنكليزية وفرنسية وإسبانية ونمساوية فقد كانت خزانته تعج بالمجوهرات النسائية النادرة المثال والنفيسة الصنع من أصغار الأشياء إلى التيجان المرصعة بدرر الماس والأحجار الكريمة، وكانت محفوظة للإهداء والعطاء وفي نطاق العائلة، وعدا عن هدايا الضيوف والزوار والأغراض السياسية».
ثم تطرقت صاحبة هذه المذكرات إلى تعامل والدها السلطان مع حريم القصر ومن تنجب له إحداهن مولودا جديدا وعاداته وصرامته اتجاه مظهر ملابس عائلته بالقصر فكتبت:
«إذا ما زادت العائلة فردا جديدا أو زوجة جديدة كانت أم مولودا جديدا، انفتحت أبواب خزائن كنوزه لتخرج منها الهدايا النفيسة الثمينة...وكان من عادة السلطان إذا ما ولد له طفل جديد أن يزوره وأمه في اليوم السابع حاملا إليها نصيبا مجزيا من الهدايا، ويكون حظ المولود في الغالب أجزل من حظ الوالدة، وكذلك عادته مع زوجاته الجديدات فكن يمنحن نصيبهن من الذهب والجوهر والمال حال وصولهن القصر... ورغم أن والدي كان يتوخى منتهى البساطة في ملبسه ومظهره فقد كان شديد التدقيق والحزم مع أفراد عائلته في هذه الناحية فلم يكن ليسمح لأحد من سكان القصر سواء من الخدم أم الأولاد أم الزوجات أن يظهر في غير كامل زيه وزينته...وكان من تمام الزي الرسمي لنا نحن البنات الصغيرات...أن نرتدي فوق فساتيننا المعتادة قميصا فضفاضا يغطي أجسامنا يصنع من قماش شفاف يطرز أحيانا بخيوط من الذهب والفضة ... وفي صبيحة أحد الأيام غافلت مربيتي وتسللت من غرفتي خلسة دون أن أضع هذا القميص قاصدة مجلس والدي طمعا في كميات الشكولاتة الفرنسية التي اعتاد أن يوزعها على أطفاله كل صباح، ولكني بدل أن أستلم الحلوى فإن والدي أومأ إلى أحد الخدم لإخراجي من الغرفة...ومن يومها تعلمت أن لا أظهر في الحضرة الأبوية إلا بكامل زينتي ولباسي».
لم تنسى السيدة سالمة حينما انتقلت من بيت المتوني لبيت أخيها ماجد وزيارتها لبيت الساحل المعروف بزنجبار أن تصف حريم السلطان أو القصر وجواريه وما يحدث بينهن نتيجة اختلاف البشرة من كراهية وتنافر وصل للأبناء والبنات فكتبت : «في حين أن أمي و صديقتها مدينة الشركسيتين الوحيدتين في بيت المتوني، فإن الغالبية من محظيات السلطان في بيت الساحل من الشركسيات وهن دون شك أنقى بشرة وأكثر جمالا من الحبشيات...هذه الميزة الطبيعية كانت تلعب دورا كبيرا في إثارة الحسد والغيرة والبغضاء، فالشركسيات اللواتي يتمتعن إضافة إلى بياض البشرة بنبل الأصل كن يجدن نفرة وصدودا وبغضا...ومن المؤسف في نفس الوقت أن تتجلى هذه البغضاء والعنصرية بين الأخوة والأخوات من أبناء الطرفين وكانت أخواتنا ممن يجري في عروقهن الدم الحبشي يلقبننا نحن بنات الشركسيات بالقطط لمجرد أن بعضنا زرقاوات العيون وكن يزددن تعيرا عن امتعاضهن منا بتلقيبنا صاحبات السمو تهكما وسخرية، ولم يكن يغفرن لوالدي اختياره ابنتيه المفضلتين لديه خولة وشريفة وهن من فصيلة القطط الممقوتة هذه «. وتطرقت السيدة سالمة لذكر مظاهر الحياة اليومية في القصر السلطاني حيث دونت ناقلة لنا صورة من حياتهم الخاصة:
« في بيتنا الواسع الذي يضم المئات ... لم تكن هناك قواعد معينة وضوابط محددة تضبط منهاج حياتنا...إلا وجوب الحفاظ على أوقات الصلوات الخمس وعلى حضور الوجبتين الرئيستين ... وكنا نعود للنوم بعد صلاة الفجر ونستمر فيه حتى الساعة 8 حيث توقظنا منه أنامل الوصيفات الرقيقة...وما أن ينتهي التدليك حتى يكون الماء جاهزا للإستحمام... وتستغرق عملية الإستحمام والزينة ساعة كاملة..ثم نخرج بعدها للسلام على والدنا ومشاركته تناول طعام الإفطار...وكان الكبار منا ينادونه بلفظة أبي أما الصغار وأمهاتهم فينادونه سيدي...
وفي الشرفة (مساءا) تتحلق العائلة حول السلطان ويقف بعيدا حرس السلطان، وتدار على الجالسين القهوة وعصير الفواكه وتمتزج باحاديثهم نغمات تنبعث من أرغون فخم كبير...أو قطعة موسيقية تنطلق من الصندوق الموسيقي أو قد يستعاض من هذا كله بغناء شجي حنون ترنمه فتاة عربية عمياء اسمها عامرة وهبها الله صوتا جميلا وأداء شجيا».
وأشارت السيدة سالمة في كتاباتها عن زوجة أبيها الأميرة الفارسية ابنة شاه فارس واسمها شيزاده فتحدثت عن مظهرها وطلاقها وحقدها الدفين في قتل أقرباء السلطان في معركة بندر عباس فكتبت التالي وهي تصف ما يسمى بالبيت الثاني : « لم يبق من البيت الثاني إلا أطياف من عظمته السابقة فقد كان طابقه الثاني يوما ما مسكنا لأميرة فارسية اسمها شيزادة، وكانت الزوجة الشرعية الثانية لأبي، وكانت آية في الجمال والفتنة...وعلى جانب كبير أيضا من البذخ والإسراف...وكان الطابق الأول من البيت يسكنه 150 فارسا فارسيا هم حاشيتها...وقيل إنها كانت تركب الخيل وتخرج معهم للصيد في وضح النهار، ولم يكن هذا شيئا مألوفا بالنسبة للعادات العربية...ويقال أيضا أن شيزاده قد عاشت في بيتها عيشة مترفة وكانت ملابسها الفارسية مطرزة فعلا باللؤلؤ الطبيعي من أعلاها إلى أسفلها، وكانت تهب اللؤلؤ المتساقط من ثيابها إلى الخدم الذين يكنسون غرفتها...ولكن هذه الاميرة لم تكتف باستغلال كرم السلطان استغلالا شنيعا...فقد تزوجت أبي لمركزه وثرائه ولكن هوى قلبها كان مع شخص آخر فلما اكتشف السلطان ذلك أوشك في ثورة غضبه أن يقترف جريمة قتلها، ففي ثورة غضبه استل سيفه ليقضي به على شيزاده لو لم يسارع أحد خدمه الأوفياء وهو سعيد النوبي إلى إمساك السيف فأنقذ بذلك حياتها وجنب أبي مغبة إثم شنيع ولم يكن بعد هذا مفر من الطلاق، وبعد هذا الحادث بسنوات اشتبك أبي السلطان في حرب ضروس مع الفرس في بندر عباس بالخليج الفارسي وقيل أن شيزاده شوهدت مع جيش الأعداء لتتعرف على أفراد عائلتنا وتدل جنود العدو عليهم، ويقال أنها كانت نفسها ترميهم بالسهام».
وأعتقد من وجهة نظري بأن الأميرة شيزاده كانت صغيرة في السن ومراهقة في طباعها وكانت تخرج كثيرا مع حاشيتها بملابسها السافرة، فقد رفضت الانصياع للسلطان في حشمتها، فلم يحتمل السلطان كل ذلك مع شكوكه في تصرفاتها وتمردها حتى تم الطلاق بينهما.
هكذا كانت حياة القصر السلطاني بشهادة ابنة السلطان نفسه مع وجود الكثير من التفاصيل التي لم أتطرق لها وتحكي لنا لحظاتها كيف كان سلطان الإمبراطورية العمانية يعيش في بيته بين زوجاته واطفاله وجواريه..
المرجع :
مذكرات أميرة عربية، بقلم السيدة سالمة بنت السيد سعيد بن سلطان، ترجمة: عبدالحميد حسيب القيسي، مراجعة: إسماعيل أحمد الزدجالي، الطبعة العاشرة 2016م، وزارة التراث والثقافة – سلطنة عُمان.