من المرتقب ان اللجنة المصرية المكلفة بالتحقيق في حادث سقوط طائرة الركاب الروسية في سيناء أن تعقد السبت 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، مؤتمراً صحافياً، لإعلان ما توصلت إليه نتائج التحقيق حتى الآن، في الوقت الذي أفادت فيه مصادر مقربة من التحقيق أن تحليل الصندوقين الأسودين يتيح بقوة ترجيح فرضية الاعتداء بقنبلة على الطائرة الروسية قبل سقوطها.
وأعلنت الحكومة المصرية أن المسؤول المصري عن اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادث سقوط طائرة الركاب الروسية في سيناء، والتي راح ضحيتها 224 قتيلاً، سيقعد مؤتمراً صحافيا مساء السبت للحديث عما توصلت إليه نتائج التحقيق حتى الآن.
ولكن المصدر نفسه عاد وأعلن أنه من الممكن أن يتم إرجاء هذا المؤتمر حتى إشعار آخر.
وكان تنظيم الدولة الاسلامية عبر فرعه المصري أعلن مسؤوليته عن اسقاط الطائرة الروسية من دون ان يقدم تفاصيل حول طريقة اسقاطها.
تعزيز أمن الطيران المدني
وفي محاولة لتخفيف حدة الاندفاعة نحو وقف الرحلات الجوية إلى مصر بعد حادثة سيناء، أعلنت الرئاسة المصرية أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية مساء الجمعة على تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في مجال أمن الطيران المدني، وذلك إثر قرار بوتين تعليق رحلات الطيران الروسية إلى مصر.
وقالت الرئاسة في بيان لها إنه "تم الاتفاق بين الرئيسين على تعزيز التعاون بين السلطات المعنية في الدولتين، من خلال التنسيق بين سلطات الأمن والطيران المدني في البلدين، بهدف ضمان أمن وسلامة السائحين الروس، وتعزيز الإجراءات الأمنية للطائرات الروسية".
فرضية الانفجار العرضي
وأعلن مصدر قريب من التحقيق الجمعة لوكالة فرانس برس أن تحليل الصندوقين الأسودين مع ما تم جمعه من معلومات من مكان تحطم الطائرة، وخبرة المحققين، تتيح "بقوة ترجيح" فرضية الاعتداء بقنبلة، كمسبب لسقوط الطائرة الروسية في سيناء.
وأضاف هذا المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه، إن تفكيك شيفرة التسجيلات المتعلقة بمعطيات الرحلة، وتسجيل الأصوات الصادرة من قمرة قيادة الطائرة، تفيد بأن "كل شيء كان طبيعيا"، أكان على مستوى الآلات أو الأحاديث حتى الدقيقة ال24 للرحلة، عندما توقف الصندوقان عن العمل بشكل مفاجئ، ما يدل على "انخفاض مفاجئ جداً للضغط ناتج من انفجار".
وتابع المصدر إن "المحققين استناداً إلى المعلومات المستقاة من الصندوقين الأسودين وأيضا من ملاحظاتهم التي جمعت من مكان سقوط الطائرة إضافة إلى خبرتهم، يرجحون بقوة فرضية الاعتداء".
وقال المصدر نفسه أيضا إن "فرضية الانفجار الناتج من خلل فني أو حريق مستبعدة بشكل كبير، لان التسجيلات (في حالة مماثلة) كانت سترصد شيئا قبل انقطاع الاتصال وكان الطياران سيقولان شيئا".
لكن المصدر تدارك "إن فرضية الانفجار العرضي العنيف تبقى ممكنة أيضا نظريا، إلا أنها وانطلاقا من الوقائع تعتبر ضئيلة الاحتمال بشكل كبير" قبل أن يضيف "إن أي طائرة لا يمكن أن تتوقف بهذا الشكل المفاجئ عن بث معلومات وهي تحلق على ارتفاع كبير، ما لم يكن هناك انفجار".
وقال مصدر مقرب من الملف لوكالة فرانس برس إن تحليل أحد الصندوقين الأسودين، يؤكد الطابع "العنيف والمفاجئ" لما حصل للطائرة، ما أدى إلى سقوطها، مضيفاً أن صوراً تكشف آثار شظايا تتجه من الداخل باتجاه الخارج، تؤكد فرضية حصول انفجار داخل الطائرة.
العودة من شرم الشيخ
وكانت لندن وواشنطن تطرقتا بشكل واضح، إلى احتمال انفجار قنبلة على متن الطائرة المنكوبة.
وفضلت روسيا أولا التعاطي بحذر مع هذه الفرضية، معتبرة أنها تستند إلى "تكهنات"، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عاد وبناء على توصية من أجهزة الاستخبارات، وأمر الجمعة بتعليق جميع رحلات الطيران المدني الروسي باتجاه مصر.
كما كلف الحكومة "تأمين إعادة المواطنين الروس" إلى بلدهم من شرم الشيخ.
وقال "اركادي دفوركوفيتش" نائب رئيس الوزراء الروسي، الذي كُلف بإعادة المواطنين الروس من مصر إلى بلادهم، إن هناك حاليا ما بين 45 و70 ألف روسي في مصر. وحرص على التوضيح أن روسيا لا تجلي رعاياها، إلا أنها تقوم بإعادة من يرغب بمغادرة مصر، موضحاً أن المسافرين الروس "لن يسمح لهم سوى بنقل حقيبة يد معهم".
ونقلت وكالة انترفاكس عن مسؤول روسي قوله، إن طائرة تابعة لشركة "ايروفلوت" توجهت مساء الجمعة فارغة إلى مطار القاهرة، لإعادة مواطنين روس من شرم الشيخ.
كما بدأت عملية إعادة نحو 20 ألف بريطاني موجودين في شرم الشيخ.
وحطت عصر الجمعة في مطار غاتويك المجاور للندن أول طائرتين أرسلتهما لندن لإعادة السياح البريطانيين إلى بلدهم، وكلاهما لشركة "ايزيجت".
وكان في انتظار الركاب العائدين إلى لندن إضافة إلى أقاربهم حشد من الإعلاميين وقد شكك بعض الركاب في فعالية الإجراءات الأمنية في مطار شرم الشيخ حتى بعد تحطم الطائرة. وقالت ناومي سامسون "لقد استغرقنا الأمر ثلاث ساعات ونصف لعبور الإجراءات الأمنية صباح اليوم (الجمعة) ولكني لم أجدها أبدا إجراءات صارمة".
فوضى في شرم الشيخ
وسادت أجواء من الفوضى مطار شرم الشيخ الجمعة، واشتكى السياح البريطانيون من عدم وجود معلومات واضحة بشأن كيفية إعادتهم إلى بريطانيا. ولدى وصول السفير البريطاني إلى مطار شرم الشيخ خاطبه بعض السياح البريطانيين بحدة سائلين إياه "متى سنعود إلى بلادنا؟ لماذا لا يوجد من يشرح لنا ماذا يحصل؟".
كما تجمع مئات السياح الروس في المطار بانتظار الصعود إلى الطائرات التي يفترض أن تقلهم إلى بلدهم.
منع نقل الحقائب في الطائرات
وأعلنت وزارة الأمن الداخلي الأميركي أنها طلبت من "بعض" مطارات الشرق الاوسط تعزيز إجراءات الأمن المتعلقة برحلات متوجهة إلى الولايات المتحدة "على سبيل الاحتراز".
وأعلنت شركة "كي ال ام" الهولندية أنها منعت "على سبيل الاحتراز" نقل حقائب السفر على رحلة لها بين القاهرة وامستردام.
وبعد صدور أولى التصريحات حول ترجيح فرضية الاعتداء، علقت شركات طيران أجنبية عدة رحلاتها إلى شرم الشيخ، في حين نصحت كل من فرنسا وبلجيكا مواطنيها عدم التوجه إلى شرم الشيخ.
ولم تصدر بعد أي معلومات رسمية حول نتائج تحليل الصندوقين الأسودين.
ويرجح أن يوجه حادث الطائرة الروسية ضربة قاسية إلى قطاع السياحة المصري، الذي كان يعاني أصلا من سنوات الاضطراب التي أعقبت سقوط الرئيس السابق حسني مبارك عام 2011.