مسقط - خالد عرابي
تنظم جمعية النور للمكفوفين، ممثلة بلجنة المرأة هذه الأيام ورشة حول فنون الطبخ للكفيفات، وذلك عبر تقنية الاتصال المرئي. انطلقت الورشة منذ الأحد الماضي وتستمر حتى غدا الثلاثاء، وتقدمها المدربة السعودية المعتمدة سحر الحمراني عبر تطبيق "زووم". وتأتي الورشة في إطار فعاليات البرنامج الصيفي للجمعية والذي حرصت فيه على أن تكون الأنشطة عن بعد، من قبيل التباعد الاجتماعي، واستجابة للظروف الحالية التي تفرضها جائحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد - 19).
أنطلقت الورشة في يومها الأول بمشاركة حوالي 96 كفيفة من داخل السلطنة وخارجها وخاصة من عدة دول عربية وخليجية وتستمر ثلاثة أيام لمدة نحو ساعتين يوميا. وتطرقت المدربة سحر الحمراني في اليوم الأول من الورشة إلى عدة محاور منها: التعرف على المطبخ واختياره وطرق في تنسيقه، والأدوات التي يجب أن تتوفر في مطبخ كل كفيفة، بالإضافة إلى الرد على جميع استفسارات المشاركات قدر الإمكان. كما ستناقش خلال بقية أيام الورشة عدد من الموضوعات الأخرى منها: كيف تكتسب الكفيفة الثقة أثناء تواجدها بالمطبخ، وكيف تحافظ على أمنها وسلامتها بداخله، وطرق في حفظ الوقت في المطبخ وغيرها من المحاور الأخرى ذات العلاقة بموضوع الورشة.
وقالت ندى بنت سلمان التويجرية، رئيسة لجنة المرأة بالجمعية: سعدنا كثيرا بتفاعل الكفيفات بالورشة ورغبتهن في تعلم مهارة وفنون الطبخ، وبإذن الله سوف سعى جاهدة للتركيز على مثل هذه الورش والتكثيف منها، كما أود توجيه رسالة لأي أم لديها ابنة كفيفة وهي أن تغرس الثقة في نفس أبنتها منذ الصغر وتشركها في إنجاز وتدبير شؤون المنزل، وأيضا رسالتي لكل كفيفة أن تثبت وجودها في أي مكان تكون فيه سواء كان في بيتها، المؤسسة التي تعمل فيها وفي مجتمعها. وأردفت قائلة: لدي أمنية أطمح بتحقيقها وهي تأسيس مركز نموذجي خاص بتأهيل المرأة الكفيفة في مختلف نواحي حياتها.
وأضافت التويجري قائلة: تحرص لجنة المرأة بالجمعية على تمكين المرأة الكفيفة في مختلف المجالات وشؤون مجتمعها وتنمية مهاراتها ومواهبها وتأتي هذه الورشة كواحدة من أنشطة الجمعية حرصا على تعلم المرأة الكفيفة مهارة الطبخ أو تنمية هذه المهارة، وقد لاقت الورشة تفاعلا واسعا من قبل المرأة الكفيفة، والجميل في الأمر أننا وجدنا ردة فعل كبيرة من خارج السلطنة أيضا وتمثل ذلك في وصول العدد المشاركات لقرابة المائة مشاركة وهذا ما لم نكن نتوقعه.
تمكين المرأة الكفيفة
وأشارت التويجري إلى أن الورشة تهدف إلى عدة أهداف ومن أبرزها: تمكين المرأة الكفيفة وتنمية مهارات الطبخ لديها، وتشجيعها وإكسابها الثقة بنفسها وكسر حاجز الخوف لديها من خلال تدريبها على الطرق الصحيحة في الطبخ وبدون أي عوائق، إيصال رسالة للمجتمع بإن الكفيفة قادرة على تدبير شؤون منزلها فقط تحتاج الدعم والتأهيل والتدريب المكثف. كما نهدف من وراءها إلى تعريف المجتمع بقدرات وإمكانات المرأة الكفيفة والمهارات التي تمتلكها وايصال رسالة للجميع بأنها قادرة على إدارة لأمورها وأمور بيتها بنفسها بما فيها الطبخ، خاصة وأن البعض قد يظن على أنها غير قادرة على ذلك . كما أردنا أن نثبت لهم من خلال هذه الورشة هذه القدرات وتوجيه النصح بعدم الحكم على المكفوفين بالشكل وبالتالي تغيير النظرة العامة إليهم وأنهم وبالطبع منهم المرأة الكفيفة قادرة على القيام بكل ما يقوم به الشخص العادي ومثل أي فرد في المجتمع وقادرة على العطاء ، فقط علينا أن نمنحهم الفرص المناسبة وأن نكون بالقرب منهم.
وقد عبر عدد من الكفيفات المشاركات في الورشة عن إعجابهن بالفكرة ومشاركتهن بها، حيث قالت مزنة الناعبية (من عمان): الورشة مفيدة وممتعة وتعرفت من خلالها على الكثير من أدوات المطبخ وكيف تستطيع الكفيفة استخدامها، وأخذت منها طرق جديدة في ترتيب المطبخ، وكذلك تعلمت بعض الطرق الجديدة في الطبخ مثل معرفة حرارة الزيت للقلي عن طريق وضع قطرة ماء.
وأضافت وصال إدريس أحمد، (من دولة الإمارات العربية المتحدة) قائلة: استفدت كثيرا من الورشة ومن اليوم الأول، وقد تعلمت أشياء جديدة سوف أطبقها في حياتي اليومية عند دخولي المطبخ، حيث أني كنت مبصرة وفقدت بصري وكنت أتمنى أن أحضر مثل هذه الورش، ومتشوقة جدا لتعلم المزيد في الأيام القادمة.
و قالت انتصار محمود الجساسية: تعلمنا كيف نتغلب على الخوف من استخدام أدوات المطبخ وكيف نهيئ المطبخ لكي يكون كل شيء موجود ومألوف بالنسبة للمرأة الكفيفة، ومن وجهة نظري هذه واحدة من أهم الأشياء التي يجب أن تملكها الكفيفة.