"اللجنة الوطنية للشباب" تستطلع تحديات أصحاب الأعمال الحرة المتأثرين بجائحة كورونا

بلادنا الاثنين ٠٨/يونيو/٢٠٢٠ ٠٠:٣٦ ص
"اللجنة الوطنية للشباب" تستطلع تحديات أصحاب الأعمال الحرة المتأثرين بجائحة كورونا

مسقط – الشبيبة

كليثم المزاحمية: تم تخفيف الإنفاق وإعادة الروح للمشروع عن طريق التسويق بالمحتوى
عامر العلوي: تخفيض عدد الشحنات المستوردة أسبوعيا، بدلاً من ٣ مرات أصبحت مرة واحدة فقط
عبدالله الكمشكي: انخفض عدد العملاء، ومع ذلك زاد وقت الفراغ لدي، مما أتاح لي التوسع على الصعيد المعرفي والتطبيقي
بسام المسكري: لجأنا الى الصندوق المالي الاحتياطي والذي وضعناه في مشروعنا منذ البداية لتخفيف أي ضرر مادي يقع مستقبلا.
المهلب الطائي: استطعنا أن نمتص تحديات هذه الأزمة عبر تقديمنا لخدمات متميزة ونادرة الوجود في سلطنة عمان
هلال السليماني: أوجدنا خطوط إنتاج جديده لتكون إضافة قيّمة لمنتجاتنا وعملائنا

أصبح فيروس كورونا رسميًا جائحة وخصوصا لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة من العمانيين الشباب، وتواجه جميع الشركات والمشاريع الناشئة تحديات غير مسبوقة حدّت من استكمالهم لإتباع خططهم التجارية المتمثلة في الشحن والتصدير، التواصل مع العملاء والترويج لمنتجاتهم والوصول للأسواق في مختلف محافظات السلطنة.

وبمجرد أن أدرك شبابنا أصحاب الاعمال أن آثار فيروس كورونا قد تستمر لفترة طويلة، بدأوا في التعمق لمواجهة تحديات هذه الجائحة ووضع خطط بديلة وتقليل نسب كبيرة من الإنفاق.

من هنا، كان للجنة الوطنية للشباب هذا الاستطلاع مع مجموعة من الشباب العمانيين من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمشاريع المنزلية، وذلك ضمن اشتغالاتها على القطاع الشبابي ومتابعتها للشباب ونشاطاتهم ومساعيها لتبني المبادرات الشبابية التي تسعى للتأقلم مع الوضع الحالي.

حيث التقت اللجنة بعدد من الشباب العمانيين الذين سعوا بكل ما أتوا الى بناء مشاريعهم الخاصة التي يطمحون بها الى إنعاش السوق المحلي وتحسين الأوضاع المادية، فكيف استطاعوا مواجهة أعمالهم المتأثرة بسبب جائحة كورونا؟

فقالت كليثم المزاحمية، باحثه عن عمل وصاحبة الماركة العمانية مؤسسة "چلثم "التي تختص في الملابس النسائية "إدارةً للأزمة التي ترتب عليها وقف الإنتاجية في نشاط الخياطة في السلطنة وعدم وضوح مستقبل جائحة كورونا، وضعنا خطة زمنية شهرية مكونة من مراحل تحتوي على حلول وبدائل في حالة عدم تحسن الوضع في الشهور القادمة. أولى المراحل كانت مع بداية الأزمة حيث تم تخفيف الإنفاق وإعادة الروح للمشروع عن طريق التسويق بالمحتوى". وأضافت المزاحمية "جائحة كورونا لم تؤثر فقط على المشاريع التجارية بل أثرت على عادات التسوق لدى المستهلك العماني حيث أصبح يميل إلى التجارة الإلكترونية وهو ما يجب التركيز عليه خلال الوضع الراهن وبعد الأزمة". عامر العلوي، طالب جامعي و مؤسس متجر الكتروني (Amer’s Store) على منصة الانستجرام يقول: "أولاً المشكلة الأساسية التي واجهتها هي صعوبة الاستيراد من الخارج، وفي ظل إغلاق الحدود، أصبحت مسألة الشحن بطيئة نوعاً ما، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الشحن". وحول الحلول يقول العلوي: "أما عن الحل المؤقت كان متمثل في تخفيض عدد الشحنات المستوردة أسبوعيا، بدلاً من ٣ مرات أصبحت مرة واحدة فقط؛ الأمر الذي أدى إلى تأخر استلام الطلب. فيأتي الحل مستقبلاً والأفضل هو التصنيع محلياً ومحاولة عدم الاعتماد على الاستيراد قدر الإمكان، وهو ما سنسعى له بإذن الله في المرحلة القادمة".

المصمم الحر، صاحب شركة هيومن للتصميم، وباحث عن عمل في الوقت ذاته، عبدالله الكمشكي يقول: "لا نستطيع الحكم بأنّ كل التأثير منصبّ على الجانب السلبي، فهناك جانب إيجابي كذلك، حيث انخفض عدد العملاء، ومع ذلك زاد وقت الفراغ لدي، مما أتاح لي التوسع على الصعيد المعرفي والتطبيقي حيث أصبح لدي مجال أكبر للإبداع والعمل بضغوط أقل من المعتاد، واستخدمت طرق ترويجية لجذب العملاء، منها كتابة المحتوى الهادف في مجال التصميم، والأسئلة التفاعلية في الستوري الخاص بالانستجرام، كما اكتسبت مهارات أفضل في إدارة حساباتي في الشبكات الاجتماعية، وحصلت على الكثير من الدعم والتوسّع في دائرة المعارف".

من جانبه قال الشريك المؤسس في شركة 101% للتسويق، و صاحب العمل حر- بسام المسكري: "مما لا يخفى على الجميع، أن أزمة كورونا كانت صعبة جدًا وأثرت على جميع المشاريع وعلى أصحاب الأعمال الحرة، وقد وصلت أحيانًا لدرجة أن البعض أغلقوا مشاريعهم نهائيًا، ولكن أيضًا هناك من استطاع الوقوف في هذه الأزمة ومواجهتها من خلال عدة حلول لجؤوا إليها، ومنها الصندوق المالي الاحتياطي والذي وضعه البعض في مشاريعهم منذ البداية لتخفيف أي ضرر مادي يقع في مشاريعهم، وأيضًا لجأ البعض إلى التسويق بشكل أكبر وأضخم من قبل. ونحن كأصحاب شركة تسويقية، قد لا تكون الأزمة أثرت علينا بشكل مباشر، ولكن جعلتنا نقف مع أصحاب المشاريع الذين نعمل معهم تسويقيًا لمساعدتهم على تخطي الأزمة، وحيث أن معظم أعمالنا التسويقية وتركيزنا الأكبر مع قطاع المطاعم والذي هو من أكثر القطاعات المتضررة، هذا ما جعل التحدي أكبر بالنسبة لنا.
وأضاف المسكري: "لجأنا إلى عمل خطط طارئة وتحويل خطة التسويق من مجرد دعاية وإعلان للترويج، إلى تسويق محتوى توعوي مثل إعلانات الالتزام بالبقاء في البيت، وإتباع إجراءات السلامة والوقاية، كما قمنا بعمل محتوى نهدف من خلاله توضيح أن المطاعم تتخذ أقصى إجراءات الأمن والسلامة، والتسويق لفكرة أن المطاعم ما زالت تقدم خدمتها بنفس الجودة والكفاءة إلى البيت، بدون أن يخرج الشخص ويبقى في البيت ويحافظ على سلامته، كما عملنا على بث الطمأنينة لدى الزبائن بإيصال موضوع اهتمام المطاعم والمقاهي بموضوع النظافة والسلامة، كي يشعر الناس بأنهم ما زالوا قادرين على طلب وجباتهم من مطاعمهم المفضلة دون خوف أو قلق".

أما في القطاع اللوجستي، أضاف المهلب الطائي، صاحب عمل حر ومؤسس ومالك شركة الرائد للشاحنات: "أمتلك مشروع خدمي في مجال القطاع اللوجستي يقدم خدمات متنوعة ومختلفة وتشغل حيزا مهمًا في القطاع اللوجستي، خصوصا وأننا في عمان نعتمد على النقل البري لجميع عمليات النقل. ونظرا للوضع الراهن وفي ظل جائحة كورونا ولأننا نقدم هذه الخدمات ونملك تعاقدات مع المؤسسات الحكومية؛ تّم استثناءنا من الاغلاق ولكن فقط للعمل في القطاع التجاري والسيارات التجارية دون الخاصة ومع ذلك ارتفعت كفاءة الانتاج لدينا بنسبة 41% من متوسط المدخول الشهري المعتاد لدينا. وذلك مما يوضح كفاءة ونشاط القطاع اللوجستي وريادته والبدء في تحسينه. خلاصةً، استطعنا أن نمتص تحديات هذه الأزمة عبر تقديمنا لخدمات متميزة ونادرة الوجود في سلطنة عمان، وتشغل حيزا مهما في القطاع اللوجستي".

هلال السليماني موظف حكومي ومؤسس شريك والرئيس التنفيذي لتطبيق "أي شيء" شاركنا رأيه بقوله: "مع بداية الأزمة وتعليمات اللجنة العليا بمزاولة العمل من المنازل وصلت إيراداتنا إلى الصفر، حاولنا أن نبحث عن الفرص في هذه الأزمة وارتكزنا على الشَرَاكات التي من الممكن أن تسهم في عودة التدفق المالي للشركة. خلال أيام أوجدنا خطوط إنتاج جديدة لتكون إضافة قيّمة لمنتجاتنا وعملائنا". وفي جانب المسؤولية المجتمعية أضاف السليماني: "كذلك لم نغفل عن جانب المسؤولية المُجتمعية والاعمال التطوعية فقمنا بتصميم باقات إفطار صائم خلال شهر رمضان المُبارك وطرود تكافُليّة بالتعاون مع الجمعيات الخيرية واللجان والفرق التطوعية المسجلة بوزارة التنمية الاجتماعية كجمعية الرحمة، جمعية دار العطاء، لجنة الزكاة بولاية السيب وفريق بسمة أمل. كما قُمنا بمراجعة نموذج العمل في تطبيقنا ونعمل على إعادة هيكلته بحيث يكون أعَم وأكثر شُموليّة في نسخته القادمة بإذن الله بناءً على دراسات السوق التي نفذناها خلال الأزمة راجعنا نموذج العمل في تطبيقنا ونعمل على إعادة هيكلته بحيث يكون أعَم وأكثر شُموليّة في نسخته القادمة بإذن الله".