لم نتجاوز المحنة بعد

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٧/يونيو/٢٠٢٠ ٢٠:٣٧ م
لم نتجاوز المحنة بعد

بقلم: محمد بن رامس الرواس

إن السلوك الأنساني السليم هو المعيار الأساسي نحو الأنتقال الى مرحلة التشافي باذن الله تعالى ، حيث ان الفرد سيظل المتحكم بالأمر وليس القانون ، فالقانون يهتم بالجريمة والجنحة والمخالفة ، اما الانحراف والاعتداء غير الملموس وعدم امثال توجيهات ولي الأمر فان مرجعها الى الاخلاق والسلوك الأنساني .
حدث بالامس القريب أن اغلقت احد المدن الخليجية كافة منافذها ، وفرضت منع التجوال بعد ان كانت قد رفعته موقتاً تحت ضوابط وأشتراطات صحية ، لكنها عادت الى نقطة البداية بل واسوء ، فالناس خرجو بلا محاذير وكأن الفايروس قد اختفى ، فاصابهم ما اصابهم بسبب عدم انصياعهم للتوجيهات وعدم وعيهم ، وبسبب عدم التزامهم بالسلوك الصحي والوعي السليم .
حين تبدأ الأجراءات المتبعة للعودة للعمل والانشطة التجارية المصرح بها يجب ان يصاحب ذلك سلوك وثقافة مجتمعية ووعي وادراك كبيرين ، لان قرارات المنع والحظر لزاماً ان ينصت لها الجميع ويستشعرون أهميتها لانها رحمة وحماية للناس وخوفاً عليهم ، فالامر يتعلق بصحة الانسان وحياته التى تعتبر اغلى شي .
أن السلوك القويم يتجلى فى افضل معانيه عند الاختلاط المجتمعي فى مرحلة الوضع الوبائي الحاصل ، بحيث يتبع المرء كافة سبل السلامة لحماية نفسه وحماية مجتمعه ، ونامل أن السلوك القويم لا يكون ذو شقين احدهما سلوك فردي خاص بالفرد ، وآخر سلوك خارجي يختص بمعاملته للآخريين فى ظل هذه الجائحة ، وبالتالي فان السلوك الذي نتحدث عنه هو سلوك واحد ، وهو الامثل لتنظيم حياتنا واحلال التعافي بمجتمعاتنا فى ظل هذه الأزمة التى يتطلب الأمر منا معايشتها لفترة زمنية غير محددة.
إن التعامل مع الفايروس (كوفيد-19) ليعد محك حقيقي ليمحص حقيقة السلوك الاجتماعي لدينا من حيث كونه سلوك مظهر او جوهر ، وللامانة اقولها بكل شفافية أن لم نلتزم فى سلوكنا المجتمعي خلال تعاطينا مع الفايروس كورونا فى هذه الفترة بالذات، فان ذلك سوف يكلفنا ثمن باهض من خلال زيادة عدد المصابين لا سمح الله .
إن المجتمعات العمانية الاصيلة جبلت على حسن الاخلاق والسلوك الحسن واتباع الارشادات ، وحين تستشعر الخطر فانها تكون اكثر حرصاً والتزاماً ، حيث انها مجتمعات لم تعتاد على الانحراف ، بل اعتادت على التجاوب مع الضروريات المجتمعية الهامة والاحترازات الصحية وما تقتضية مصلحة مجتمعاتها .
لذا لابد من الحرص على التباعد الاجتماعي عند عودة الاعمال والانشطة التجارية ووضع كافة الاحترازات من كمامات واستخدام المعقمات وعدم الخروج لغير الحاجة الهامة وتجنب الازدحام ، وغيرها من الضوابط التى تعمل على وقايتنا وتكون رحمة بانفسنا ومجتمعنا.
لا للعودة للحجر الكلي لا للعودة للشدة