هل أنت بــــديــــن؟

مزاج السبت ٠٩/أبريل/٢٠١٦ ٢٣:٤٦ م

مسقط - ش

تختلف الإجابة عن هذا السؤال بين الأشخاص، وذلك تبعاً لمعايير البدانة لدى كل منهم، إلا أن قلة قليلة جداً تلك التي تتبع معادلة منظمة الصحة العالمية في تحديد البدانة وهي قياس مؤشر كتلة الجسم عبر تقسيم الوزن بالكيلوجرامات على مربع الطول بالمتر، فإذا كانت النتيجة تعادل «30» صنف الشخص بديناً، بينما إذا جاءت النتيجة 35 وأكثر فيصنف الشخص ضمن فئة البدانة المفرطة التي تحتاج تدخل فوري لإنقاذ الشخص من عواقب الوضع الحرج الذي تسبب فيه لنفسه أولاً وليس للآخرين.

الكارثة التي تلي ذلك هي ما كشفت عنه الدراسة التي نشرتها مجلة «ذي لانست» الطبية الشهيرة، والتي أكدت أن عدد البدناء في العالم يقارب 650 مليوناً بنسبة 13% من السكان، كما أن متابعة نمو هذا العدد خلال الأربعين عاماً الفائتة، يشير إلى اقترابنا من الوصول إلى نسبة 20% من سكان القرى الأرضية في العام 2025، والكارثة الأكبر أن هذه النسب تتضاعف في الدول الغنية على حساب تلك الفقيرة، أي أن النسبة في دول الخليج على سبيل المثال قد تصل إلى 40 أو 50 % قريباً جداً، أي أن نصف السكان سيعانون من بدانة مفرطة خلال أقل من 10 أعوام من اليوم ولعلنا نرى مؤشرات ذلك واضحة في المشاهد العجيبة التي نراها في الأماكن العامة ومراكز التسوق لأشخاص فقدوا السيطرة على أجسامهم فباتوا أقرب إلى البالونات المنتفخة لدرجة تهدد بالانفجار.

البعض من هؤلاء ألحق الوضع الذي يعاني منه باستعدادات وراثية للسمنة ليس له يد بها، في محاولة منه للانسحاب من المسؤولية اتجاه جسده هو وليس أحد آخر، لهؤلاء نقول أن الدراسة التي تحدثنا عنها أعلاه وضعت الأسباب الوراثية للسمنة في آخر سلسلة المتهمين بالوقوف وراء البدانة، فيما قدمت الأطعمة غير الصحية والإفراط في تناول الطعام وعدم ممارسة التمارين الرياضية كأسباب رئيسية لتفشي هذه الظاهرة التي تعد سبباً أساسياً لتفشي بعض أنواع السرطانات وأمراض القلب الوعائية، والتي من الممكن أن تتسبب في القضاء على شعوب بأكملها خلال قرن واحد من الزمن فيما لو استمرينا في تجاهلها كما نفعل اليوم، ولذلك على الجميع، أفراداً ومؤسسات أن يعترفوا أننا أمام ظاهرة مقلقة للغاية ولابد من اتخاذ إجراء حيالها اليوم قبل الغد.