تتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي سريعاً، ونتيجة لذلك تظهر تطبيقات جديدة ومثيرة للاهتمام في مجال التكنولوجيا الرقمية. ومع ازدياد قدرة الأجهزة على إنتاج محتوى مرئي عالي الجودة وإدراك المستخدمين كيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي بصورة مبتكرة، انتهز محبو الفن هذه الفرصة لنشر الأعمال الفنية وتشجيع التبادل الثقافي عبر وسائل التكنولوجيا.
فنون عبر الحدود
توفر شركة آرت سيليكت،منذ تأسيسها في عام 2008، منصات إبداعية تدعم الفنانين والحرفيين داخل مملكة البحرين وخارجها.وخلال الدورة الرابعة من معرض فنون البحرين عبر الحدود عام2019، أرست آرت سيليكت شراكة مع منصة "أن فولد آرت إكس تشانج" لتقديم برنامج يجمع بين التكنولوجيا والفن من خلال توفير تجربة متعددة الأبعاد للزوار، وذلك من خلال ركن الواقع الافتراضي الخاص بالمعرض. وقدَّم ركن الواقع الافتراضي، الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة ، ثلاث تجارب مختلفة من الواقع الافتراضي باستخدام خوذات الرأس فايف برو. واستطاعت شركة آرت سيليكت أن يكون لها الريادة في عملية دمج الفن بالتكنولوجيا من خلال الواقع الافتراضي والتكنولوجيا المالية خلال قمة استمرت فاعليتها لمدة ثلاثة أيام وجمعت أكثر من 40 فناناً ومتخصصاً في تقنيات سلسلة الكتل والذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي من 20 دولة.
وتشير كانيكا قائلة:"لطالما كانت البحرين بلداً مُبدعاً يتمتع بمشهد فني مزدهر، علاوة على كونها مركزاً للمواهب المتميزة في مجال التكنولوجيا. وتُعَّد شركة فين تيك باي البحرينية بمثابة مركز رائد في التكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما يشهد القطاع المصرفي في البحرين طفرة هائلة بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي. ومن ثم، أردنا دمج هذه المجالات معاً. تتطور الفنون باستمرار وكذلك الأمر بالنسبة التكنولوجيا، وعلاوة على أن الطريقة التي يُعرَّض بها الفن الآن أصبحت هي نفسها شكلاً من أشكال الفن".
وتتابع كانيكا الحديث بقولها: "لم يتمكن زوار المعرض من السفر عبر الحدود فحسب، بل عبر الزمن أيضاً. إذ أتاحت تقنية الواقع الافتراضي تجربة شاملة مكِّنت الزوار من الاستمتاع بأعمال من الفن الصيني المعاصر والروائع الفنية الهولندية والفلمنكية من القرن السابع عشر وإمكانية زيارة المتاحف في باريس دون مغادرة البحرين، وهذه الأمور ليست سوى بداية عهد الاستعانة بهذه التكنولوجيا في هذا الجانب".
وشهد معرض فن البحرين عبر الحدود مناقشات وحوارات مثمرة بين المشاركين. وتوضح كانيكا قائلةً : "دائماً ما يُظهِر التاريخ لنا أن التكنولوجيا تساعد على تطور الفنون. إن إرساء منصة، تجمع بين حرفيين ورواد الفن وشركات التكنولوجيا ورؤساء ومدراء تنفيذيين لشركات وخبراء دوليين في مجالات سلسلة الكتل والتكنولوجيا المالية علاوة على متخصصين في الذكاء الاصطناعي معاً لمناقشة كل ما يتعلق بالفنون، يعني أننا بصدد حدث هام للغاية".
وترى كانيكا أن الجمع بين هذه التخصصات المختلفة واحتواء المحادثات التي تجرى بين هؤلاء المتخصصين أمر ليس بالهين ورائع للغاية. كما ترى أن التكنولوجيا المالية ستغير بلا شك اقتصاديات الفن في حين ستغير تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي الطريقة التي نرى الفن من خلالها.
وتضيف كانيكا: "إنه لشرف كبير أن أتمكن من توفير هذه المنصة، وأن أكون جزءاً من ذلك الحوار المتنوع والمثير للاهتمام".
تطورت تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتصبح أداة يُستفاد منها في تطبيق الأفكار. وتبنَّت المتاحف - باعتبارها رمز للتفكير والتطبيق - استخدام هذه التقنيات لتقديم تجارب شاملة للمساعدة في سد الفجوة بين الثقافات وتوفير بيئة خصبة للحرفيين والفنانين لإثراء المشهد الفني في المنطقة.
وتختتم كانيكا حديثها قائلةً :"أرى أن الحدود لم يعد لها وجود على الإطلاق، و أنه مع تطور التكنولوجيا سيتطور الفن لأن هذا هو التطور الطبيعي للأمور. وتؤثر التكنولوجيا المالية بشكل كبير بالفعل في عالم الفن، وأعتقد أن هذا الأمر سيستمر. هذه ليست سوى البداية للاستفادة من الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي في عالم الفن، وسيكون من الرائع أن نرى كيفية تأثير التكنولوجيا على ليس فقط على الفن،بل على البشرية أجمع. الشيء الوحيد الذي أعرفه هو أن شركة آرت سيليكت يسعدها الاستمرار في إنشاء منصات جديدة ورائدة مستقبلاً لضمان استمرار مثل هذه الحوارات و المناقشات المثمرة".
محررة موضوعات إجتماعية ومنوعة