يحدث في حارة.. ما!

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٠٧/أبريل/٢٠١٦ ١٢:٢٠ م
يحدث في حارة.. ما!
محمد بن سيف الرحبي
lrahby@gmail.com

سأتحدث، ولو قليلا، ومن باب المعايشة اليومية، عن أحد أحياء «الأنصب»، الذي كان يسمى سابقا (الثالثة) ثم قيل إنه يمكن تسميته بمرتفعات الأنصب، عدا ما وضعته بلدية مسقط من تسميات «رقمية» كما حدث في الخوير، حيث 17/‏ 1، ثم الخوير 33، وأخرى 25، وغيرها من فعائل «العنونة».

قبل عامين، تقريبا، أضيف مدخل آخر إلى هذه المرتفعات، ومن يجهل المنطقة «الأنصب بأرقامها والتي تشبه جدول درجات الخدمة المدنية» فإنه سيدخل المكان من المدخل الجديد، باحثا عن «محطة وقود» لا يجدها، والمسجد الفلاني الذي لا أثر له، ومرجعية ذلك إلى أنه دلف إلى منطقة مختلفة، وإن أراد الخروج منها سيتعذر عليه إلا بعد أن يسأل عدة مرات: كيف نخرج من هذه المتاهة، حيث يتردد بين «دوار» وآخر، ولأنه لا تسميات لتلك الدوارات، وقد تحدثت شخصيا لعضو مجلس الشورى، الذي قال إنها تخص عضو المجلس البلدي، ووصولا إلى الاتصال بمدير عام في بلدية مسقط، ليس لطلب خدمة شخصية، بل لوضع لوحة صغيرة توضّح للتائه إن سأله مستضيفه أين أنت سيجيبه على الأقل بموقع واضح، يمكن من خلالها إرشاده هاتفياً إلى مراده.. فيمكث حائراً بين دوّار ودوّار، حتى يصاب بالدوار!

هذه «علّة» تتبع جهة أصابنا اليأس منها، كما هو الحال مع التعويل على عضوي الشورى والبلدي.. والحكومي!!
ومن الغرائب الأخرى أن كل حالة ممطرة تتبعها علّة تصيب مصابيح الإنارة على الشوارع، وتبقى معطلة أسبوعا بعد آخر، ربما لأن شـــركة الكهرباء الموكل إليها أمر الصيانة تنتظر الحالة الجوية التالية حتى لا تأتي «مرتين» أو أكثر، وأنصحها بالتنسيق مع «الأرصاد الجوية» لتتصرف مع انتهاء فترة موسم التوقعات «للأخاديد والمنخفضات»!
عمود إنارة تصادف وجوده عند باب مدخل سيارة أحد المنازل، وتمّ نقله بعد أشهر طوال، لكنه لا يعمل، ربما لأنهم «نسوا» نقل الأسلاك «الموصلة» معه، وبقي «عاطلا» عن العمل!
وقد تستغرب أن تجد «سكّة» مسفلتة رباطها بالشارع غير مكتمل لأن في وسط الشارع عمود إنارة، لكن لا تستغرب أن يعاد إصلاح بقعة منخفضة في الشارع يؤثر الماء عليها كل مرة، يعيدون «سفلتة» البقعة، ولا يصلحون السبب الحقيقي «المؤثر».
ولا أعود، كتابة، إلى طريقة «تخطيط» الأراضي فيها، فهذه أقترح تدريسها في كليات الهندسة، أو لدى الكليات التي تدرس أساليب وضع المخططات للاستفـــادة منها، ولا أعيد الحديث عن «ليّ عنق شوارع» من أجل منزل هنا، وآخر هناك، فهــــذه شهـــادة التاريخ على ما يحدثه البعض من «فوضى خلاقة» تجعل الأراضي ألف متر، وأخرى أشبه بحبة «المندازي»!
أما المسافات بين الشوارع والمنازل فهذه أعجوبة أخرى، يستحق المخططون لها جوائز من وزن الأوسكار أو نوبل..
هذا مـــا أشاهده مــن معايشة قريبة، غالبا تتكرر في أمكنـــة كثيرة، ولا عتب على أحد، ما دام أننا جميعا شركاء في بناء هذا الوطن.