الاحتلال يهدم مساكن بـ"أم الخير" الفلسطينية للمرة الثامنة

الحدث الخميس ٠٧/أبريل/٢٠١٦ ١٧:١٠ م
الاحتلال يهدم مساكن بـ"أم الخير" الفلسطينية للمرة الثامنة

القدس المحتلة – نظير طه
أقدمت آليّات الهدم التّابعة لجيش الاحتلال، صباح يوم أمس الأربعاء، على هدم 6 بيوت بخربة أم الخير، جنوبيّ الخليل جنوب الضفة الغربية، دون منح أيّ إخطار سابق حول نيّة الهدم.
وداهمت آليّات العدم والجرّافات العسكريّة المعزّزة بمرافقة شرطيّة أمنيّة مكثّفة خربة أم الخير، وأقدمت على هدم بيوت تعود للمواطنين، عادل الهذّالين، يعيش فيه 6 أنفار؛ بيت خضرة الهذّالين، يعيش فيه 3 أنفار؛ بيت سليمان الهذّالين، يعيش فيه 10 أنفار؛ خيري الهذّالين، يعيش فيه 5 أنفار؛ بيت عيد الهذّالين، يعيش فيه 5 أنفار؛ وبيت معتصم الهذّالين، يعيش فيه 5 أنفار.
ويعتبر هذا الهدم الثّامن على التّوالي لبيوت تقع في الخربة المتواجدة جنوبيّ مدينة الخليل. وشرّد الاحتلال بإقدامه على الهدم الثّامن العشرات من الفلسطينيّين، نساءً، شيوخًا وأطفالًا، وذلك ضمن سياسة إسرائيليّة متّبعة في الضّفّة الغربيّة، وآخذة بالازدياد، ترتكز على تشديد الخناق على المواطنين، وعدم السّماح لهم بالتّطوّر العمرانيّ، بأبسط أشكاله الوجوديّة. يشار إلى أنّ خربة أم الخير، المحاذية لمدينة يطّا، جنوبيّ الخليل، قريبة من مجمّع استيطانيّ إسرائيليّ كبير جنوبيّ الخليل، تعتبر مستوطنة 'كريات أربع' أكبرها.
وفي غضون ذلك؛ أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، يوم أمس الاربعاء، أن تقدماً قد حصل في المحادثات الجارية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل حول تقليص نشاطات جيش الاحتلال وتواجد قواته في المدن الفلسطينية.
وأضافت أنه من المقرر أن يتم اليوم إطلاع الوزراء الأعضاء في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) على مجرى المفاوضات.
وكانت الصحيفة قد كشفت قبل ثلاثة أسابيع النقاب عن إجراء هذه المفاوضات التي تهدف الى زيادة السيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية تدريجيا على المدن الفلسطينية الواقعة في المناطق المصنفة (أ).
وأضافت الصحيفة أن منسق الأعمال في الحكومة الاسرائيلية يؤاف مردخاي وقائد المنطقة الوسطى روني نوما يترأسان الوفد الإسرائيلي للمحادثات فيما يترأسه الوزير حسين الشيخ عن الجانب الفلسطيني.
واقترحت إسرائيل مدينتي رام الله وأريحا نموذجًا أوّليًّا للتطبيق، وفي حال نجاح الانسحاب منهما، سيتمّ توسيع الانسحاب على مدن فلسطينيّة أخرى، وهو ما رفضته السّلطة الفلسطينيّة، مطالبة بانسحاب الجيش الإسرائيليّ من كامل البلدات الفلسطينيّة الواقة في منطقة (أ) الخاضعة، وفق اتّفاقيّات أوسلو، للسيطرة الأمنيّة والمدنيّة الفلسطينيّتين.
وتخوّفت السّلطة الفلسطينيّة، بموافقتها على نموذج 'رام الله وأريحا أوّلًا'، من أن تشرعن التّوغّل الإسرائيليّ في مناطق محظورة وفق القوانين الدّوليّة واتّفاقيّات أوسلو، ما يشكّل خرقًا ومخالفة إسرائيليّين، بشكل أحاديّ الجانب، للمواثيق الدّوليّة.
وقد صادق رئيس الحكومة الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن الإسرائيليّ، موشيه يعالون، على أن يجري ضبّاط من الجيش الإسرائيليّ المفاوضات، كممثّلين رسميّين لإسرائيل، لتأتي جلسة اليوم للمجلس الوزاريّ الأمنيّ المصغّر لتمنح تقييمًا محدثًا بشأن التّقدّم بالمفاوضات.
وفور نشر تقرير حول هذه المفاوضات، علت أصوات من الحكومة ومن الشّارع الإسرائيليّ، تستنكر إقدام إسرائيل على هذه الخطوة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، عارض وزير الثّقافة، نفتالي بينيت، الخطوة بشدّة، أمّا وزير الهجرة والسّكّان، زئيف إلكين، من حزب الليكود، فقد عبّر هو أيضًا عن استيائه من التّفاوض حول الانسحاب، ما اضطرّ رئيس الحكومة، نتنياهو، إجراء اتّصال معه لـ'طمأنته'، إذ 'أوضح أنّ الوزراء الأعضاء في المجلس الوزاريّ الأمنيّ المصغّر لم يطّلعوا بعد على التّفاصيل، إذ أنّ الخطوة لم تصل نضجًا حتّى الآن'.
وخلافًا لرواية نتنياهو حول عدم تقدّم المفاوضات، أشارت مصادر دبلوماسيّة غربيّة مرموقة إلى أنّه عقدت 3 اجتماعات بين الجانبين خلال الأسابيع الـ3 الأخيرة، بحيث يوجد تقدّم ما على المفاوضات، إذ أنّ 'طواقم المتفاوضين توصّلت لحلّ بعض النّقاط المختلف عليها، وأحرزت تقدّمًا، إلّا أنّه تقدّم ليس من شأنه أن يوصلنا لاتّفاق'، وفقًا للمسؤولين.
وشدّد مسؤول فلسطينيّ رفيع المستوى على أنّ الموافقة الفلسطينيّة على الانسحاب الإسرائيليّ من مدن الضّفّة الرّئيسيّة، ستتمّ مقابل مواصلة التزام التّنسيق الأمنيّ مع إسرائيل، لكن "ليس لأيّ التزام سياسيّ، مثل إيقاف الخطوات في هيئات الأمم المتّحدة، أو التّنازل عن المبادرة الفرنسيّة لعقد مؤتمر دولي".