صوت المرأة العربية "الأمل" إلى المريخ

مزاج الاثنين ١٧/فبراير/٢٠٢٠ ١٢:١٦ م
صوت المرأة العربية "الأمل" إلى المريخ

مسقط - الشبيبة

اعداد : فريق مبادرة
«حوار الشرق الأوسط»

تؤمن سمر الشرفا ونهى حفني، بوصفهما من الناشطات المناصرات لقضية المساواة بين الجنسين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بأنه من الضروري العمل على دعم النساء على الصعيد المهني لبناء مجتمع أكثر شمولية وازدهارا. وانطلاقا من هذا الاعتقاد، قامت رائدتا الأعمال بتدشين منصة «هي عربية» في مارس 2019 وهي أول منصة إماراتية من نوعها مخصصة للمتحدثات العربيات.

وتوضح سمر الشرفا قائلة:» نحن نريد تغيير التصورات الخاطئة والأحكام المسبقة، وأن نصبح عوامل تساعد على إطلاق العنان لقوة المرأة العربية وطاقاتها في مجال التحدث أمام الجمهور.» بالإضافة إلى تقليل التحيز بين الجنسين، فإن توفير فرص للنساء للتحدث سوف يساعدهن في الانضمام لصفوف رواد الفكر والخبراء في مجالات عملهن، الأمر الذي سيعمل بدوره على تحسين مهارات القيادة لديهن، ويسهم كذلك في خلق فرص عمل جديده لهن.

على مدى السنوات القليلة الفائتة ، قطعت النساء في منطقة الشرق الأوسط خطوات كبيرة في سبيل سد الفجوة بين الجنسين في التعليم، والتمثيل السياسي، والمشاركة في القوى العاملة. وعلى الرغم من ذلك، فإن العديد منهن لازلن يصارعن من أجل أن يجدن عملا وأن يترقين في السلم الوظيفي في الشركات. ووفقا للمعلومات التي جمعها البنك الدولي، فإن نسبة مشاركة النساء في حجم القوى العاملة تصل إلى 25% فقط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مقارنة بالنسبة العالمية المقدرة بحوالي 50%.
وبغض النظر عن أن التنمية الإقتصادية والإجتماعية للمرأة العربية تتصدر الإصلاحات الحكومية في جداول أعمال منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتساهم فى هذا الزخم بإبراز إنجازات ونجاحات العربيات من أجل تعزيز الريادة والمشاركة فى القوى العاملة، بالإضافة إلى تقديم نماذج إيجابية لإلهام أجيال المستقبل.
وتقول حفني:» نحن نؤمن بقوة رواية القصص وبأننا نطمح إلى تحقيق تأثير عن طريق ترديد أصوات متحدثينا على مسامع الاف الناس حول العالم، من أجل إظهار قوة المرأة العربية والتقليل من الصور النمطية والأحكام الخاطئة عما يمكن إنجازه بواسطة المرأة العربية».
وتقمن بفعل هذا ليس فقط بتزويد النساء بفرص للتحدث، ولكن أيضا من خلال بناء علامتهم التجارية الشخصية والأفكار الخاصة بهم فى القيادة وتوفير فرص التطوير المهني والريادي.
إنهاء القوالب النمطية والتحيز.. إن التحيز منتشر في العديد من المنظمات والبلدان حول العالم وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فهي ليست مستثناة. على الرغم من كون النساء أصبحن بارزات فى مجال الاعمال أكثر من ذي قبل إلا أن العديد منهن ظللن أقل تمثيلا في المناصب الإدارية والمستويات العليا.
29 % من أدوار الإدارة العليا كانت من نصيب النساء عام 2019 على مستوي العالم وهو الرقم القياسي الأكبرالذى تم تسجيله على الإطلاق وذلك و فقا لـ تقرير ممارسة المراة للأعمال التجارية الحالى. وتقول الشرفا:» نساء العرب كالعديد من النساء حول العالم_ بما فيهم نحن _ واجهن واستمرين فى التعرض الى التحيز اللاواعي فى أماكن العمل وفي الحياة العامة.» وأضافت:» المشكلة فى مثل هذه التحيزات أنها تقوم بعرقلة فرص النمو والتطوير وبخاصة فى مكان العمل، ولربما تحد من فرص الإلتحاق بالعمل والترقية والإرتقاء في ألقاب الشركة أو حتي النظر فى إمكانية الوصول إلى منصب إدارى».
وتهدف المؤسستين إلى تحدي هذه القوالب النمطية من خلال المنصة، وإثبات كيف ثابرت المرأة العربية وتغلبت على الحواجز في طريق نهضتها نحو الريادة.
ولاحظت حفني:» أنه يوجد العديد من النماذج القيادية عبر التاريخ فى المنطاق التى تحدت قدرات وقوة المرأة العربية، ومع ذلك فإن قصص النجاح هذه لم يتم تغطيتها بشكل عادل إعلاميا، ولذا فإن هي عربية تتطلع إلى تحطيم هذه التصورات الخاطئة عن طريق إبراز الجهود الإيجابية التي تحدث عبر المنطقة، وتسليط الضوء على المرأة العربية والتى قامت بعمل إنجازات إستثنائية في مختلف القطاعات.
ومن أجل الإستمرار فى النمو فإن هي عربية تعمل على بناء شراكات مع منظمات القطاعات العامة والخاصة، وتأسيس مجموعات إعلامية و ومؤسسات أكاديمية وذلك لتقديم الريادة والتطور المهني للمرأة فى الإمارات، كما وإنها تخطط للإنتشار عبر منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا وإلى أبعد من ذلك في المستقبل القريب.

مهتمة بالتنمية وريادة الأعمال

يُعدّ مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ أحدث مشاريع دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الفضاء؛ والهدف من المشروع إطلاق مسبار فضائيّ إلى كوكب المريخ لجمع معلوماتٍ عن تركيب وديناميات مناخه وغلافه الجوّي. وهذا الإنجاز هو ثمرة ثلاث عشرة سنة من الجهود الحثيثة الرامية إلى تطوير البرنامج الفضائيّ الإماراتيّ، والتي تُوِّجَت بتصنيع أول قمر اصطناعيّ إماراتيّ بالكامل وإطلاقه. واليوم ستصل تلك الجهود إلى كواكب المجموعة الشمسية.

أُطلق على المسبار اسم «الأمل» باعتباره رسالة أملٍ مُرسلة إلى العرب كافة. وقد تولى تصنيعه فريق من المهندسين من مركز محمد بن راشد للفضاء بالتعاون مع شركاء نقل المعرفة بالولايات المتحدة، ولا سيما الشركاء من مختبر الفيزياء الجويّة والفضائيّة بجامعة كولورادو بولدر الأمريكيّة.

وفي حديث مع مدير برنامج الإمارات لاستكشاف المريخ المهندس عمران شرف، صرّح قائلًا: «من مزايا التعاون مع مختبر الفيزياء الجويّة والفضائيّة في جامعة كولورادو أنه مؤسسة تعليميّة تتوافق رؤيتها وقيمها مع أهدافنا؛ وقد تمكّنا من تكوين علاقة قائمة على نقل المعرفة والتعلّم، الأمر الذي أسهم في إنماء معارف ومهارات مهندسي وعلماء المركز في هذه العمليّة المشتركة للتطوير. وقد أثمرت هذه المهمة حتى الآن عن نشر أكثر من 50 ورقة بحثية شارك في تأليفها فريق مركز محمد بن راشد للفضاء، فضلًا عن إسهامها في إنماء قدرات مهندسي وعلماء المركز الذين عملوا على كل جانب من جوانب مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ. هذا وأسفرت البعثة عن تطوير أكثر من 200 تصميم مبتكر».
كان المقصد من مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ أن يكون قوةً دافعةً لتطوير قطاعيّ العلوم والتعليم في الإمارات. ولم يقتصر غرض البعثة على تفعيل النمو في المؤسسات العلمية والتعليمية، بل شمل إحداث تغيير جذريّ في كيفيّة عمل تلك المؤسسات؛ فالهدف هو تحويلها من مؤسسات تعليميّة إلى بيئات حاضنة للمجتمع العلميّ بدعم من الجامعات لتؤدي وظيفتها باعتبارها مراكز بحث وتطوير وابتكار.

وأضاف المهندس عمران شرف قائلًا: «وصل تأثير البرامج التوعويّة تحت مظلة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ إلى ما يزيد على 60,000 من الشباب الإماراتيّ والأكاديميين. كما أسهمت المهمة في وضع خطط تعليميّة جامعيّة جديدة لمرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا، وتأسيس شركات ناشئة في مجال الفضاء، وتطوير شركات إماراتية وطنية لمكوّنات وأنظمة دعم قادرة على العمل بكفاءة في الفضاء».

أمّا أثر هذه الجهود على العلوم في دولة الإمارات أصبح واضحاً؛ ومن الأمثلة على هذا تعيين سارة الأميري، قائدة الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة؛ إذ أُوكلت إليها مهمة تحفيز النمو في مجتمعات ودوائر العلوم والأبحاث الإماراتيّة. ويُعدّ هذا نجاحًا جليًّا لفريق مركز محمد بن راشد للفضاء في تحقيق الأهداف الرئيسية لبعثة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، حتى قبل موعد إطلاق البعثة المقرر في شهر يوليو 2020.

من المخطط أن ينطلق مسبار «الأمل» من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان ، ومن المتوقع وصوله مدار كوكب المريخ في مطلع عام 2021 وسيجتاز رحلة تبلغ 600 مليون كيلومتر هذا وسيدور مسبار «الأمل» في مدار الكوكب الأحمر لمدة سنتين (تعادلان سنة مريخيّة واحدة) لجمع أكثر من تيرابايت من البيانات وبثها إلى الأرض ليقوم بتحليلها علماء في أكثر من من 200 جامعة حول العالم.
واختتم المهندس عمران شرف حديثه قائلًا: «نرى مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ نقطة تحوّل في الجهود الإماراتيّة بقطاع الفضاء وعلوم الكواكب ، كما أنه طفرة استثنائية في إنماء مجال التطوير والبحث العربي وفي إثراء القدرات التقنية والعلمية والابتكارية. ومن الأهميّة بمكان أن تكون هذه الجهود مصدر إلهام لشباب العالم العربي وأملًا لمستقبل أفضل».