فيديو: لورنس العرب أشهر جاسوس في القرن العشرين

مزاج الثلاثاء ٠٥/أبريل/٢٠١٦ ١٤:٣٦ م

لورنس العرب أشهر جاسوس في القرن العشرين

في بلاد العرب قبل ما يقارب القرن وقعت حربًا تسببت في تشكيل منطقة الشرق الأوسط المعاصرة مركز تلك الحرب كان رجلًا بريطانيًا قام بدور فيها حيث أنه انشأ تحالفات مهمة مع العرب و وقف إلى جانبهم في حرب التحرير و لعب دورًا أخر بخيانته هو لورنس العرب ( توماس إدوراد لورنس ) الملقب بالورنس العرب ، هو ضابط بريطاني اشتهر بدوره البارز في مساعدة العرب في حربهم التحريرية خلال الثورة العربية الكبرى عام 1916 عن طريق إنخراطه الشديد في حياة الحكام العرب أنذاك كتب سيرته الذاتية في كتاب يحمل إسم أعمدة الحكمة السبعة قال عنه ونستون تشرشل وزير المستعمرات البريطانية أنذاك ” لن يظهر له مثيل مهما كانت الحاجة ماسه له”

لورنس العرب

بعد الحرب قام بالإختباء و أمضى حياة طيران عاديًا في سلاح الجو الملكي البريطاني ، تم عرض صورًا له مع الجيش العربي في مسارح العالم أجمع فكانت الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى كانت الشعوب مرهقة من التقارير المروعة للحرب في أوروبا و قد أسر الجميع بقصة هذا المحارب لورنس فقد كان أسطورة و رجل معقد ، فكان أحيانًا يتصرف على أنه رجل عادي و أحيانًا أخرى يضخم صورته بشكل كبير مع ذلك كان متمردًا و تلاعب بالنظام فقد فهم النظام و إستطاع الهروب من أمور لا يمكن أبدًا لشخص العادي أن ينجو منها فكان بذلك لاعب مهمًا أثر في التاريخ كله .

لورنس العرب بزي العربي

النشأة و الدراسة :-
إنه لورنس العرب ولد عام 1988 و توفي عام 1935 ، كان ابن غير شرعي بعدها هجر والده زوجته الأولى و تزوج من مربيه البيت دون اعلان في الكنيسة، تلقي توماس تعليمه على يد مربية إنجليزية في فرنسا ذلك إلحقه والده بمدرسة سانت ماري و هو ابن السادسة ، عاد إلى إنجلترا و عمره ثمانية أعوام و عاشوا في مقاطعة أكسفورد فعاش طفولة إتسمت بالرفاهية و النعومة ، فقد اتسمت حياتهم بالتنقل ما بين ويلز و استكولاند و فرنسا و جزر القنل ، من ثم دخل مدرسة أكسفورد الثانوية و منها بجامعة أكسفورد عام 1908 قدم خلالها بحثًا في التاريخ العسكري فظهر فيه نبوغه المبكر خصوصًا بعدما قطع مسافة 2400 ميل على الدراجة الهوائية لفرنسا ليجمع أجزاء هذا البحث حصل على بكالوريس العلوم من جامعة أكسفورد عام 1910 .

لورنس العرب في الحياة العربية

كان يبذل جهدًا بدنيًا كبيرًا و يتحدى نفسه و شغوفًا بالقراءة العسكرية خصوصًا بالحملات الصيلبية و المعارك البطولية و قوانين الفروسية و الأبطال الأسطوريين و شغفه بتاريخ الحملات الصيلبية هو ما قاده إلى الشرق الأوسط ، فقد إختار دراسة تصاميم قلاع الحملات الصيلبية .

رحلاته إلى الشرق :-
بدأ رحلاته إلى الشرق في سن مبكره و تعلم علوم العربية حتى يستطيع أن يتواصل بها فقد اقترح على استاذه الأثري هو غارت أن يسافر لشرق لما يتمتع بيه من حفريات و حضارة كبيرة و سافر بالفعل على متن سفينه منغولية عام 1909 إلى بيروت و بدأ رحلته الاستكشافية فقد اعتمد في جميع تنقلاته على قدميه ، فكان يبلغ العشرين من عمره عند وصوله لشرق الأوسط كان يجوب جميع القلاع و الأثار العربية و إنخرط في الحياة العربية بشكل كبير فكان يجوب جميع ضفاف نهر الفرات .

 لورنس مع الأمير فيصل

دهوم صديق لورنس العرب

عند عودته إلى بلده حظي بسمعه كبيره أنه يعرف هذه المنطقة فكان أفضل المؤرخين و علماء الأثار يحصلون على معلومات منه ، كانت أول وظيفه له هي عالم أثار في الشرق الأوسط في تلك السنوات كان يشاهد المنطقة و هي على وشك خوض الحرب و يعرف أن العالم سوف يتغير إلى الأبد و كان مقره الرئيسي قرقاتش على تقاطع طريق التجارة الرئيسي بين دمشق و شرق بغداد و قام بتوظيف العرب للقيام بعمليات التنقيب و حصل على ثقتهم فكان طول الوقت يحسن من لغته العربية ، في تلك الأثناء إختار عامل عربي يسمى دهوم كانت تجمعهما علاقة صداقة قوية كان دحوم يعلمه العربية و علمه لورنس التصوير فكان المصور الخاص له و قد رمز له ب S,A في كتابه سبعة أعمدة من الحكمة .

عمله في المخابرات:-
خلال الصداقة الشديدة مع دهوم و الإقتراب من العرب استشف الكره الشديد من العمال العرب لأتراك ، فكانت الإمبراطية العثمانية تحكم العالم العربي و لكنها كانت تضعف حتى سميت برجل أوروبا المريض و كانت أوروبا في طريقها لخوض الحرب العالمية الأولى و كان الموقع الأثري الذي يعمل به لورنس على الطريق المقرر لبناء السكة الحديدية لبغداد و كان على وشك الدخول إلى الإستخبارات العسكرية .

هناك رسالة بخط لورنس في متحف بريطانيا تتضمن وصفه لخط السكه الحديد في تلك الأثناء قد تهيأ للعبة الكبيرة تم إرساله بعد ذلك ضمن فريق يقوم بمسح عسكري لسيناء و أخذ دهوم معه ، يقول في مذكراته أن الاتراك أرسلوا جنود وراءه لمنعه من الوصول و لكنهم أتعبوا جميع الجنود و وصلوا لقمة الجبل، كان لورنس وقت إعلان الحرب في منزله في بريطانيا و إنضم إثنين من أخوته لجيش فكان يبحث عن أي إعلان يمكنه من الإنضمام لحرب

الشريف حسين

كان الشريف حسين يفكر في قيام ثورة ضد الحكم التركي و تأسيس دولة عربية و جمع ألاف القبائل و الإمارات تحت قيادة حكومة واحدة، دخلت الأمبراطوية العثمانية الحرب و كانت أكبر غلطة قامت بها منذ تأسيسها، وضع البريطانيون جنودًا لهم في كل مكان و و جد لورنس دورًا له في الحرب بسبب تمكنه من اللغة العربية و معرفته بالعرب أخذ منصبًا في الإستخبارات العسكرية البريطانية في القاهرة ، تم تعينه في جزء مهم من الإمبراطوية .

الثورة العربية الكبرى

كان يعمل على جمع المعلومات الإستخبارية عن الثورة العربية المحتمله و قابل السجناء و المنشقين و عين العملاء و ساعد على رعاية فكرة التمرد العربي و بالتدريج أصبح دوره سياسيًا بشكل أكبر، كان يؤمن بالثورة و يعرف جيدًا ما تؤمنه للعرب و لمصالح الإمبراطورية البريطانية ، حاولت بريطانيا اللعب على أن العرب إذا أرادوا حكم أنفسهم فليس لديهم خيارًا سوى الحرب فكانوا يعرفون أن قواتهم ضعيفه بالمقارنة بالقوات التركية ، كان لدي لورنس الخبره و المهارة ليعرف أن العرب بالفعل في ثورة سوف تملك لهم السيادة ليصبحوا أمة جديدة ..!

رحلة لورانس العرب إلى الامير فيصل

لورنس و الثورات العربية الكبرى:-

تم إرسال لورنس لقادة العرب ليعرف إذا كانوا يعرفون أن لهذه الثورة مستقبل أو لا و كان هناك خطر كبير أن يمسك به الأتراك أو يتعرض لقطاع الطرق و كان مستعد لهذه المخاطرة ، فأراد أن يصبح بطلًا ، و كان يؤمن أن الثورة على وشك الإنهيار بسبب عدم وجود قيادة حقيقية و يبحث عن شخص ليكون رمزًا ، اتجه بالشمال بمقابل صفره ليقابل الأمير فيصل ، شرح له الأمير فيصل ورجاله سبب فشل الثورة من وجهه نظرهم و بدأ العمل مع الأمير فيصل كضابط إتصال ملحق بالقوات العربية و بدأ بتحديد قائمة بالمطالب العربية ، و وقفت الثورة على أقدامها مرة أخرى و لم يوافق حلفاء بريطانيا على دعمها .

إجتمعت فرنسا و بريطانيا لتقسيم المنطقة العربية بينهم قبل ان يفوز العرب بالحرب، لورنس في تلك الأثناء لم يكن يعرف شيئا عن هذه الإتفاقية السرية ، اقترح عليه الأمير فيصل أن يرتدي ملابس العرب لو أراد العيش معهم ، بدأ بأكتشاف أسلوب العرب في الحرب في الصحراء، و أعتبره العرب صديقًا يعمل إلى جانبهم و كانوا يحترمونه بشكل كبير، و لكن كانت إتفاقية سايكس بيكو خيانة عظمي و كانت سببًا لتلك المأساه التي نعيشها اليوم ، كان عليه أن يبلغ الأمير فيصل أن رجاله يموتون دون سبب أم لا و لكنه أعترف في كتابه أنه لم يقل الحقيقة كاملة ، تم جره لمشاركة في الخيانة التي ستلازمة طوال حياته .

لورنس مع الوجهاء العرب

بدأ بوضه خطة سوف تمكن العرب من التحكم في مصيرهم و أقنع الأمير فيصل أنه لو وصلت الثورة إلى مدينة دمشق قبل قوات الحلفاء سيكون بإمكانهم إجبار القوات البريطانية على إعطاءهم الإستقلال ، كان مصابًا بالحمى في تلك الأثناء و لكنه رأي خطة بديلة هي مهاجمة العقبة فكانت الميناء الوحيد في البحر الأحمر الذي يمكنه إرسال الإمدادات إلى الشمال فقرر حينها أن يسيطر العرب عليه ، هاجم العرب العقبة و فاجئوا الأتراك تمامًا ، بعدها تم ترشيحة لوسام الصليب الفيكتوري و ترقيته لرتبة رائد ، قال لعرب أن الحكومة البريطانية تضمن حصولهم على الإستقلال لو حاربوا بجانب بريطانيا .

أصبح العرب في هذه الأثناء جزءًا من الحرب و كانت قوات الحلفاء تحضر لهجوم جديد يمتد من الشمال عبر ساحل فلسطين بالقدس ، عرف لورنس أن بريطانيا لم تكن صادقة فقد دخلوا الحرب لحصولهم على الإستقلال ، وصلت خسائر العرب إلى ألاف الرجال و بالرغم من كل شيء فقد كان موطنًا بريطانيًا يخدم مصالح الأمبراطورية البريطانية ، مع ذلك عمل على تحقيق الوعد الذي اعطاه لعرب ووضعت الأمبراطورية البريطانية حائزة لمن يقتل لورنس و الأمير فيصل و الأمير عودة و كانت الجائزة تكبر كلما قالوا بعمل ناجح .

و بدأ بالبحث عن الأخطار فسافر إلى الشمال ليستطع إمكانية الهجوم على قلعة تركية مهمة في درعا عام 1917، ووقع في يد الأتراك يعتقد البعض أنه إخترع هذه القصة لتمثل العقاب الذي يستحقه لأنه خدع أصدقاءه العرب، إنتقلت القوات البريطانية إلى القدس و سقطت القدس و أسرع ليشارك في الإحتفالات مرتديًا زي عسكري بريطاني ..!!

كانت هناك جماعة صهيونية تمارس الضعط على بريطانيا لإنشاء دولة لهم في فلسطين وأعطى بلفور وعده الشهير و كان متضاربًا ما الوعد البريطاني لشريف حسين ، و حدث كل شيء ليستمر العرب في الحرب ، جاء في تلك الفترة الصحفي الأمريكي لول توماس في تلك الفترة صنع تاريخ لورنس فلم يكن يعرف أنه سوف يتحول إلى تاريخ و لكن لورنس العرب من صنع هذا الصحفي .

عرف لورنس وعد بلفور و عرف كلما تقدم العرب خطوة نحو دمشق تقدموا خطوة نحو خطة خداعهم ، فكان أمله الوحيد أن تصل القوات العربية قبل قوات الحلفاء عندها تضطر بريطانيا إلى التفاوض لحصول على السلام .

فدخل الأمير فيصل إلى المدينة فاتحًا و هناك جدلًا حول من دخل أولًا القوات العربية أو الحلفاء لكن العلم العربي هو الذي رفرف فوق المدينة نجح لورنس و لكنه كان يدرك الإضطراب الذي يتعرض له العرب و في إجتماع مع قوات الحلفاء و قادة العرب إكتشف الأمير فيصل الصفقة المزدوجة و إتفاقية سايكس بيكو واعترض بقوة و قام القادة بسؤال لورنس عما قاله لعرب و افترق عن الأمير فيصل و لم يذكر ذلك في كتابه ، كتب رسالة وداع إلى المقر في القاهرة إنتهت الحرب و إنتهت وظيفته .

لورنس و دعمه لمطالب العربية :-
عاد إلى بريطاني و عمل على الإيفاء بالوعد العربي، روع المجتمع البريطاني رفض تكريم الملك بالوسام الفيكتوري كانت سابقة لم يسبق لها مثيل و تمكن من إيصال صوته اقنع البريطانين بدعوة الأمير فيصل إلى لندن و لم تبدي الحكومة البريطانية إهتمامًا أمام المطالب العربية و أدرك أن عليه تحويل القضية العربية إلى الساحة الدولية و بمساعدة لورنس تمكن الأمير فيصل من عرض قضيته.

معاهدة فرساي

في تلك الفترة أعلن الرئيس الأمريكي مبادئ الحرية البند الثاني عشر من حق العرب حكم أنفسهم ، استخدم فيصل و لورنس هذا البند من أجل القضية و لكن كان عليه إقتناع منظمي المؤتمر بالسماح لهما بالتحدث و نجح في سرقة الأضواء و وضع قضية فيصل على الطاولة و نجح في ذلك و أدرك أن هذا سيصنع التاريخ و بدأ في باريس بوضع كتابه أعمدة الحكمة السابعة و إنتهي المؤتمر و تم توقيع إتفاقية فرساي و لكن لأئحة ويلسون أصبحت ذكرى بعيدة لعرب ..!دخلت القوات الفرنسية سوريا و أعتقل الأمير فيصل .

لورنس و الشرق الجديد :-
حول لو توماس لورنس إلى نموذج النجم الشهير و تم الثناء عليه و إنتقادة بسبب شهرته و كانت لديه عبقرية في لفت الأضواء فأصبح بطلًا كما كان يحلم و لكنه كتب أنه رمى جميع الميداليات ليجدها شخص ما و يتساءل عن تاريخها و عاد إلى أكسفورد و عرض عليه تشرشل وظيفة مستشارا له و سيكون هذا أخر مجهود يبذله من أجل العرب و سافر مع الخبراء إلى القاهرة لحضور مؤتمر أخر و كان له رأي حول الأماكن التي ترسم فيها الحدود فتم تنصيب الملك عبد الله على العرش و تم تنصيب فيصل ملكًا على دولة العراق الجديد و كان سعيدًا لما حققه من أجل العرب و كتب أن بريطانيا تخلت عن بلاد العرب عن طريق إيفاءها بالوعد و رأي العرب في غتفاقية القاهرة خيبة أمل و شعروا انهم قاتلوا من أجل لا شيء قتل عشرات الأف من العرب و دمرت بغداد و دمشق .

تشرشل وزير المستعمرات البريطاني

حياته خلف الأضواء :-
كان على وشك الإنهيار كان يعيش في رعب و عنف مستمر و كانت ضريبة المشاركة في أحداث عنيفة و أمضي نصف سنوات حياته بالإحتباء في محاولة منه لهرب من شهرته عن طريق إنضمامة إلى سلاح الجو الملكي و قضي نصف حياته في تحاشي المئولية و تحاشي الصحافة لم يترك سلاح الطيران الملكي لأي وظيفة أخرى ، بعد ذلك تمكنت الصحافة من إيجاده و تم تصريحه من سلاح الجو الملكي لأنه وجوده قد يسبب الإحراج قام بتغير أسمة مرة أخرى و أخذ يتنقل بين سلاح الجو و البر مرارًا و تكراًا خلال عشر سنوات ليجد مكانًا يمكنه أن يكون مجهولًا فيه و إستأخر كوخ صغير كان يستعمله كمخبأ في الإجازات .