الطريق إلى النجاح ... الربط، السرعة والتقنية

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٩/ديسمبر/٢٠١٩ ١١:٣٦ ص
الطريق إلى النجاح ... الربط، السرعة والتقنية

محمد بن رامس الرواس

إن قطاع الشحن البحري وقطاع الشحن العابر فى السلطنة سيساهمان بلا شك فى تطوير المنظومة الاقتصادية للسلطنة التي نراها اليوم تتحرك باتجاه استخدام المعايير الدولية فى مؤشر التجارة بحراً وبراً ..

عندما تطالعنا اخبار التسهيلات والخدمات العديدة التى توفرها مجموعة «اسياد» بميناء صحار وغيرها من مؤاني السلطنة وهذه التسهيلات تكون مدعومة من الادارة العامة للجمارك الذراع القانونية للشحن والتخليص وعندما تبدأ الأستراتيجية الوطنية اللوجستية تطبيق خططها وأهدافها وبرامجها على مراحل ومن خلال الملتقيات المتعددة بالشركات والتجار ورجال الأعمال لأطلاعهم على احدث التسهيلات وأدوات العمل المسهلة مثل تطبيق «تخطيط المسارات» الذي يوفر معلومات عن نقاط الأرتباط المتوفرة والمتصلة مع الجهات غير الساحلية ، هذا بالأضافة الي الخدمات التى توفرها الجهات المعنية بالمنظومة اللوجستية بالسلطنة ، فان هذه الممارسات تدعم بلا شك تقدم عمان لوجستياً للوصول الى أهداف رؤية عمان 2040 والتى ستنطلق خطتها الخمسية الأولى خلال العام 2020م عبر التعامل الأمثل مع الأسواق العالمية ...

إن زيادة ايام التأخير سواء بالحدود او الموانئ تصعب بلاشك تدفق التجارة من والي السلطنة ولقد كان يصل زمن المكوث للبضائع فى ميناء صحار سابقا مثلاً الى 12 يوماً تقريبا وذلك فى العام 2015م بينما حالياً يصل الى خمسة ايام وهذا تطور فى كفاءة ميناء صحار ومؤشر حقيقي على استخدمات التقنية بالميناء مما سيعزز زيادة تشغيل الخطوط الملاحية والشحن من والى موانئ الصين والهند وباقي دول العالم.

فالانتعاش الاقتصادي المأمول خلال الفترة المقبلة مناط بالسرعة والتقنية ، وهذا ينعكس على كافة القطاعات التى تعول عليها الرؤية 2040 سواء الصناعة أوالسياحة أوالأمن الغذائي وغيرها وكل ذلك مرده الى ذراع لوجستية قوية تحرك وتزيد سرعته لتعزيز التجارة الخارجية والداخلية ويوفر للقطاع الخاص الفرص المتاحة لتنشيط الاستثمارات وبالتالي نصل الى نتائج مرضية صممت سلفاً فى رؤية عمان 2040

لغة الارقام اليوم اصبحت هي مصدر قوة المؤشرات ومصداق الحديث فهي تتحدث عن نفسها ،وليس ببعيد عنا ميناء» تشانجي» السنغافوري لناخذه كمثال حي وهو واحد من اكبر موانئ الحاويات فى العالم حيث يرتبط ب600 ميناء حول العالم وهو يخدم 6800 رحلة جوية اسبوعياً الى 330 مدينة وفى النهاية اصبح الناتج المحلي لسنغافورة ثلاثة اضعاف ناتجها المحلي.

ولا تزال الأرقام تتحدث مع هذا البلد الصغير والجزيرة الجميلة المعجزة سنغافورة ، هيئة الطيران تبرم 130 اتفاقية للخدمات الجوية لزيادة عدد رحلات الربط الجوي هذا بالاضافة الى انهم اقاموا واحدة من اكبر شبكات من اتفاقيات التجارة الحرة مع 30 دولة اصبحت شريكا تجاريا لها فى منظومتها الأقتصادية.

إن المطار والميناء والبنية الأساسية من مجمعات للخدمات اللوجستية بالمطار لاستقبال ومناولة الشحنات العاجلة، ومراكز التبريد لاستقبال البضائع ، والمرافق الإقليمية السريعة للتعامل مع أنشطة التجارة الإلكترونية المتزايدة ثوابت اساسية للنجاح فى هذا المجال ، ومن بعدهما يأتي كل سبب يقوي ويعضد ويساند هذا النجاح من ابتكارات ذكية لا تسمح بتكدس او تاخير او عرقلة للعمل وهنا دور المهارات فى الأدارة والتشغيل للمواني والمطارات التي تطمح فى ايجاد منظومات لوجستية عالمية تدر عليها ناتجا محليا كبيرا يضع اقتصادها فى المقدمة .